
تهيئةً لجهودٍ نأمل أن يبذلها فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في زيارته التي تبدأ غداً إلى المنطقة، وتحيّةً منها للشعب الأميركي الصديق، وعملاً بتعاليم ديننا الإسلام العظيم الذي يحثّنا على التسامح والعفو عند المقدرة، وتأكيداً لما يتحلّى به مجاهدونا من مكارم الأخلاق، قرّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإفراج، اليوم الاثنين الثاني عشر من شهر أيار الموافق 14 ذو القعدة، عن الأسير الجندي في الجيش الصهيوني، أميركي الجنسية، عيدان ألكسندر، وهو الذي بلا أسرة في دولة الاحتلال، من دون أي مقابلٍ أو أي شروط. ونذكّر الرئيس ترامب بأن الحركة كانت قد أعلنت في 14 آذار الماضي عن استعدادها لتسليم هذا الأسير وأربعِ جثثٍ لأسرى آخرين، في اتفاق تبادلٍ مع العدو الصهيوني، إلّا أن حكومة نتنياهو لم تتجاوب، ما جعل الجندي عيدان يوجّه عتاباً إلى الرئيس ترامب، لوقوعه ضحيّة أكاذيب نتنياهو. ولأننا في حركة المقاومة الإسلامية لا نولي حسابات العدو في هذا الأمر وغيره اكتراثاً، ونضع مصلحة شعبنا الفلسطيني، وأمن أهلنا في قطاع غزّة، في أول الأولويات، وبناءً على تقديراتنا الخاصة، نطلُب من الرئيس ترامب أن يُلاقيها بما تستحقّه من اعتبار خطوتَنا هذه، الإفراج عن مواطنٍ أميركي، أسيرٍ لديْنا بعد أن كان محارباً متطوّعاً في جيش العدو، وأن يلاحظ انفتاح الحركة على كل مقترحٍ أميركي من شأنه أن يحرّر كل الأسرى لدينا، بموجب اتفاقٍ يُنهي الحرب العدوانية على شعبنا الفلسطيني ومقدّراته في غزّة. عدا عن أننا نعتبر أن للولايات المتحدة مسؤوليةً خاصةً في تحقيق السلام والأمن في العالم، الأمر الذي يجعلنا نلحّ على إدارة الرئيس ترامب بضرورة مراجعة مواقفها الداعمة لدولة الاحتلال، سيّما وأنها تسلّح الجيش الصهيوني في غضون اعتداءاته اليومية على الشعب الفلسطيني، وقد استُشهد فيها أكثر من 52 ألف شهيد، ويواكبها تجويعٌ لأهلنا في غزّة وحرمانُهم من الدواء، الأمر الذي يخرُجُ عن كل مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي. ونتطلّع إلى أن ينظر فخامة الرئيس الأميركي إلى المشهد بعينَين، وألّا يقصُر جهدَه على كيفية تأمين دخول المساعدات الغذائية إلى غزّة. وعلى أهمية هذا الجهد، ومع تقديرنا العالي هذا الحسّ الإنساني، نحن في حركة المقاومة الإسلامية على قناعةٍ بأن في وُسع الولايات المتحدة أن تُنهي حرب الإبادة الجارية منذ 17 شهراً. وعندما يرى الرئيس ترامب حرب غزّة صعبةً، وإيجاد أي حلٍّ لها صعباً، كما نقلت عنه صحيفة أميركية أخيراً، فإننا نوضح لفخامته أنّ هذه الصعوبة غير صحيحة، فالمشهد الذي يراه العالم ينطقُ بالبديهيّ، أن عدواناً سافراً على شعب أعزل ومحاصَر لا يقيم وزناً لحقوق الإنسان الفلسطيني في الحياة.
يشجّعنا في حركة حماس على مخاطبة الرئيس ترامب، والإفراج عن مواطنه عيدان ألكسندر، وتطلّعنا إلى جهدٍ منتظرٍ منه باتجاه وقف العدوان على شعبنا في غزّة، الإنجازُ الطيّب له ولإدارته، بمشاركة دول أخرى، وقف الحرب التي شبّت أخيراً بين الهند وباكستان، وإعلانه تقديره شعبَي البلدَين. ولئن يستحقّ إسراع الإدارة إلى تطويق هذه الحرب وتداعياتها، ثم دفع طرفيْها إلى التفاوض، فإن هذا يجعلنا في طموحٍ إلى أن نرى من الرئيس الأميركي هذا النشاط والحماس باتجاه إنهاء حرب الإبادة المشهودة. ونعطف هذا كلّه على الجهد الظاهر لدى الرئيس وطواقمه من أجل إنهاء الحرب المعقّدة بين روسيا وأوكرانيا. وهنا نعلن إعجابنا بهذا الحماس، وإنْ نرى فيه نزوعاً إلى تأكيد مصالح أميركية. وهنا، يُؤمل من فخامة الرئيس ترامب، وهو ضيفٌ على ثلاث دول عربية، أن يرى هذه المصالح بعينٍ غير إسرائيلية، ما يتطلّب منه أن يلتفت إلى وجوب إنهاء حرب الإبادة الشنيعة في غزّة.
مرّة أخرى، نُفرج نهار اليوم عن الجندي الأميركي الأسير عيدان ألكسندر ترحيباً برئيس الولايات المتحدة، وتحية للشعب الأميركي الذي قدّم للبشرية عطاءً علمياً ومعرفياً هائلاً، ونتمنّى له دوام الأمن والسّلام في بلده، كما الذي نأمله لكل شعوب الأرض، سيّما وأن شعب فلسطين حُرم منهما.
…
البيان أعلاه لن تكتُبه حركة حماس؛ لأنّ مقادير الخيال ناقصة لديها، ولأنّ اللّعب السياسي فنٌ لا تُتقنه، أو لا تعرفه أصلاً.