
كشفت مصادر متابعة لـ”المدن” عن تعليق العمل بالاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وبني زيد في حلب، مؤكدةً أن اللجنة المشتركة المكلفة بتطبيق الاتفاق تواجه تحديات كبيرة في مسألة إكمال عمليات تبادل الأسرى من الجانبين. لكن مصادر في “قسد”، أكدت لـ”المدن” أنه لا نية لدى الأخيرة للانسحاب من الاتفاق مع الرئيس أحمد الشرع.
“قسد”: لا انسحاب
وقالت المصادر إن “ٌقسد” تطالب بتسليمها الأسرى في سجون الجيش الوطني في الشمال، والأخير يطالب بأسراه في سجون “قسد” أي أن الاتفاق خرج من إطار البنود المتعلقة بمدينة حلب.
في المقابل، أكد مصدر في “قسد” لـ”المدن”، أنه لا يوجد قرار للانسحاب من الاتفاق مع الرئيس أحمد الشرع، “لكن هناك توتراً بسبب قصف تركيا أمس، لمقر قيادة وحدات حماية الشعب في ديرك ومقتل 20 مقاتلاً وجرح 18 آخرين”.
وأشار المصدر إلى أنه حصلت مناوشات أيضاً في محيط سد تشرين بين قوات “قسد” وقوات تابعة للجيش الوطني، مشدداً على أن “المشكلة اليوم مع تركيا وليست مع الشرع”.
وأضاف المصدر أن ” (قائد قسد) مظلوم عبدي وإلهام أحمد، اجتمعا أمس مع وفد من الخارجية الفرنسية في أربيل من أجل دعم الحوار الكردي- الكردي، وقد أكد المجتمعون أهمية التوصل إلى اتفاق مع دمشق بالطرق السلمية”.
عودة التوتر
ودعا ناشطون وإعلاميون إلى عدم الاقتراب من الأحياء التي تسيطر عليها “ٌقسد” في حلب، ولا استخدام الطرق التي فتحت أخيراً بعد تطبيق الخطوة الثالثة من الاتفاق، خوفاً من توتر محتمل تعود معه عمليات الاعتقال والخطف وإغلاق الطرق، وهي الحالة التي كانت سائدة قبل التوصل إلى الاتفاق أوائل شهر نيسان/أبريل الحالي.
ويبدو أن التوتر عاد إلى أحياء سيطرة “قسد” في حلب منذ ليلة البارحة، وفي السياق علمت “المدن” من مصدر متابع أن قوة أمنية تابعة لـ “الأسايش”، أقدمت على تنفيذ حملة دهم في الشيخ مقصود، ومن بين المستهدفين بالحملة شاب كان وصل في الفترة الأخيرة من عفرين لزيارة أقاربه، وكان يرافق الدورية مخبرين يحددون مواقع الأهداف التي ستشملها عمليات الاعتقال، وفق المصدر.
وفي الأثناء، شهدت المنطقة المحيطة بسد تشرين في ريف منطقة منبج شمال شرق محافظة حلب استنفاراً لفصائل الجيش الوطني، واستنفرت أيضاَ الفصائل المتمركزة في منطقة “نبع السلام” على الحدود السورية-التركية شمال محافظة الرقة قواتها استعداداً للتعامل مع أي تطور ميداني. وقال مصدر عسكري لـ”المدن” إن “الفصائل أرسلت إلى المنطقة المحيطة بسد تشرين تعزيزات عسكرية ضخمة، تضم مدرعات وأسلحة ثقيلة، وجرى اجتماع مصغر لقادة غرفة العمليات مع ضباط في الجيش التركي”.
حرب مقبلة؟
وتعليقاً على المستجدات، رأى الكاتب والسياسي الكردي علي تمي، أن شريحة واسعة من السوريين، تعتقد أن الاتفاق الأخير بين الحكومة السورية و”قسد”، يعد فرصة تاريخية للاندماج السلس والهادئ ضمن الدولة السورية.
وقال تمي لـ”المدن”، إن “مماطلة قسد وتهربها من الالتزامات التي يفرضها عليها الاتفاق، قد لا تؤدي إلى تصعيد من جانب الحكومة السورية، ولكن قد يحدث من قبل تركيا التي ستعاود حتماً عملياتها العسكرية، وبشكل أكثر قوة”. وأضاف: ” قلت منذ اليوم الأول أن حزب العمال الكردستاني لن يسمح بتنفيذ الاتفاق على الأرض بين الحكومة السورية وقسد، وكل ما نفذ حتى الآن، منذ اتفاق آذار في دمشق، هو فقط تبادل جزئي للأسرى، أما بقية التفاصيل والبنود فلم ينفذ أي بند منها، وأعتقد أن الأمور ذاهبة نحو الحرب مع قسد، فالأخيرة تواصل حفر الأنفاق وحشد قواتها، وتنفيذ عمليات انتشار، وهي تحركات تشير إلى أنها تتجهز لمعركة آتية”.
وأوضح تمي، أن “ما تفعله قسد اليوم من تعطيلها للاتفاقات، إنما هو تنفيذ لأوامر حزب العمال الكردستاني، فالأخير لا يريد لأي اتفاق مع الحكومة السورية أن ينجح، فهذا ليس من مصلحته”. وتوقع أن يكون هناك مصلحة إيرانية في إشعال التوتر مجدداً، وضرب الأمن والاستقرار في منطقة شرق الفرات.
المصدر: المدن