
سألني سائل كريم:
هل هذا البيان يعبر فقط عن موقف قسد، أم أنه يعكس الموقف الاميركي في التعاطي مع النظام الجديد في دمشق؟.
********
وعليكم بالسلام ورحمة الله.
هذا موقف قسد ومجموع القوى الكردية الانفصالية، وهو موقف يتكئ على وجود قوى داخل النظام الأمريكي لا تريد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهي الحامية الرئيسية لمشروع قسد، وهذا موقف لا يتسق تماما مع ما يريده ترامب، الذي عبر في رئاسته الأولى عن قراره في الانسحاب لكن أمكن “للدولة العميقة” أن تعطل ذلك القرار.
قرار الانسحاب الكامل لا تريده اسرائيل، لكن تريده تركيا، لأن قسد تحتمي بالعلم الأمريكي، ودون هذا العلم هي لا تساوي شيئا يذكر.
وتركيا تعلم يقينا أن نجاح قسدا في سوريا هو الخطوة الأولى لتفكيك تركيا، وهذا أمن قومي تركي لا تساوم عليه أنقرة، هي حتى الآن تقدم الدعم لحكومة الشرع في هذا السياق وتقدم الغطاء الجوي للقوات السورية، لكن عند حد معين يصبح لا مندوحة من التدخل العسكري البري.
والقيادة الأمريكية الراهنة لا تريد أن تصل مع أنقرة إلى هذا الحد وهي تعتقد أن علاقتها ومصلحتها مع تركيا أهم مما يوفره المشروع الكردي، وهنا الفارق بين الرؤيتين: الأمريكية والاسرائيلية بالنسبة للأكراد.
بالمختصر
القضية بالنسبة للأطراف الخمسة: الأكراد، الأمريكان، الأتراك، الاسرائيليون، النظام السوري. فإن الصدارة للعلاقات الأمريكية التركية. وبعد ذلك يأتي الاسرائيليون ومن ثم دمشق. ومن ثم الانفصالية الكردية، والأخيرين في حالة تنافس أو تسابق في الترتيب بالنسبة للاهتمام الأمريكي.
هذا تقديري والله أعلم