وجه رئيس “#التنظيم الشعبي الناصري” النائب #أسامة سعد في الذكرى الـ42 لانطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية ال#لبنانية”، رسالة صارخة إلى “الثنائي” الشيعي حركة “أمل” و”#حزب الله“، من خلال تأكيده على “الحاجة الى مقاومة لا تكون في جلباب أحد”.
خلاف سعد مع “الثنائي” بدأ يظهر إلى العلن منذ انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وترجم في الانتخابات النيابية الأخيرة، وكان من نتائجه سقوط مرشحي “الثنائي” و”التيار الوطني الحر” في صيدا وجزين، وفوز النائب سعد ومعه على لائحته النائب عبد الرحمن البزري الذي تصدّر الصوت التفضيلي، والنائب شربل مسعد عن المقعد الماروني في جزين، فضلا عن فوز مرشحي “القوات اللبنانية” غادة أيوب وسعيد الأسمر.
هذه القطيعة في السياسة والموقف والممارسة بين سعد و”الثنائي”، تجلّت مساء أمس بشكل واضح وكبير في الكلمة التي ألقاها رئيس “الشعبي”، في الإحتفال الذي أقامه في ساحة الشهداء في صيدا، تحت عنوان: “لحرية لبنان، ولكرامة الإنسان، ولعروبة فلسطين، كانت المقاومة الوطنية اللبنانية وستستمر”.
الاحتفال الذي وجّه فيه سعد إنتقادات كبيرة جداً الى “الثنائي” والذي غاب عنه أي ممثل عنهما، حضره النائب مسعد، ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع، وممثلون عن عدد من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ولاسيما منها حركة “فتح” و”أنصار التنظيم الناصري”.
وأبرز ما قال سعد: “نريد مقاومة وطنية ليست في جلباب أحد، وفي ترسيم الحدود البحرية لم نحصل على الغاز والنفط، وكاريش لا يزال شغّالاً ورجال يحظون باحترام خاصأ أينما حلّوا، وها هو هوكشتاين يُستقبل على الراحات وإن كان ضابطاً صهيونياً، وعلى أمل ألاّ تخذل السياسات والصفقات المقاتلين في الميدان”.
الكلمة
وهذا نص الكلمة: “بوسائل بسيطة وبإرادة ثورية صادقة، انطلقت المواجهة مع العدوان والاحتلال. تصدّت القوات المشتركة للغزو ببسالة قبل أن يتمكن جيش العدو من احتلال العاصمة بيروت والجنوب والجبل والبقاع الغربي. كانت الأثمان باهظة.. عشرات ألوف الشهداء والجرحى، وعشرات ألوف الأسرى في مجازرَ ارتكبت في حقِّ المدنيين. لم يهنأِ العدو بانتصاره يوماً واحداً، إذ من سواد ليل الهزيمة والاحتلال إلتمع ضوءٌ من فوهة بنادق المقاومين الأوائل، وخرجت شرذمة صغيرة في السادس عشر من أيلول عام 1982، ببضع بنادق وقنابل صغيرة ليُطلقوا أولى رصاصاتهم على جنود الاحتلال، ليضيئوا بذلك فجراً عربياً جديداً لمستقبل لبنان والأمة العربية”.
وأضاف: “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية كانت واجباً مستحَقاً لحق شعبنا في الكرامة والعدالة والتحرير . إنقلبت المعادلة من هزيمةٍ واحتلالٍ إلى إنجازات نصرٍ وتحرير. لم يكن المقاومون الأوائل في حاجة إلى مسيّرات أو صواريخَ ذكية ٍ أو استراتيجيةٍ لقلب المعادلة. تسلّحوا بمبادئهم الثورية وببضعِ بنادقَ ورصاصاتٍ قليلةٍ، وبقناعاتهم بأن السكوتَ عن الاحتلال جبنٌ وتخاذل.
مقاومة الاحتلال والعدوان واحدة من أعظم أدوار التنظيم الشعبي الناصري التي لم يغِب عنها يوماً ولن يغيب.
من السخف أن توصم المقاومة بهوية طائفية ومذهبية، ففي ذلك إساءةٌ كبيرة إليها كخيارٍ وطني عام وشامل في مواجهة الاحتلال والعدوان.
مقاومون وطنيون عروبيون أحرار، هكذا نحن لمن يريد أن يعرف خارج محاور الإقليم، هي تتصارع مرة وتعقد الصفقات مرات أخرى. الصفقات بين أقوياء الإقليم والأقوياء الدوليين لمصلحة العدو الصهيوني وضد مصالح الشعوب العربية.
في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع العدو لم نحصل على الغاز والنفط، وخسرنا حوالى 1400 كم مربع من بحرنا. وكاريش الذي أعطيَ للعدو لا يزال شغّالاً، وكسّب العدو اعترافاً بدولته. سقط من سقط في التبعية والارتهان والتموضع الطائفي والمذهبي. ونحن الثابتون على عهد معروف ومصطفى وكل المناضلين الأوائل، صامدون أنتم يا مناضلي التنظيم على وطنيتكم وناصريتكم الحقّة، وعروبتكم التقدمية التحرّرية، صامدون دفاعاً عن حق شعبنا في الحرية والعدالة والعيش الكريم.
تقاومون عدواً غاصباً بقدر ما تقاومون سلطةً جائرةً مجرمة تنكسر وتنهزم عند صمودكم ومقاومتكم كل موجات المد الطائفي والمذهبي البغيض. وسوف تتحطم أمام إرادتكم الوطنية الصلبة كل محاولات الاستباحة والهيمنة على إرادة شعبنا من شرق أو غرب. عهدكم أن لا تفريط في استقلالية قرار التنظيم وهذا عهدي لكم أيضاً. وهذا عهدنا لصيدا عرين الوطنية والعروبة وعاصمة الأحرار والثوار من الجنوب إلى كل لبنان وفلسطين. هو التنظيم تعيش فيه صيدا ويعيش فيها”.
ونابع: “معاً نعشق الحرية ونرفض الهيمنة ونقدّس المقاومة النبيلة، ونذود عن حقوق الكادحين والمنتجين بسواعدهم وعقولهم، ومعاً نحتضن التنوع ونصونه.
صيدا عزيزة بمناضلي التنظيم وبكل الأحرار من قواها الحية. تصدى أبناؤها للاجتياح سنة 82 كما لم يتصدَّ أحد. وقدّموا الأثمان الباهظة من شهداءٍ وجرحى ومعتقلين، سجّل أبناؤها أعلى معدل عملياتٍ ضد العدو في لبنان ( 4000 عملية سنة 84).
من المعيب أن يذهب البعض بعيداً في المزايدات وكأن لا قبله ولا بعده، بشأن القرار المستقل والمقاومة، ليتذكر المزايدون والمشكّكون والحاقدون والغافلون المضلّلون أن صيدا بقيادة رمز مقاومتها مصطفى معروف سعد، حمت المقاومة النبيلة، وفي الوقت ذاته حافظت على قرارها المستقل ضد أعتى القوى. وهي كذلك من قبل ومن بعد.
العدو يواصل عدوانه ويهدّد بتوسيع الحرب وتصعيد كبير، علينا الإستعداد وإسقاط كل العقبات أمام مقاومة وطنية ليست في جلباب أحد. فستكون صيدا محروسة بجسارة أبنائها. وسيكون الجنوب محروساً بصمود أهله وبسالة مقاوميه. تبقى فلسطين هي القضية الأساس، يتعرض شعبها لحرب مجرمة بهدف دفعه الى الاستسلام . مدى عقود، واجه الشعب الفلسطيني الاحتلال، ودفع الأثمان الباهظة كما لم يدفعها أحد، ولم يرفع يوماً راية الاستسلام أو الانكسار. قدمت أميركا كل شيء الى إسرائيل وتبرّر جرائمها المشينة، ذلك سقوطٌ أخلاقي، لا حقوق إنسان إذا كانت تخص الشعب الفلسطين…!
هذا عار على جبين الإنسانية، غير أن العار الأكبر هو عارُ النظام العربي الرسمي الساكت والمطبّع والمطيع لأميركا وما تطلبه من أدوار له.
الشعب العربي الفلسطيني يُذبح لا هم… المهم الرضا الأميركي وسلامة النظام . بئس هذا الزمن العربي، زمن يستدعي كل غضب وكل ثورة.
أميركا تؤدي كل الأدوار، تدعم العدوان، تضع السقوف للصراع، ووسيطاً مقبولاً من الكل. تلك مفارقة ومعادلة خبيثة فيها من الأفخاخ الكثير ولا تبشّر بأي خير.
أميركا تفاوض الجميع، وتبدي الاستعداد لعقد الصفقات، ويبادلها الآخرون الاستعداد ذاته ..
رجالها يحظون باحترام خاص أينما حلوا. ها هو هوكشتاين يُستقبل على كفوف الراحة وإن كان ضابطاً صهيونياً.
على أمل ألا تخذل السياسات والصفقات المقاتلين في الميدان “.
المصدر: النهار العربي