تهديدات فصائل السويداء توقف حركة المسافرين بين المحافظة والعاصمة دمشق

بعد مرور أيام على إعادة فتح طريق دمشق السويداء، لم يشهد الطريق حركة للمسافرين من دمشق إلى السويداء وبالعكس، رغم إعلان تأمينه وانتشار قوى الأمن الداخلي على طول الطريق، عبر نشر الحواجز وتثبيت نقاط أمنية جديدة في القرى المطلة عليه، خصوصاً تلك التي تضم مقاتلين من العشائر، منعاً لوقوع حوادث الخطف

ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية استكمال الخطوات لتأمين الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل والتجارة، مؤكدة التزامها الثابت بتلبية احتياجات الأهالي وضمان حرية تنقلهم وتجاوز آثار الأزمة.

ويشكّل طريق دمشق السويداء شرياناً رئيسياً لأبناء محافظة السويداء، بعد أن كانت الحركة تقتصر على الطرق الإنسانية من معبري “بصرى الشام” و”بصر الحرير”، وهي طرق شهدت قبل إغلاق المعابر توترات أمنية متكررة.

طريق بلا مسافرين

أكدت مصادر متقاطعة من محافظة السويداء، وشركات نقل المسافرين، لموقع تلفزيون سوريا، أنها تلقت إنذاراً من الفصائل المسلحة في السويداء، بعدم نقل المسافرين من وإلى دمشق، تحت ذريعة عدم تكرار حالات الخطف أو تجدد التوترات خاصة في منطقة المطلة التي يقطنها غالبية من البدو.

وأبدت شركات النقل استعدادها لنقل المسافرين، لكنها تتخوف من إعادتها إلى دمشق، أو من أي خطر قد يصيب المسافرين فتتحمل الشركات المسؤولية، بعد إصدار الفصائل في السويداء تعميماً يمنع حركة السفر.

وفي ظل الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوء بعد مرور حوالي الشهرين على الأحداث الدامية في السويداء، قالت المصادر، إن حركة السفر على طريق دمشق السويداء مصرح بها فقط للحالات الإنسانية، خاصة لمرضى السرطان والكلى، إذ جرى نقل أكثر من 30 مريض سرطان و20 مريض كلى إلى مستشفيات العاصمة دمشق، بمساعدة فرق الهلال الأحمر السوري والمنظمات الإنسانية التي تعمل في السويداء.
عمر المالكي المسؤول الإعلامي في الهلال الأحمر السوري، أكد لموقع تلفزيون سوريا، أن إعادة افتتاح طريق دمشق السويداء، سهَل الحركة أمام نقل الإمدادات من قبل المنظمات العاملة في المجال الإنساني والمرضى إلى مستشفيات دمشق.
وما تزال هناك الجهود إنسانية مستمرة من قبل الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نقل المرضى إلى دمشق، وضمان إيصال الإمدادات الإنسانية للنازحين داخلياً في محافظة السويداء، وتضمنت قافلة المساعدات التي دخلت، الأحد، مواد طبية وإغاثية، إضافة إلى الخضار والفواكه، بحسب الهلال الأحمر السوري.
لكن الحركة الطبيعية للمدنيين على طريق دمشق السويداء ما تزال معلقة، كما لم يشهد الطريق توترات أمنية حتى كتابة هذا التقرير.

شاحنات تجارية تدخل إلى السويداء 

ودخلت قافلة تجارية وأخرى إنسانية إلى محافظة السويداء عبر طريق دمشق،الأحد، في خطوة هي الثانية من نوعها خلال أيام بعد إعادة فتح الطريق وتأمينه من قبل وزارة الداخلية السورية.
وانتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول رفض التجار في العاصمة دمشق التعامل مع التجار في مدينة السويداء، وهو ما نفاه تجار سوق الهال في دمشق، لموقع تلفزيون سوريا، مؤكدين أن معظمهم أرسل شحنات تجارية من الخضار والفواكه، إلى محافظة السويداء بعد إعادة فتح الطريق.
وأوضح التاجر في سوق الهال بدمشق سعد مستو، لموقع تلفزيون سوريا، أن أكثر من 20 شاحنة محملة بالخضار دخلت إلى السويداء يوم الأحد بإشراف الهلال الأحمر السوري.
ونفى مستو الشائعات حول القطيعة التجارية مع السويداء، وقال إن التوترات الأمنية التي شهدتها السويداء كانت السبب الرئيسي في قطع التعاملات التجارية لكيلا تتعرض الشاحنات التجارية للخطر مثل الاختطاف أو مواجهة النيران، خاصة بعد ما وردت أخبار عن اختطاف عاملين في القطاع الإنساني.

 

وأضاف أن قطع التعاملات استمر حتى مع إعلان فتح ممر “بصرى الشام”، لأن التجار في دمشق لم يعتادوا على استخدام طريق “بصرى الشام” لنقل البضائع التجارية إلى السويداء، إضافة إلى المخاطر التي كانت تحيط بالممر من قبل مسلحين من العشائر والفصائل المسلحة في السويداء، مؤكداً أن افتتاح طريق دمشق السويداء وتأمينه سيعيد حركة التجارة بين المحافظتين تدريجياً.

إعادة افتتاح طريق دمشق السويداء

وفي 28 من آب الحالي، دخلت أول قافلة مساعدات أممية قادمة من مشق إلى محافظة السويداء، وأكدت المحافظة حينها، دخول القافلة بالتنسيق مع المحافظ مصطفى بكور، لتأمين احتياجات الأهالي المعيشية.
وأشار مراسل تلفزيون سوريا، إلى أن نحو 30 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت المحافظة عبر الطريق، تحمل طحيناً ومستلزمات إغاثية وصحية، وتقدمها سيارات تابعة للأمم المتحدة

ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وزارة الداخلية السورية، لا يزال ملف المحتجزين والمختطفين بين درعا والسويداء مفتوحاً، وهو ما يُبقي الطريق في دائرة الترقب الأمني.

في المقابل، كشفت مصادر خاصة لـ”تلفزيون سوريا” أن الجهود التي يبذلها الوسيط الأميركي لفتح الطريق تواجه عقبات جدّية، أبرزها رفض بعض القيادات المحلية في السويداء التعاون مع هذه المساعي، الأمر الذي يعكس تعقيدات سياسية موازية للتحديات الأمنية الميدانية.

ويكتسب الطريق أهمية استراتيجية كونه الشريان الأساسي الذي يربط محافظة السويداء بالعاصمة دمشق، ما يجعله محوراً رئيسياً لمرور البضائع والمواد الغذائية والوقود، إضافة إلى كونه منفذاً ضرورياً لوصول المساعدات الإنسانية.

المصدر: تلفزيون سوريا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى