السفارة في العمارة

عمر القيصر

ماذا يحدث في الكواليس، سؤال عالق في أذهاننا دوما. لماذا يتم فتح وإشغال مكان كبير يعج بالموظفين وسفير وحصانات دبلوماسية ولا يتم استثمار التكاليف بما يفيد الشعب الفلسطيني.

في البداية كلنا يتابع عن كثب وترقب أحوال الشارع التركي في الفترة الأخيرة تجاه اللاجئين السوريين ومن في حكمهم من الفلسطينيين من عمليات ترحيل بل وتضييق، هؤلاء الفلسطينيين الذين ذاقوا الأمرين في مخيماتهم في سوريا وما نجوا الا بأن كتب الله لهم أعمار جديدة حتى وصلوا إلى تركيا بشكل ربي كما خلقتني والمقصود هنا أنهم وصلوا منهكين من الحرب يحملون كرامتهم فقط بل والكثير منهم تحمل أعباء الديون المالية حتى وصل.

وللأمانة المهنية والواقعية فإننا نتعامل بطريقة حسنة وتعاطف من الشارع التركي لأن قضية فلسطين وطوفان الأقصى أعاد هيبة الفلسطيني ورفع قدره والأتراك من الشعوب المتعاطفة جدا معنا وهذا ما لا نستطيع إنكاره.

وبحسب وكالة أنباء فلسطين التي نشرت على لسان ‏السلطة الفلسطينية: بأن الترتيبات جارية لزيارة الرئيس عبّاس إلى تركيا ولقائه بالرئيس أردوغان. وقال سفير دولة فلسطين بأنقرة فائد مصطفى، إن الرئيس محمود عباس قد وافق على تلبية الدعوة لزيارة تركيا، ولقاء الرئيس أردوغان. وأضاف أن الاتصالات لا زالت قائمة لتحديد الموعد المناسب لهذه الزيارة من خلال القنوات الدبلوماسية ووفق الأصول.

وأوضح السفير الفلسطــيني، أن عبّاس تلقى رسالة دعوة من رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش لإلقاء خطاب أمام البرلمان، وأن العمل جار على تحديد موعدها من خلال الاتصالات الرسمية عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين.

وأكد مصطفى على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، مقدراً عالياً “مواقف تركيا الداعمة والمناصرة لحقوق شعبنا”.

ولطالما كانت العلاقات أخوية وهناك روابط بين الشعبين وأعلم أنا شخصيا بأن أي باب يطرقه فلسطيني يتم التجاوب معه ولكن التساؤل هنا لماذا يترك الفلسطيني وحيدا دائما؟

لماذا لا نسمع ونرى تحركات دبلوماسية من كادر السفارة الفلسطينية في تركيا وغيرها يسعى لطمأنة شعبنا العظيم أو محاولات جدية تهدف إلى تحسين وضع اللاجئ الفلسطيني، أليس من حقنا أن نشعر بالأمان بعد معاناتنا من الأنظمة الوظيفية التي قتلتنا بصمت السلطة الفلسطينية في سوريا وهل مازال في العمر بقية للصبر الا يشعر المسؤولين الفلسطينيين بالخجل من أنفسهم أمام العالم وهم يقبضون رواتب وحوافز من وظيفتهم لخدمة اللاجئ.

أم أن الأمر يتوقف في السفارة الفلسطينية فقط بالتأكيد على اللاجئ بأن كلفة جواز سفر 60 يورو ولا يمكن الحصول على عفو من الدفع نهائيا.. أهذا أكبر عطائكم في وجه احلامنا.

هل سيجد ويلمس اللاجئ الفلسطيني نتيجة لزيارة رئيسه المفدى إلى تركيا وهل سيتذكر الرئيس الفلسطيني عباس بأن هناك عوائل فلسطينية تعاني من ظروف ومرارة الحياة ام أنه اصلا لا يعلم عنهم شيء. ام هل يحتاج لتذكيره بمعاناة فلسطينيي وسورية والعراق.

ليتكم تذكروننا أمامه كما يذكر الفنانين بلقاءاته والى متى رهن مواقفكم وتخاذلكم. ألا تكفي 76 سنة نكبات ونزوح. أختم ببيت شعر للمتنبي

وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ، ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ

بكل ألم وقهر يعتصر قلبي كتبت لكم ما يجول ببالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى