أعلنت عائلة المعتقل مهند هندي صياغة، من أهالي السويداء جنوبي سورية، وفاة ولدها في معتقلات النظام السوري بعد فترة اعتقال دامت عاماً وتسعة أشهر، لم تستطع خلالها معرفة مكان أو سبب الاعتقال حتى يوم أمس، في وقت رصد “العربي الجديد” تعزيزات عسكرية وصلت إلى الحدود مع الأردن، وتدعيم حاجز عسكري جنوبي غرب السويداء.
وقالت والدة المعتقل مهند صياغة في تسجيل صوتي إنها تلقت خبر موت ابنها من وسيط محلي، بعد ضغط كبير ووعود بمعرفة مصيره، إذ تبيّن أنه قُتل أثناء فترة الاعتقال من دون الإدلاء بأي معلومات أخرى، رافضة خبر مقتله تماماً، حيث طلب منها تقديم طلب خطي لمكتب الأمن الوطني (أعلى سلطة أمنية) وقيل لها إنّ الرد سوف يأتيها بعد شهر.
من جهته، قال قائد “تجمع أحرار الجبل” الشيخ سليمان عبد الباقي، الذي احتجَز قبل أيام أحد العناصر الأمنية وأفرَج عنه بعد وعود بتبيان مصير صياغة، ليلة أمس عبر فيديو مصور على صفحته الشخصية، إن الوسيط أبلغ عائلة صياغة بمقتله في المعتقل، وأنه تأكد شخصياً من هذا الخبر، متسائلاً عن “هذا النظام الذي يعتقل ويقتل أثناء التعذيب، ثم يُتاجر لسنوات بدماء المعتقلين، ومشاعر وأموال أهاليهم، من دون أدنى إحساس أو مسؤولية أو رأفة بحال عائلتهم”، واصفاً إياه بـ”النظام القاتل”.
وكان “العربي الجديد” علم من مصدر مقرّب من عائلة صياغة أن اعتقاله قبل عام وتسعة أشهر كان على حاجز قصر المؤتمرات، بعد عدة أشهر على عودته من لبنان، وكان قد أبلغهم أحد الوسطاء أن أسباب التوقيف ناتجة عن استخدام شريحة الهاتف النقال التي كان يملكها في لبنان من أحد المطلوبين للنظام السوري وحزب الله اللبناني.
وأكد هذه المعلومات لـ”العربي الجديد” أحد المحامين في السويداء، طلب عدم ذكر اسمه، قائلاً إن “قضية مهند تماماً مثل قضيتي، حيث استدعيتُ قبل سنوات لمراجعة فرع فلسطين من دون معرفة السبب، ونتيجة لحاجتي إلى التنقل بين دمشق والسويداء، وخوفاً من اعتقالي على الحواجز، كلّفتُ ضابطاً كبيراً بوساطةٍ لمعرفة سبب الاستدعاء ومحاولة إنهائه، ولم أفلح إلا بمثولي أمام المحقق، وعلى إثرها جرى التحقيق معي وسؤالي عن أسماء أشخاص لا أعرفهم، استخدموا رقم هاتف جوال كنتُ أحمله قبل سنوات، ولولا الوساطة الكبيرة لما خرجت من الفرع، وهو ما قاله لي المحقق حرفياً”.
في المقابل، أفرجت السلطات الأمنية الجمعة عن وعد غرز الدين، وهو زعيم إحدى العصابات الأمنية المعروفة في السويداء، وذلك بعد توقيفه ليومين فقط على أحد الحواجز الأمنية في دمشق، علماً أنه مطلوب، بحسب مصدر من قضاء السويداء، بعدد من القضايا الجنائية، وقد أظهر غرز الدين بعد الإفراج عنه وثيقة تسوية مع الجهات الأمنية مؤرخة قبل أشهر عدة، مما أثار الشك في تاريخ استصدارها وسبب توقيفه، طالما أنه يملك هذه الوثيقة. وأكد مصدر مطلع لـ”العربي الجديد” أن فرع أمن الدولة في السويداء سارع بالعمل على إطلاق سراحه من دمشق، وبيان تسوية وضعه، لأنه يتبع للفرع ويقوم بتنفيذ معظم مخططاته في السويداء، خاصة أعمال الخطف والتفجير التي تسبب قلقاً وخوفاً دائمَين عند الأهالي.
تعزيزات في السويداء
في غضون ذلك، ما زالت السلطات الأمنية والعسكرية تعزز مواقعها على بعض الحواجز القديمة في السويداء، إذ ذكرت شبكة الراصد المحلية أن عدداً من السيارات المحملة بالأسلحة الرشاشة وكابينات السكن توجهت إلى الريف الجنوبي، واستقر جزء منها عند الحاجز الأمني بالقرب من بلدة بكا، فيما توجهت تعزيزات أخرى باتجاه البلدات الحدودية مع الأردن. ويرصد الأهالي حتى الآن، تحركات عسكرية ضمن المدينة وعلى أطرافها، من دون معرفة النوايا المبيتة للسلطة أو ماهية ودور هذه الوحدات، علماً أن العديد منها قد تمركز في منزل المحافظ والفروع الأمنية المحيطة به على طريق قنوات.
وبحسب أحد قادة الفصائل المحلية في المحافظة، فإن التعزيزات على الحدود متفق عليها مع الأردن، بحجة محاربة المخدرات، فيما أكد أنه “حتى اليوم ليست هذه التعزيزات كبيرة، وهناك تهويل وإشاعات متوالية عن استخدام النظام ورقة “داعش”.
المصدر: العربي الجديد
جرائم طاغية الشام مستمرة، أعلنت عائلة المعتقل “مهند هندي صياغة”، من أهالي السويداء جنوبي سورية، وفاة ولدها في معتقلات النظام السوري بعد فترة اعتقال دامت عاماً وتسعة أشهر، الحرية للمعتقلين بسجون نظام طاغية الشام، والكشف عن مصير المعتقلين، نظام طاغية الشام عنوان الإرهاب المنظم.