قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الخميس: “يجب على النظام السوري الانخراط بشكل عاجل مع شعبه من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل”، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية. وأضافت الرئاسة التركية أن “تركيا تعمل على تقليص التوتر وحماية المدنيين وفتح الباب أمام مسار سياسي، وستستمر في ذلك”، مشددة على أن “النزاع السوري بلغ مرحلة جديدة”. وتابع البيان: “تتمثل أمنية تركيا الكبرى في ألا تغرق سوريا في مزيد من عدم الاستقرار، وألا تشهد سقوط مزيد من الضحايا المدنيين”.
كما أكد الرئيس التركي مجدداً بعد اجتماع طويل مع مجلس الأمن القومي أن “النظام يجب أن يتصالح مع شعبه ومع المعارضة الشرعية”. يذكر أن تركيا التي تتشارك حدوداً طويلة مع سوريا، تستضيف نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها.
ومنذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تخوض المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام السوري بعدة مناطق في البلاد، ونجحت الجمعة في دخول حلب ثاني كبرى مدن سوريا، والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب. والخميس، أعلنت قوات المعارضة السورية دخول مدينة حماة والسيطرة على أحياء بها، إلى جانب السيطرة على مطار المدينة العسكري ومبنى قيادة الشرطة وإخراج مئات السجناء من السجن المركزي.
القرار 2254
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف في سوريا لـ”الانخراط وبشكل جدي مع مبعوثه الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، من أجل وضع نهج جديد وشامل لحل الأزمة السورية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254″.
وجاء ذلك خلال تصريحات صحافية مقتضبة أدلى بها غوتيريس من مقر الأمم المتحدة الرئيس في نيويورك، أشار خلالها إلى حديثه مع أردوغان في وقت سابق من اليوم. وذكر أنه شدد في حديثه على “الحاجة الملحة للسماح بدخول المساعدات والطواقم الإنسانية للمدنيين الذين هم بحاجة إليها، والعودة إلى مسار المحدثات التي تقوده الأمم المتحدة لوقف سفك الدماء”، مشدداً على ضرورة أن “تحترم جميع الأطراف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وقال غوتيريس: “أريد أن أقول بضع كلمات حول التطورات الخطيرة والدراماتيكية التي نشهدها أمام أعيننا في سوريا، حيث شنت هيئة تحرير الشام، وهي جماعة فرض عليها مجلس الأمن عقوبات، إلى جانب مجموعة واسعة من جماعات المعارضة المسلحة الأخرى، هذا الهجوم الأخير على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة (النظام السوري)”. وأضاف: “لقد أدى ذلك إلى تحولات كبيرة في الخطوط الأمامية، ناهيك عن تعرض عشرات الآلاف من المدنيين للخطر في منطقة مشتعلة أصلاً”. ولفت غوتيريس إلى أن وصول الوضع في سوريا لهذا النقطة هو نتيجة لـ”فشل جماعي مستمر لترتيبات خفض التصعيد السابقة في الوصول إلى وقف إطلاق نار حقيقي على مستوى وطني أو عملية سياسية جادة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن”.
وناشد الأطراف قائلاً: “بعد أربعة عشر عاماً من الصراع، حان الوقت لجميع الأطراف للانخراط بجدية مع غير بيدرسن، مبعوثي الخاص إلى سوريا، لوضع نهج جديد وشامل لحل هذه الأزمة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”. وأضاف: “بعبارة أخرى، استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري. شكّلت سوريا مفترق طرق للحضارات. ومن المؤلم أن نرى تفتتها التدريجي”.
وأضعفت التطورات المتسارعة في سوريا منذ أكثر من أسبوع موقع رئيس النظام بشار الأسد الذي تعرّض جيشه لنكسة مع خروج حلب عن سيطرته، فيما يعاني اقتصاد البلاد من أزمة خانقة وينصرف داعمو دمشق الخارجيون إلى أولويات أخرى.
المصدر: المدن