ذكرت صحيفة “Türkiye Gazetesi” أن 100 ألف سوري عادوا من تركيا خلال شهري حزيران الماضي وتموز الحالي، تزامنًا مع خطوات التطبيع المتبادل بين أنقرة ودمشق، معتبرة أن عودة اللاجئين هي من ثمار التطبيع.
وأضافت أن أكثر من 100 عائلة استقرت في حلب خلال حزيران الماضي، في حين لوحظ ازدحام عند معبر “كسب” الحدودي المؤدي إلى محافظة اللاذقية السورية، وفق تقرير الصحيفة الذي نشرته اليوم، الجمعة 19 من تموز.
الصحيفة أشارت إلى أن ما بين 300 إلى 500 سوري يعودون إلى مناطق سيطرة النظام يوميًا، لكن يُفضّل معظم العائدين الجدد مدينة إدلب والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ونقلت الصحيفة تعليقًا للاجئ سوريين قرر العودة إلى سوريا من تركيا، للإشارة إلى أنه لم يتلقَّ هو أو أفراد عائلته أي سوء معاملة، في حين قال آخر، إن الأوضاع في حلب أفضل مما كانت عليه، لكن مشكلات البنية التحتية فيها لا تزال تشهد مشكلات.
وتواجه تركيا باستمرار اتهامات بسوء معاملة واحتجاز اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، وترحيلهم قسرًا إلى مناطق غير آمنة شمالي سوريا، وهو ما تنفيه الحكومة التركية.
الصحيفة قالت إن “الميليشيات الإيرانية وبعض مجموعات الشبيحة منزعجة من زيادة حركة عودة السوريين، تقوم بنشر منشورات استفزازية وتعيد تداول عدد كبير من صور تعذيب (لمدنيين) تعود معظمها للفترة ما بين عامي 2012 و2015 بهدف تهديد السوريين العائدين”.
ونقلت الصحيفة التركية عن مصادر (لم تسمِّها) أن طهران انزعجت من التقارب بين دمشق وأنقرة، وزادت من ضغوطها على بشار الأسد.
ولم تؤكد أو تنفِ أي من الأطراف ما جاء في تقرير الصحيفة التركية، كما لم تتمكن عنب بلدي من التحقق من صحة أرقام العائدين إلى سوريا عبر مصادر رسمية حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وتعتبر الصحيفة نفسها مسؤولة عن تسريبات سابقة تتعلق بالملف السوري، لكن أيًّا منها لم يؤكد لاحقًا.
وسبق أن نشرت الصحيفة نفسها قبل نحو عام، تسريبات عن أن أنقرة تنوي تعيين شخص واحد كمسؤول عن إدارة علاقات الشمال السوري مع تركيا، لكن ذلك لم يحصل حتى اليوم.
أيضًا في أيلول 2021، تحدثت “Türkiye Gazetesi” عن لقاء مرتقب في العاصمة العراقية، بغداد، بين رئيس جهاز المخابرات التركي السابق، هاكان فيدان، ومدير مكتب “الأمن الوطني” حينها، اللواء علي مملوك، وهو ما لم يؤكد أو يُنفَ حتى اليوم.
وبعد نحو عام، نقلت وكالة “رويترز” عن “مصدر إقليمي موالٍ لدمشق”، أن فيدان التقى مملوك، لكن اللقاء حصل في العاصمة السورية دمشق.
عجلة التطبيع تدور
على مدار الأيام الماضية، وبعد اندفاعة تركية واضحة في مسار التقارب التركي مع النظام، تتابعت التصريحات من قبل الجانبين لتحديد مواقف واضحة إثر سيل من التصريحات التي بلغت دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لزيارة سوريا.
أحدث هذه التصريحات جاء على لسان الأسد نفسه، الاثنين الماضي، حين ربط اللقاء مع الرئيس التركي بتحقيق نتائج، مع إبداء انفتاح أكبر وتغيير أشد وضوحًا في اللهجة حيال أنقرة، لكنه عاد للحديث مجددًا عن انسحاب تركي من الأراضي السورية.
ولم يتأخر الرد التركي كثيرًا، إذ خرج وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، للحديث عن أن الرئيس التركي وجه “دعوة للسلام”، على أمل أن تكون فهمتها جميع الأطراف، موضحًا أن هذه الدعوة لا تنطلق من موقع ضعف.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، تحدث فيدان عن الحاجة لفترات زمنية طويلة لإحلال السلام، كون سوريا في أزمة كبيرة، وهناك روسيا وإيران والولايات المتحدة، ومناطق تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة المعارضة وأخرى تحت سيطرة “التنظيم الإرهابي” (في إشارة تركية إلى الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا).
المصدر: عنب بلدي