تحتَ عنوانِ ردعِ العدوان، إدارةُ العملياتِ العسكريةِ تُنفذ هجوما واسعا غربي حلب وريف إدلب، أثارت تساؤلاتٍ لدى السوريين، بخصوص توقيتِها ودوافِعها وأهدافِها، بين مؤيدٍ لها ومتحفظٍ بعدَ نحوِ خمسِ سنوات، من قضمِ النظامِ لمساحاتٍ واسعةٍ من مناطق خفضِ التصعيد.
لعل الأيامَ القادمةَ تكشف عن ستارِ كثيرٍ من الأمورِ والتصريحات ، لكن تبقى العمليةُ مسألةً ضرورية، أمامَ حالةِ التعافي السياسي التي يمر بها نظامُ الأسد ، وإدارةِ ظهرِه لكل الاستفزازاتِ الإسرائيليةِ في ضرب مؤسساتِه ومقارِّه ومخازنِ تسليحِه ، واستهدافِ جنودِه وميليشياتِه المساندةِ له ، في حين لا تتوقف أسلحتُه عن استهدافِ المدنيين في الشمال السوري بشكلٍ يوميٍّ ومتكرر، على منطقةٍ محاصرة ، وفقيرةِ بالمواردِ والإمكانات، في عمليةٍ يبدو أنها تحملُ كثيرا من التنظيمِ والقدرةِ على التخطيط، إضافةً إلى خطابِها الإعلاميِّ المعتدل، والمتناغمِ مع روحِ الثورةِ السورية.
نعم تُشير المعلوماتُ على الأرضِ إلى تهاوي نقاطِ النظامِ العسكرية، في تقدمٍ سريعٍ استطاعت فيه الفصائلُ العسكريةُ السيطرةَ على عشراتِ القرى ، بما في ذلك بلدتَي أورم الصغرى وعينجارة ، بالإضافة إلى الفوجِ ستةٍ وأربعين ، كأكبرِ قاعدةٍ للنظام السوري غربي حلب، وفقا لبيانٍ أصدرته إدارةُ العملياتِ العسكرية ، وأن الفصائلَ باتت قريبةً من السيطرةِ على مدينة سراقب، ما يعني القدرةَ على قطع الإمداداتِ من خلالِ الطريقَينِ الدوليين إم فور وإم فايف، إضافةً إلى الاستيلاء على أسلحةٍ وصواريخَ ودباباتٍ ومناطقَ تحمل أهميةً عسكريةً وُصفت بالاستراتيجية.
ولكن تبقى التساؤلاتُ الجيوسياسية، إلى متى ستستمر العملياتُ العسكرية، وهل ستتوقف عندَ حدودِ خفضِ التصعيد، وعن طبيعةِ الإمداداتِ والقدرةِ على حماية الحدودِ الجديدة، وماذا عن التغطيةِ السياسية، والقدرةِ على المناورةِ دوليا، وتحريكِ الملفِّ السوري ضمن الأوراقِ الجديدة، وما ستفرضُه الفصائلُ العسكريةُ في ملف المفاوضاتِ، وفي مواجهةِ عملياتِ التطبيعِ مع النظام، تساؤلاتٌ ربما تنكشف معالمُها تباعا، مع وجهةِ التعاطي الدوليِّ والتغطياتِ الإعلامية.
المصدر: صفحة محمد الحموي كيلاني
#معركة_ردع_العدوان كان ضرورة فرضتها أعمال ومواقف نظام طاغية الشام وخاصة إدارةِ ظهرِه لكل الاستفزازاتِ الصهيونية بقصفها وتدميرها مؤسساتِه ومقارِّه ومخازنِ تسليحِ، ورده بقصف لشعبنا بالمناطق المحررة وحالةِ التعافي السياسي التي مر بها نظامُ الطاغية، الأيامَ القادمةَ ستكشف عن ستارِ كثيرٍ من الأمورِ وخلفيات العملية،