معركة طوفان الأقصى وواقع الأمة والمتاجرة بقضاياها

زياد المنجد

ما بين ادعاءات ملالي طهران بنصرة القضية الفلسطينية، وتخاذل الحكام العرب تسير الأمور في منطقتنا نحو المجهول، ومابين غياب الارادة الشعبية العربية، وتفرق النخبة العربية وتشتتها، قَسمت معركة طوفان الأقصى العرب الى قسمين ،شعب متحمس لها وفرح ببدايتها ويرى فيها بداية لانطلاقة الفعل الثوري من اجل انهاء الاحتلال ،لكنه عاجز عن تقديم الدعم لها،وحكام وجدوا فيها عملاً طائشاً يشكل بداية لزلزلة عروشهم التي تستمد قوتها من دعم الاحتلال.

ومع هذا الانقسام العربي برع ملالي طهران باللعب على احداثها،مستمرين بالمتاجرة بمساندتهم للحق الفلسطيني دون ان يقدموا شيئاً جدياً لتطبيق مبدأ وحدة الساحات التي صدعوا العالم بها، مكتفين بتحريك ذيولهم بمناوشات لم تغير من سير المعركة لصالح ثوار فلسطين،وهذا ماسهل للاحتلال البدء بتنفيذ اجندة كان بحاجة اليها لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل، ولعل بدايتها مقتل السنوار ومحاصرة ماتبقى من ثوار فلسطين في قطاع غزة.

واقع العرب اليوم يتكون من شعب فاقد للإرادة ،وحكام يتماهون مع الهدف الصهيوني، وقوى اقليمية تستخدم قضايا الأمة وسيلة لسيطرتها على المنطقة، مايجعل الصهاينة قاب قوسين او ادنى من تحقيق حلم دولتهم من الفرات الى النيل.

واقع اليم لم يكن وليد ساعته، بل رُتِب على مدى عقود من الزمن، استخدمت فيه انظمة عربية شعارات التحرير كتمت باسمها اصوات الشعب لإبعاده عن قضاياه المصيرية، وتوج ذلك باحتلال العراق وتسليمه الى إيران، لتفقد الأمة العربية اقوى أذرعها الضاربة، حتى نصل الى هذا الواقع الأليم الذي لم يبق فيه احد يطالب بالحق الفلسطيني سوى هؤلاء الفتية، وبالقضاء عليهم تنتهي القضية الفلسطينية وسنكون امام شرق اوسط جديد يبنى على حساب مصلحة العرب.

ان قضايا المنطقة قضايا مترابطة، وكل منها يؤثر في صيرورتها، والعمل على استعادة الشعب العربي لإرادته والتخلص من انظمة الذل، وانهاء التغلغل الايراني في المنطقة ومتاجرته بالقضية الفلسطينية، اهم العوامل لكي تستعيد الأمة قوتها وتعمل لتحقيق مصالحها، وهذا امر يتوقف على مدى توحيد جهودنا في كافة الأقطار العربية، فمتى نصحو من اجل تحقيق ذلك؟

المصدر: كل العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى