
بعد سقوط نظام الأسد شهدت الساحة السورية انفتاحاً امريكياً غير مسبوق على السلطة الجديدة في دمشق ،وهو موقف أثار الكثير من التساؤلات لدى السياسين عرباً وأجانب.
توم براك المبعوث الأمريكي الى سورية يكاد لايغيب عن اي اجتماع اقليمي يخص الشأن السوري، ويحضر حتى بعض الاجتماعات الداخلية السورية، يجاهر بدعمه لحكومة دمشق في وقت تحمي قوات بلاده انصار الpkk الانفصاليين في الشمال الشرقي.
اتفاق 10 اذار بين عبدي والشرع تم حسب المعطيات بضغط امريكي لطمأنة السلطة وايهامها بجدية الدعم الأمريكي، وانعقاد مؤتمر غويران في الأسبوع الأول من شهر اب الماضي الذي يشجع انفصال الاكراد عن سورية تم بضوء اخضر امريكي حسب كل المؤشرات.
على الصعيد الإقتصادي الرئيس الأمريكي رفع العقوبات عن سورية دون ان يتحقق شيء ايجابي على هذا الصعيد، بل ان هناك مشرعون امريكيون يحضرون لمشروع قرار يمدد عقوبات قانون قيصر الى عامين قادمين .
في الداخل السوري صمتت الإدارة الأمريكية ولم تعترض على التدخل الصهيوني في احداث السويداء ،والتي مهدت لصراع داخلي سيقوض السلم الأهلي اذا استمر، ويؤدي الى نتائج خطيرة على المجتمع السوري ويهدد وحدة سورية.
هذه الازدواجية في السياسة الأمريكية (دعم اعلامي لحكومة دمشق)، وتخطيط مبطن لتأجيج الصراع الداخلي، ودعم الأطراف الداخلية الرافضة لبسط سيطرة الحكومة على كل الأراضي السورية، ستؤدي حتماً الى حالة من عدم الاستقرارالداخلي وتفاقم الصراع بين حكومة دمشق المدعومة اعلامياً من أمريكا،والأطراف الأخرى المدعومة فعلياً منها، وستفضي الحالة في حال استمرارها الى حالة من التقسيم المجتمعي والجغرافي لتحقيق الهدف الصهيوني بتقسيم الدولة السورية.
واذا كانت الإدارة السورية الجديدة تتعامل مع السياسة الأمريكية بحسن نية فعليها ان تتذكر، ان الإدارة الأمريكية لن تقدم شيئاً دون ثمن، ولم تحل ازمة في العالم بل تديرالأزمات وتجيّر نتائجها لمصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني،وعلى حكومة دمشق ان لا تُخدع بالدعم الأمريكي، وان تفوت الفرصة على اعداء سورية بالإعتماد على قوة الشعب السوري ووحدته، وأن تنفتح لمشاركة كل أطياف الشعب السوري في تسيير الشأن السوري، وإلا فإننا وللأسف أمام مستقبل لا يبشر بخير لا لسورية ولا للسوريين.
المصدر: كل العرب