نقلت وكالات الانباء تصريحا لمحافظ دمشق الجديد ماهر مروان تناول فيه الموقف “إسرائيل”، وجاء هذا الموقف (إن صح النقل عنه) مثيرا للقلق وموجبا للرد الواضح والذي لا يقبل مساومة أو مراجعة:
فلسطين الوطن والقضية والشعب والمقاومة ليست مجالا للمساومة، ولا للمناورة، ولا للتلاعب.
فلسطين “والقدس وغزة” في قلبها هي التزام مبدئي: ديني ووطني وقومي وإنساني، لا تقبل أي مراجعة، لذلك فإن كل تناول لهذه المسألة من غير هذا المنظور تناول يتراوح بين الخطأ والخطيئة، ولا شيء يبرر مثل هذا الموقف.
ليس مطلوبا الآن من الوضع الجديد في دمشق – وهو وضع حساس وحرج – أن يعلن حربا على الكيان الصهيوني الذي يمارس العدوانية كذلك على الأرض السورية. ويحتل الجولان منذ حزيران ١٩٦٧، لكن بالتأكيد ليس مقبولا منه أي موقف متهاون من هذا الكيان المحتل لفلسطين وللجولان، وينفذ عدوانا غاشما مستمرا على غزة منذ أكثر من عام.
المطلوب موقفا مبدئيا ثابتا من الكيان ومن سلوكه العدواني، وكل موقف دون ذلك فسيكون منقصة في النظام الجديد، ومؤشرا على تفريط بحقوق الشعب والأمة والدين، لا يمكن القبول به تحت أي مبرر.
وإضافة لما سبق ومن زاوية شرعية الإجراء فإن أي موقف بشأن هذه القضية المركزية لا يصح أن يتخذه إلا الممثلين الشرعيين للشعب السوري، وهذا لا يتوفر إلا عبر مجلس نيابي ينتخب انتخابا حرا، وإلا فإن الاستباق بموقف حساس يعتبر اقتناص لحق هو بطبيعته حق خالص للشعب السوري كله، ولممثليه.
وسيكون خطأ وخطيئة وخطرا أن يظن البعض أن بإمكانه أن يتوسل بمثل هذه المواقف لدى الدول الكبرى، أو هذه أو تلك من الدول الاقليمية، لتوفير القبول له.
ولا يظننن أحد أن تلاعب النظام البائد بالقضية الفلسطينية، وجعلها غطاء لبغيه، وطائفيته، وفساده، وجرائمه، يسمح للنظام الجديد أن يتجاوز في هذه القضية أو يتجاوز عليها، أو يتجاوز على الشعب الفلسطيني.
مرفوض أي تعاط غير مسؤول بشأن القضية الفلسطينية.
مرفوض أن يُقدم أي كان، وتحت أي مبرر على اتخاذ موقف من قضية الأمة “قضية فلسطين “من شأنه أن يطعن في الإنجاز العظيم الذي حققه الثوار، وحققه الشعب السوري بالخلاص من النظام الأسدي.
نحن لسنا مغامرين، وندرك تماما طبيعة المرحلة، وحدودها، لكنا ندرك أيضا الخطوط الحمر التي تمثل حدود ما يجوز التحرك فيه، وما يجب التوقف عنده.
وفلسطين، والقدس، وغزة، والشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، ليس مجرد خط من الخطوط الحمر، وإنما هي اختبار عملي لمصداقية كل الخطوط الحمر الأخرى. وهي أيضا اختبار عملي لمصداقية الدعوة إلى مؤتمر وطني جامع يحدد أسس سوريا المستقبل، وأسس العقد الاجتماعي الجديد للمجتمع السوري، وأسس الدولة الديموقراطية، دولة المواطنة التي يتم التنادي إليها.
فعلى جميع الجهات الفاعلة وغير الفاعلة في سوريا الآن أن تدرك هذه الحقيقة وأن تلتزمها.