كما كان متوقعاً، نجح وفد النظام في اللجنة الدستورية السورية بإفراغ الاجتماع الثالث للجنة حتى الآن من مضمونه، وتمكن من تمرير أربع من الجلسات الخمس المقررة من دون تحقيق أي إنجاز، ليعلن عن تمسكه برفض أي تمديد للجولة الحالية كما تطالب المعارضة.
فقد جدد أحمد الكزبري رئيس وفد النظام إلى اجتماعات اللجنة التي تستضيفها العاصمة السويسرية جنيف منذ الاثنين، رفض أي مقترح لتمديد الجلسات الحالية لأسبوع إضافي كما سبق وأن اقترح وفد المعارضة “من أجل إتاحة الفرصة لمناقشة أكبر عدد ممكن من الملفات وتحقيق انجاز حقيقي بعد نحو عام على إطلاق اللجنة”.
ووصف الكزبري اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، مع وفدي المعارضة السورية والمجتمع المدني في جنيف بال”التدخل العلني في عمل اللجنة الدستورية”. وقال إن “التدخلات الأميركية التي كانت تتم في الاجتماعات السابقة من تحت الطاولة، أصبحت في هذه الجولة علنية”.
لكن رئيس وفد النظام أكد أن آخر جلسة من الاجتماع الحالي ستعقد السبت وسيغادر بعدها وفد النظام عائداً إلى سوريا، الأمر الذي اعتبره عضو وفد المعارضة باللجنة يحيى العريضي أنه “موقف يؤكد عدم شعور ممثلي النظام بالمسؤولية”. وأضاف ل”المدن”، أن “من أتى مرغماً ومكرهاً فسيمضي دون أي اهتمام أو شعور بالمسؤولية”.
وحول النقاشات التي جرت خلال الجلسات التي عقدت حتى الآن، والخطوات التي قطعها المجتمعون، قلّل العريضي من أهمية ما تحقق في الجلسات السابقة، مشيراً إلى أن الجولة الحالية تمحورت حول السرديات ذاتها في الهوية الوطنية، وضرورة توحيد أجندة عمل الجلسات وعدم الخروج عن برنامج العمل المحدد ..الخ، وهي أمور كلّ يراها من زاويته، بالإضافة طبعاً إلى المناكفات المعروفة.
ويبدو أن مغادرة الوفد الأميركي برئاسة جيفري، الذي حضر إلى جنيف قبل بدء اجتماعات اللجنة الدستورية لمراقبتها، ولحاق وفد موسكو به، الذي يقوده مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، قد ساهم في التقليل من جدية وفد النظام خلال الجلسات.
وكان الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية عن وفد المعارضة هادي البحرة، قد أكد بعد الجلسة الأولى الاثنين، أن الجلسة كانت جيدة وأن حضور الديبلوماسيين الروس فيها ساهم بضبط وفد النظام وعدم السماح له بتكرار أدائه السلبي الذي ظهر عليه في الاجتماع الأول والثاني للجنة، العام الماضي.
ويبدو أن هذا ما أزعج أحمد الكزبري الذي شدد في تصريحه للتلفزيون الحكومي، على “رفض أي تدخل خارجي في عمل اللجنة، فهي بقيادة وملكية سورية، وعلى الأمم المتحدة التي تقوم بتيسير عملها عدم السماح بهذا التدخل” كما قال.
وتعليقاً على جلسة الخميس، ادّعى الكزبري أنها “شهدت خروجاً للوفود الأخرى عن المبادئ المتفق عليها، وبدأ البعض يتحدث عن مبادئ دستورية، وهناك من تحدث عن أمور تنظيمية، ومن طرح مواد تتعلق بالصياغة، ما دفع الوفد الوطني للتقدم بنقاط نظام لأن ما طرح يخالف المبدأ وجدول الأعمال المتفق عليه” حسب قوله.
لا يخفي وفدا المعارضة والمجتمع المدني إلى اجتماعات اللجنة الدستورية انزعاجهما الشديد من أداء وفد النظام الذي يمنع تحقيق أي تقدم في عمل اللجنة، إذ استطاع هذا الوفد فرض أجندته على الجلسات، وحصرها بمناقشة الأسس والمبادئ الوطنية، وقصرها على خمس جلسات فقط، الأمر الذي يؤكد رؤية الكثيرين من السوريين ممن اعتبروا أنه وفق هذا الأداء فإن اللجنة الدستورية تحتاج إلى عشر سنوات على الأقل لكي تنهي أعمالها.
المصدر: المدن