أعلن وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، الاثنين، أن وفدين من حركتي فتح وحماس، يبحثان في القاهرة، سبل تمكين السلطة الفلسطينية من “تولّي الأمور بشكل كامل” في قطاع غزة بعد الحرب.
وقال عبد العاطي في المؤتمر الوزاري لإغاثة غزة المنعقد في القاهرة: “هناك وفدان لحركتي فتح وحماس هنا في القاهرة، يتشاوران لسرعة التوصل إلى تفاهم مشترك في ما يتعلق بإدارة الأمور الحياتية في قطاع غزة، تحت السيطرة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية”، و”بالتالي يتمّ تمكين السلطة الفلسطينية لتولي الأمور بشكل واضح وكامل بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي”.
تقدم نحو التوافق
يأتي ذلك فيما كشف قيادي بارز في حماس، لصحيفة “العربي الجديد”، أن اجتماعات القاهرة مع ممثلي قيادة حركة فتح، تشهد تقدماً كبيراً نحو التوافق على تشكيل لجنة مدنية لإدارة غزة، بعد توقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 400 يوم.
وقال القيادي البارز إن وفدي فتح وحماس اللذين اجتمعا في القاهرة، أمس الأحد، توصلا لصياغات وتصورات أنهت الخلافات بشأن بنود كانت تعيق الإعلان الرسمي عن تشكيل لجنة إدارة قطاع غزة. وأوضح أن ما يتبقى من نقاط، “تعد أموراً إجرائية” ولن تكون محل خلاف بين الجانبين، مشدداً في الوقت ذاته، على أن هناك توافقاً عاماً بين الجميع على ضرورة انتهاز الفرصة السانحة لحسم الخلافات وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
واتفقت قيادات فتح وحماس، خلال الاجتماع، على إنهاء الخلافات حول ملف إدارة أموال الإغاثة وإعادة الإعمار، بحيث يكون خاضعاً لصندوق مستقل بعيد عن الحركتين، ويعمل تحت إشراف المانحين الذين اشترطوا عدم التبعية لأي من الجانبين.
من جانبه، أكد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة جمال عبيد، في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”، حصول اللقاء، معتبراً أن اللقاءات بين الحركتين “مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني”.
لا عروض جديدة
كما أكد قيادي في حماس لـ”فرانس برس”، أن حماس “لم تتلقَّ أي عروض أو اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى، على الرغم من أن جهود الوسطاء متواصلة”، معتبراً أنه “لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى”.
وأضاف أن “حماس جاهزة بناءً على الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة”، والتي تشمل الانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع وعودة النازحين، وإبرام صفقة جادة لتبادل الأسرى سواء دفعة واحدة أو دفعتين، وإدخال المساعدات بشكل فوري، وإعادة الإعمار.
وأشار إلى أن “الشعب الفلسطيني ينتظر ضغطاً أميركياً ودولياً على نتنياهو لوقف حرب الإبادة”.
وعلى مدار يومين، تواصلت الاجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين حاليين وشخصيات عامة فلسطينية مع قيادات حركة فتح وحماس الموجودة بالقاهرة، بمشاركة مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ورئيس الجهاز اللواء حسن رشاد، كما عقد وفد حماس الموجود في القاهرة، عدة لقاءات مع ممثلين عن فصائل فلسطينية وائتلاف العشائر، وتيارات فلسطينية أخرى.
ومن المقرر أن توجه مصر الدعوة بشكل رسمي إلى باقي الفصائل الفلسطينية، خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في المناقشات المتعلقة بأطر عمل اللجنة وتشكيلها، بحيث تكون كافة الأمور مستقرة وممهدة لإنجاح عمل اللجنة، عند الإعلان الرسمي عن تدشينها.
المصدر: المدن