
ثمة مؤشرات خطيرة على تجاوز ما يحصل في الجنوب السوري لحدود الجغرافيا السورية وامتدادها الاقليمي.
فمنذ البداية لم يكن الصراع بين مكون أصيل من نسيج المجتمع السوري وآخر، بقدر ما هو بين أجندات خارجية بحوامل وطنية كما عبرت الأحداث عن نفسها وبكل تفاصيلها.
أيها السوريون الوطنيون:
إننا في تيار “العروبيين السوريين” نتابع ما يجري بدقة، وعن كثب، ونرى أن الصراع، الأن، أخذ منحاً آخر أفصح عن نفسه فقد أصبح بقاء سورية دولة واحدة موحدة بكامل مكوناتها مهدداً، في الجنوب والشرق، وربما في الساحل.
يا أبناء سورية الأحرار:
إننا ندين ونقاوم كل أشكال التدخل الخارجي ومحاولات “اسرائيل” ومن يقف معها ووراءها ويدعمها ويساعدها، من قوى محلية واقليمية ودولية، لفرض شروطها وارادتها ومخططاتها القذرة على الدولة السورية وشعب سورية العظيم.
وإذا كنا نحمل السلطات السورية مسؤولية التجاوزات التي حصلت والانتهاكات التي وقعت، ونطالبها بتحمل مسؤولياتها بشجاعة، ومحاسبة المتورطين بالأفعال المشينة بحق المدنيين من الطرفين، والدعوة لحوار وطني جاد وحقيقي، فاننا نقول بالفم الملآن لا جريمة فوق الاستعانة بالخارج، واسرائيل، ولا خطأ أكبر من الانزلاق الى محاولات تقسيم سورية، وتفتيتها، وتقويض السلم الأهلي، والرابح في ذلك هو أكثر الأطراف خسارة وخذلان.
نحن حريصون على وحدة سورية ونتفهم مظلوميات كل الأطراف ونطالب بالتعامل معها بوعي وحكمة وحرص وتحت سقف القانون والمساءلة لكل متجاوز بغض النظر عن موقعه وسلطته، ومن غير المقبول أن تتحكم بنا العصبيات القاتلة وردود الأفعال الهوجاء.
عليه، على كافة الأطراف تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها، سلطة ومجتمع، مدني وأهلي، النخبة والعامة، قبل أن تذهب الأمور إلى ما لا تحمد عقباه وما لا يريده أحد.
أيها الشعب السوري البطل:
سنوات طويلة ونحن نقاوم الاستبداد والطغيان حتى تمكنا من الانتصار على آل الأسد، وعلينا، الأن، جميعاً أن نخوض معركة بناء الدولة التي نطمح إليها مدركين أن دون ذلك عقبات ومشكلات تاريخية ومستجدة.
أخيراً: علينا جميعاً أن نؤمن ونعمل على أن سورية فوق الجميع وللجميع، وسورية لا تقبل القسمة إلا على نفسها، وليس للسوري إلا السوري.
عاشت سورية حرة أبية.
*الأمانة العامة لتيار العروبيين السوريين*
دمشق 21_ 07_ 2025