لابد من نخب جديدة….تقود عملية بناء سورية المستقبل

    منجد الباشا

منذ أن فشلت القوى السياسية المنضوية تحت عنوان …القوى الوطنية الديمقراطية والعلمانية والتي كانت تمثل ما اصطلح على تسميته فئات  النخبة في مجتمعنا.. و تبوأت موقع القيادة في الثورة السورية العظيمة  من خلال المجلس الوطني عام 2012  حيث..انطلق الشباب الثوري آنذاك..

في الساحات السورية هاتفا …المجلس الوطني السوري يمثلني….

ومنذ ان تمكن ارباب الثورة المضادة من احتواء هذه القوى …وجعلها مطية لاجنداتهم واستراتيجياتهم…

وتمكنوا خلال اربعة عشر عاما من  منع الثورة من الانتصار .. ودفع الشعب السوري الى متاهات ومهاوي الذل والتهجير والتدمير والموت الذي لازال يحصد الاعداد المهولة من ابنائه…حتى بات خطر تقسيم الوطن  قاب قوسين او ادنى من طاولة القرارات الدولية المعبرة عن المصالح  والصراعات  التي  تخوضها  هذه الدول في المنطقة….والتي  بفضل الثورة السورية…ظهر الزيف المتمكن من السياسات الخارجية لها…وانكشف وجهها الاستعماري الابادي المتوحش. والمتمثل بدراكولا العصر نتينياهو. الذي مازال حتى اليوم يقبض  على خناق المنطقة برمتها ….

منذ تلك اللحظة التاريخية ….صدحت اصوات  من صفوف ثوارنا  تؤكد حاجة شعبنا  لانتاج قوى سياسية ونخب بديلة..

قوى تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا تنغمس في حيثيات حياته المتعددة الاوجه والمستويات …وتعبر تعبيرا دقيقا عن متطلباته المعاشيه والسياسية وتكون صدى مباشرا لتصوراته واحلامه ورؤاه المستقبلية ومساعدا امينا في صون مرتكزات  وجوده المتمثلة في السيادة والحرية في وطن واحد موحد .. ومُمَكِناً له من مواجهة كافة التحديات التي تعترض كيانيته المستقله…..

واذا ما تاملنا المشهد الذي نعيشه اليوم بعد قلع العصابة الاسدية عن سدة السلطة…. وماصدر من  مواقف سياسية تم الاعلان عنها من قبل بعض الاطر السياسية التي اخذت تتفاعل مع

تعقيدات وتساؤلات هذه المرحلة التي عنونها السوريون جميعا بمرحلة التحرير والخلاص من كابوس احتلال اسدي دام اكثر من نصف قرن…والتي تعبر عن نفسها بانها قوى وطنية ديمقراطية علمانية….فاذا بها تتحالف فيما بينها وتعلن عن تشكيل كيان  سياسي سمته تماسك..وتطالب من خلاله بانشاء اربع كيانات ادارية سياسية …في سبيل الاجابة عن تعقيدات المرحلة الراهنة ….في سورية المحررة مؤخرا…..

واذا اضفنا الى هذا الكيان العَلماني الديمقراطي التماسكي ..البيان الذي أصدره عيسى ابراهيم رئيس حركة الشغل في سورية في الاونة الاخيرة.. والذي يطالب فيه ايضا المجتمع الدولي بان يتدخل فينصف احد مكونات الشعب السوري ويؤمن له الحماية الاممية في الطريق الى انشاء كيان خاص بهم ايضا……

اذا تاملنا كل ذلك….نخلص الى انه..لابد من العودة للتاكيد ان هذه النخب السياسية والثقافية التي لم تستطع ولم ترغب …ان تعبر عن حقيقة وضمير  شعبها ومجتمعها….ولم تتمكن من تمثل القيم الحقيقية للعلمانية وللديمقراطية التي تتماهى مع بنية وحاجات وتطلعات مجتمعها وشعبها…..سواء في مرحلة انطلاق الثورة عام 2011 او في مرحلة ..الكنس التاريخي في الثامن من كانون الاول لعام 2024 لاسوأ طغمة عميلة احتلت سورية.

لامفر وفق منطق التاريخ الذي  يعلمنا انه آن الاوان للتفكير والعمل على تحفيز شعبنا وامتنا من انتاج نخب بديلة …نخب يتم استخلاصها من رحم هذه المجتمعات ومن جوف حراكاتها وصراعاتها وتفاعلاتها الحياتية والوجودية….

وان شعوبنا الحية كما يعترف بها تاريخها لابد انها قادرة على ذلك…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى