هدنة غزة… تفاؤل إسرائيلي حذر و”حماس” ترد: ادعاءات خادعة

 

مقتل 17 فلسطينياً في الأقل بغارة إسرائيلية على وسط القطاع وعنف الضفة الغربية يتواصل.

قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية واصلت توغلها السبت بالمنطقة الشرقية من دير البلح وسط قطاع غزة، وهي منطقة لم تدخلها من قبل ويحتمي بها مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.

من المقرر أن تستأنف خلال أيام محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السبت بياناً قال فيه إن فريق التفاوض الإسرائيلي أبدى “تفاؤلاً حذراً” في شأن إمكانية التوصل إلى اتفاق حول الرهائن في غزة.

وجاء في البيان أن “الفريق عبر عن تفاؤل حذر في شأن إمكانية إبرام اتفاق على أساس أحدث مقترح أميركي (الذي يستند إلى إطار 27 مايو)، ومنها بنود تقبلها إسرائيل”.

وبعد إجراء محادثات في الدوحة استمرت يومين، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إن اتفاقاً يلوح في الأفق الآن، لكنه أشار إلى أن المفاوضات “لا تزال بعيدة عن خط النهاية”.

“ادعاءات خادعة”

ورداً على ذلك، قالت “حماس” إن الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق هو “ادعاءات خادعة” وإن إسرائيل لم توافق بعد على اقتراح وقف إطلاق النار الصادر في الثاني من يوليو (تموز) والذي قبلته الحركة.

وقال جهاد طه المتحدث باسم “حماس” السبت إن إسرائيل وضعت شروطاً جديدة في محادثات وقف إطلاق النار، واتهم نتنياهو باستخدامها لإفشال المفاوضات.

ورداً على سؤال حول زيارة بلينكن للمنطقة، قال إن الحركة لا تعول على الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل.

واندلعت الحرب بين إسرائيل و”حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عندما شنت “حماس” هجوماً على إسرائيل أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة بحسب ما تقول الإحصائيات الإسرائيلية.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب ذلك حصد أرواح أكثر من 40 ألف فلسطيني.

وخسرت إسرائيل 331 جندياً في غزة وتقول إن ثلث القتلى الفلسطينيين في الأقل هم من المقاتلين.

غارات وأوامر إخلاء

ميدانياً، قال مسؤولون في القطاع الصحي إن 17 فلسطينياً في الأقل قتلوا وأصيب العشرات بغارة إسرائيلية على بلدة الزوايدة وسط غزة السبت.

جاء ذلك بينما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة، مشيراً إلى إطلاق مسلحي حركة “حماس” قذائف صاروخية من أماكن قريبة من تلك المناطق.

جاءت الغارة قبل زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي من المتوقع أن يصل إلى إسرائيل اليوم الأحد ويلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق لإنهاء القتال بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح باقي الرهائن الإسرائيليين.

وقال مسؤولو الصحة في القطاع، الذي تديره “حماس” إن معظم من قتلوا في الزوايدة من عائلة واحدة وإن من بينهم ثمانية أطفال وأربع نساء، بينما رد الجيش الإسرائيلي بأنه قصف أهدافاً لمسلحين في منطقة أطلقت منها صواريخ على قواته، مضيفاً أن الواقعة قيد المراجعة.

وحدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس” مناطق في وسط قطاع غزة، منها المغازي القريبة من الزوايدة، يتعين على كل الموجودين بها الانتقال فورا إلى “المنطقة الإنسانية”. وذكر أن المسلحين يطلقون صواريخ من هذه المواقع وأن الجيش يتأهب للرد عليهم.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن نحو 170 ألفاً من النازحين شملتهم الأوامر الأخيرة وتضمنت كذلك مناطق أخرى من الجيب خارج المناطق الإنسانية.

وأضاف المكتب في تقرير “هذا أحد أكبر أوامر الإخلاء في المنطقة حتى الآن، ويقلص مساحة ما تسمى “المنطقة الإنسانية” إلى نحو 41 كيلومتراً مربعاً، أو 11 في المئة من إجمالي مساحة قطاع غزة”.

وفي وسط القطاع، قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية واصلت توغلها السبت بالمنطقة الشرقية من دير البلح وسط القطاع، وهي منطقة لم تدخلها من قبل ويحتمي بها مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت منذ الجمعة عشرات المسلحين، ومنهم بعض الذين أطلقوا الصواريخ من وسط وجنوب غزة.

ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 10 أشهر والذي حول مساحات كبيرة من القطاع إلى أنقاض.

عنف الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ضربة إسرائيلية على سيارة في مدينة جنين قتلت فلسطينيين اثنين في الأقل أحدهما يبلغ من العمر 18 سنة.

وقالت إسرائيل إنها قتلت اثنين من كبار أعضاء حركة “حماس” في ضربة جوية استهدفت سيارتهما في جنين بالضفة الغربية السبت، وزعمت أنهما متورطان في قتل إسرائيلي.

وفي بيان مشترك قال جهاز الأمن الداخلي والجيش الإسرائيلي إن عضوي “حماس” هما أحمد أبو عرة ورأفت دواسي وإنهما من شمال الضفة الغربية حول جنين.

ونعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ”حماس”، في بيان اثنين من مقاتليها الذين لقيا حتفهما في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنين. وسمى البيان رأفت دواسي وأحمد أبو عرة وقال إنهما قتلا جراء قصف إسرائيلي استهدف مركبتهما في جنين.

وقال البيان الإسرائيلي إن عضوي “حماس” كانا ضالعين في التخطيط لهجوم إطلاق نار في الأسبوع الماضي في غور الأردن بالضفة الغربية حيث قُتل إسرائيلي يدعى يوناتان دويتش.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن مسلحين فلسطينيين فتحوا النار على طريق رئيسي في الضفة الغربية في 11 أغسطس (آب)، مما أسفل عن مقتل شخص وإصابة آخر.

وفي وقت لاحق قالت كتائب القسام في بيان إن مقاتليها في الضفة “أجهزوا على جندي من المسافة صفر قرب مستوطنة محولا وعادوا لقواعدهم سالمين”.

وذكرت “حماس” أن العملية جاءت رداً على غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين في مدينة غزة، حيث قال الدفاع المدني إنها أسفرت عن مقتل 90 على الأقل.

ويتصاعد العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي وسط المزيد من المداهمات التي تشنها القوات الإسرائيلية وعنف المستوطنين اليهود وهجمات ينفذها فلسطينيون في الشوارع.

وقتل مستوطنون إسرائيليون فلسطينياً واحداً على الأقل يوم الخميس في هجوم على قرية بالقرب من مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، وهو ما نددت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وتهدد حرب غزة والعنف المتصاعد في الضفة الغربية باتساع نطاق الصراع إقليميا ليشمل إيران ووكلائها في المنطقة مثل جماعة “حزب الله” في لبنان والحوثيين في اليمن.

 

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى