دخلت حرب الإبادة الجماعية عامها الأول من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن، حيث تسببت الحرب في قطاع غزة، في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 ملايين نسمة وتتواصل الغارات الجوية الذي حول اغلب مباني قطاع غزة الى أنقاض بينما يتواصل سقوط الشهداء بينهم النساء والأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط .
في القدس المحتلة يقتحم مستوطنون إسرائيليون ساحات المسجد الأقصى تزامنًا مع تصاعد عمليات العدوان وحرب الإبادة وغالبا ما يقود اقتحام المستوطنين المتطرف إيتمار بن غفير وجاء ذلك وسط تحذيرات فلسطينية من إقدام جمعيات استيطانية إسرائيلية على إدخال “قرابين حيوانية” وذبحها في ساحات الأقصى بينما صرح وتوعد بن غفير خلال اقتحامه بأن دولة الاحتلال لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية، ويحرص بن غفير منذ أن كان نائباً، وبعد أن أصبح وزيراً، على قيادة مجموعات من المستوطنين لاقتحام الأقصى ويتحدث البرنامج السياسي لحركة “القوة اليهودية” التي يقودها بن غفير صراحة عن السماح لليهود بأداء الصلوات في الأقصى حيث دعا الى إقامة كنيس يهودي في باحات المسجد الأقصى .
إقدام الوزير الصهيوني الفاشي إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى هو عمل عدواني يصب الزيت على النار، ولن يمنح الاحتلال شرعية على مقدساتنا التي ستبقى عربية إسلامية رغم أنف الاحتلال وعلى الشعب الفلسطيني التصدي لحملة التهويد الممنهجة ضد المسجد الأقصى، وتكثيف الرباط فيه، وشد الرحال إليه، والوقوف سدّا منيعا أمام كل محاولات تدنيسه وتهويده وضرورة التحرك بفاعلية ضد الخطر الصهيوني المحدق بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة .
وتسببت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية الى ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,870، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي بينما بلغ ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 97,166 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وحان الوقت لان تتوقف هذه الحرب ولا أحد يستطيع أن يتحمل هذا الأمر لفترة أطول ويجب أن تنتصر الإنسانية ويتوقف إطلاق النار الآن .
التصعيد الخطير للاعتداءات والحصار الذي يجري في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة تتكامل مع مواصلة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويوجهها هدف واحد هو إرهاب شعبنا والتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة في استقلال دولته الفلسطينية وحقوقه المشروعة في العودة، وبات من الضرورة إجراء تحقيق دولي بعد الكشف عن مجازر ومقابر جماعية ارتكبها جيش الاحتلال، ويجب التدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات وإجراء التحقيقات اللازمة للمساءلة ومحاسبة مرتكبيها .
يجب على الدول التي توفر الوسائل القتالية والحربية لإسرائيل المسؤولية في تشجيعها على المضي بجرائمها وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، ولا بد من الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة التصرف بشكل حاسم لوضع حد لاستخدام إسرائيل للأسلحة والمعدات العسكرية لارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان وضد المدنيين الفلسطينيين، من خلال فرض حل شامل على الفور وحظر الأسلحة على إسرائيل، خاصة وأن الدول الأطراف تعهدت بعدم الإذن بأي نقل للأسلحة التقليدية، إذا كانت لديها علم باستخدام الأسلحة أو أصنافها في ارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف.