
عثرت فرق الدفاع المدني والأمن الداخلي في ريف درعا الشمالي على مقابر جماعية وفردية تضم رفات عشرات المدنيين مجهولي الهوية، يُعتقد أنهم قضَوا تحت التعذيب خلال فترة حكم النظام المخلوع.
وجاء ذلك عقب بلاغ تقدّم به أهالي بلدة المسمية، أفادوا فيه بمشاهدتهم بقايا جثث قرب البلدة شمالي درعا.
وقال مراسل تلفزيون سوريا في درعا إن فرق الدفاع المدني والأمن الداخلي تحرّكت على الفور إلى الموقع، حيث تم انتشال رفات أربع جثث، كانت عبارة عن عظام وملابس ممزقة مبعثرة فوق التراب.
وأضاف أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجثث تعود لمدنيين كانوا قد اعتُقلوا في فترات سابقة على الحواجز العسكرية المنتشرة بمحيط المنطقة، ولا سيما حاجز “منكت الحطب” السيئ الصيت، الفاصل بين محافظتي درعا ودمشق، والذي عُرف بعمليات الاعتقال والإخفاء القسري.
وفي هذا السياق، قال أحد أبناء بلدة المسمية، راتب الصحاري، لموقع تلفزيون سوريا، إن أحد أصدقائه أبلغه بوجود عظام وملابس ممزقة قرب البلدة، فتوجّه معه إلى المكان، ليشاهد رفات عشرات الجثث المجهولة.
وأضاف: “كانت هناك مقابر جماعية وأخرى فردية، جميعها قريبة من بعضها، وتعود لمدنيين اعتُقلوا على حاجز منكت الحطب ثم نُقلوا إلى قلعة المسمية، التي حوّلها النظام إلى ثكنة عسكرية تابعة للأمن العسكري وقيادة اللواء 34، حيث كانوا يُعذّبون ثم يُصفّون، وتُوارى جثثهم في تلك الحفر”.
ولفت الصحاري إلى أن عناصر النظام كانوا يحفرون حُفراً بعمق لا يتجاوز 20 سم لدفن الجثث، ثم يغطونها بطبقة من التراب والحجارة، مؤكداً أن هذه المقابر تمتدّ لمسافة تقارب كيلومتراً واحداً في الأراضي الزراعية المحيطة بالبلدة.
من جانبه، قال مدير مركز الدفاع المدني في المنطقة، عبد السلام الجمعة، لموقع تلفزيون سوريا، إنهم تلقّوا بلاغاً من الأهالي حول الأمر، وتوجّهوا فوراً إلى الموقع، وانتشلوا رفات أربع جثث مجهولة الهوية، كانت عبارة عن ملابس وبعض العظام المتناثرة فوق التراب، بعد أن نبشتها الحيوانات الشاردة.
وأوضح أن عمليات البحث المبدئية كشفت عن وجود عدد كبير من المقابر، مضيفاً: “حتى الآن، أحصت فرقنا ما يقارب 100 قبر فردي وست مقابر جماعية، وما تزال الفرق تعمل على تجهيز المكان وتأمينه واستدعاء المختصين لاستكمال عمليات البحث والتوثيق”.
وتعيد هذه الاكتشافات المروّعة إلى الأذهان الممارسات القمعية والانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت بحق آلاف المدنيين خلال سنوات حكم النظام المخلوع، وما خلّفته من مآسٍ وأسرٍ ما تزال تبحث حتى اليوم عن مصير أبنائها المغيّبين قسرياً.
وتستمر جهود فرق الدفاع المدني والأمن الداخلي في تمشيط الموقع وتوثيق الأدلة، في انتظار أن تكشف التحقيقات مزيداً من الحقائق حول مصير الضحايا وهوياتهم، وسط دعوات من الأهالي والمنظمات الحقوقية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وعدم طيّ صفحة الانتهاكات من دون تحقيق العدالة.
المصدر: تلفزيون سوريا