تعليقًا على تصريحات الشيباني لقناة CNN المنشورة في ٢٨ سبتمبر ٢.٢٥

  د. مخلص الصيادي

إذا كان ما أردته القناة دقيقا وكاملا، فإن وزير الخارجية السوري كشف عن رؤية أقل ما يقال فيها أمرين إثنين:

الأمر الأول: أن رؤيته أو رؤية النظام السوري الجديد غير عاقلة لأنه لا يقوم على فهم حقيقي لطبيعة العدو الصهيوني، ولرؤية هذا العدو لسوريا ومكانتها.

كيف له أن يقول إن الموقف الاسرائيلي واضح وحاسم وأنها  تتطلع إلى سوريا موحدة قوية ومستقرة،  أين وجد الشيباني هذا الموقف الاسرائيلي.

إن جذر هذه الرؤية يقوم على اعتبار أن المشكلة ليست في “اسرائيل”، وإنما في سوريا التي اتخذت من سابق موقف العداء من “اسرائيل”، وسوريا في العهد الجديد لا تريد صراعا مع أحد، وهي لا تريد أن تهدد أحد.

الأمر الثاني : ادعاؤه / افتراضه أن هذا الموقف هو موقف الشعب السوري، وهذا افتراء فاضح على الشعب السوري.

وقد كثر منذ حين، منذ  بدأت مسيرة الردة، والتصالح مع العدو الصهيوني، الافتراء على الموقف الشعبي في سوريا، وفي غير سوريا، إزاء فلسطين، وإزاء الوحدة والعروبة، وإزاء هوية هذا الشعب.

إن الشيباني لا يملك الحق في الحديث عن تمثيل الشعب السوري، فالموقف الشعبي السوري من الكيان الصهيوني. ومن المشروع الصهيوني،  ليس له علاقة بموقف هذا النظام أو ذاك، وإنما هذا الموقف يتصل بانتماء الشعب السوري إلى أمته العربية. وإلى حضارته ودينه، وإلى القيم الانسانية التي يختزنها في عقله وضميره.

هذا الموقف “موقف معياري” في الحكم على الأفكار، والأشخاص، والقوى،  والنظم، والتحالفات.

ويبدو أن وزير الخارجية نسي هذا كله، ونسي أن لفلسطين في سوريا مكانة خاصة قد تكون متميزة عن الكثير من الدول والشعوب العربية، إذ تمثل فلسطين  قلب ما عرف دائما باسم ” بلاد الشام”، والالتزام ببلاد الشام وتمثيلها جاء في الكلمة الأولى التي ألقاها الرئيس أحمد الشرع بعد أن تم اسقاط النظام البائد. وبالتالي فإن التزام “الجمهورية العربية السورية” تجاه فلسطين، هو التزام تجاه جزء محتل من أراضيها لا يختلف كثيرا عن مكانة وموقع الجولان السورية المحتلة.

وفوق كل ذلك نسي الشيباني ما تفعله قوات العدو في غزة من وقتل وتهجير و وقفز من فوق الموقف العالمي الذي أدان سياسة هذا الكيان ووصفها بالعنصرية، وبأنها سياسات إبادة.

لا أدري من يمثل الشيباني في هذه التصريحات – حال ثبوتها – ؟.

لكنه بالتأكيد، لا يمثلنا نحن، ولا يعبر عن رؤيتنا، وما نلتزم به على كل المستويات.

والمقصود ب”نحن” هنا كل السوريين الذين تمثل فلسطين عندهم قيمة وطنية وقومية ودينية وإنسانية. كل السوريين الذين يؤمنون بأن سوريا جزء من الأمة العربية، كل السوريين  الذين يؤمنون بأن “الصهيونية” حركة عنصرية، وأنها آخر الكيانات العنصرية في العالم. وأن مواجهتها واجب لا يجوز التخلي عنه.

إن الشيباني فيما قدم من موقف ورؤية لا يمثلنا أبدا.

وإضافة لما سبق فإن من يدقق في الحوار يجد تشديدا غير مفهوم على فكرة الاستثمار، ويتجاوز هذا التشديد كثيرا قضية الأرض والانتماء واسترجاع الجولان المحتل. فكأن قضية سوريا الآن هي قضية الاستثمار وفتح البلاد للدول والشركات الأجنبية كي “تستثمر” في بلادنا.

بالمختصر:

فإن كل المعاني التي طرحها وزير الخارجية أسعد الشيباني في هذه المقابلة ليست جديرة بتمثيل الشعب السوري، وأتفاءل بالقول إنها لا تمثل السياسة السورية الرسمية، وبالتالي فإنه لم يكن موفقا في كل هذا الطرح. وحتى يكون للتفاؤل مكانته فإنه يجب أن تتم رسميا مراجعة هذا الموقف،  وأن يصدر من القيادة السياسية توضيح أو بيان يعرض موقفا صريحا وواضحا تجاه هذه المسائل كلها.

تعليق واحد

  1. أولاً يجب أن يؤخذ الحديث من ترجمة دقيقة والمقطع وفق سياقه بالحديث ، ولا نكون مثل الذي يقول “ولا تقربوا الصلاة” ولا يتممها “وأنتم سكارى” .الموقف الوطني السوري واضح بأن الكيان الصhيوني والمتمثل بالدويلة الوظيفية “إSرائيل” تريد المنطقة فسيفساء من الدويلات الطائفية والإثنية وهي عدو وجود لشعبنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى