بين تهديدات إسرائيل المتكررة باجتياح لبنان من جديد، وضرب ميليشيا حزب الله، وبين عواء حسن نصر الله على الشاشات و” البوجقة ” العنترية الفارغة، بإمكانية تفجير المنطقة وإشعال فتيل حرب بلا ضوابط أو محددات، تبرز أحداث جديدة غاية في الخطورة قد توسع الحرب أكثر في المنطقة، إضافة لما يجري في قطاع غزة والعدوان المتواصل على أهلنا هناك، ولا يبدو بحسب تقارير إعلامية أن الكيان اللقيط عازم فعلًا في المدى المنظور على إنهاء الحرب وإيقاف إطلاق النار، ولعل تنبؤات الأميركان حول إمكانية تنفيذ عملية برية على لبنان أصبحت قريبة، خصوصًا بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء الماضي المصادقة على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان، وهذا ما يؤكد احتمالات شن عملية عسكرية على الأراضي اللبنانية، لاسيما أن القناة الـ12 الإسرائيلية وعبر شاشاتها كشفت عن هشاشة جيش الكيان المنهك من حرب غزة، وأن الجبهة الداخلية ليست مستعدة بما فيه الكفاية لهجوم واسع من قبل حزب الله، مع تهديد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس باتخاذ قرارات حاسمة لوقف هجمات الحزب في حين رصدت إسرائيل 5 مليارات شيكل وأكثر، لخطة تحصين بلدات الشمال خلال 10 سنوات، لكنها لم تُنفَّذ بالكامل. بالإضافة إلى مبالغ طائلة أخرى لبناء 5 آلاف ملجأ في الشمال، وأن ما بُني منها خلال 10 سنوات يقل عن 400 ملجأ.
كل ذلك يؤكد بان الأحداث في لبنان تتفاقم بشكل متسارع والتطورات آخذة في التصاعد تدريجيًا يومًا بعد يوم، وهذا قد يمهد لشيء ربما في تموز/يوليو القادم مع غياب قرار دولي رادع أو أي دور فعال يلجم إسرائيل وعربدة الآلة العسكرية الصهيونية، وعبثها بأمن المنطقة واستهداف الشعب الفلسطيني.
في المقلب الآخر أحداث أخرى متصاعدة وتفاصيل متطورة ومتغيرات قد تبدل خريطة السيطرة على الأرض السورية لابل تفاهمات دولية من تحت الطاولة تارة وعلى العلن وبتصريحات، نقلا عن صحف تركية تارة أخرى، تنفي أي تقارب محتمل ربما أو وشيك إلا بشروط تركية من بينها ضمان عودة اللاجئين والتعاون ضد حزب العمال الكردستاني pkk وأن أنقرة لن تجري محادثات مع النظام السوري إذا جاء الأسد بشروط مسبقة، وهذه التسريبات من صحيفة سبار تنطلي ربما على البسطاء، لكن من يتابع المشهد بدقة ويفند حيثيات هذا الحدث وفقًا لمصادر إعلامية دولية عديدة، أكدت بأن الاتراك حضروا اجتماعًا مع ضباط للأسد وأمنيين وضباط روس في قاعدة حميميم، وتلاه أيضًا بعد ساعات قليلة الاجتماع الأخير والأهم مع ضباط استخبارات أتراك وسوريين في أحد مدن الساحل السوري أيضًا وتطرق لعدة مواضيع منها منع تدفق اللاجئين السوريين على الحدود التركية ووقف التهريب و تسيير دوريات روسية تركية مشتركة في بعض المناطق و البدء في التجهيز والتمهيد إلى لقاء قادم وقد يكون مفاجئ بين الرئيس أردوغان وبشار الأسد يتم التوصل من خلاله إلى حلحلة أوضاع الشمال السوري وإعادة السوريين وفتح باب للمفاوضات بين المعارضة والنظام وتصفية من يرفض التطبيع مع النظام أو اجتياح مدينة إدلب بتفاهم تركي روسي.
سيناريو يراه البعض غير حقيقي ولا يمكن تنفيذه في الوقت الحاضر نظرًا لملفات دولية أخرى أهم لكنه يحدث فعلًا أمام ضرورات تركيا المرحلية في إنهاء المسألة السورية، و إغلاق موضوع اللاجئين وتخفيف عبء وجودهم على أراضيها، وسط تململ غير عادي ومفرط للشارع التركي وضغط كبير للمعارضة يلزم كل أصحاب القرار في الدولة التركية في الإسراع بعملية جراحية مستعجلة، تجد حلًا لتدفق اللاجئين وفوضى السلاح على حدودها وتهديدات أمنها القومي من المسلحين الأكراد المنتمين لأجندات قنديلية وأخرى أميركية تريد الانفصال عن سورية وتشكيل كنتون كردي لها .
ولعل ضرورات أنقرة الآنية وأزمات الليرة التركية ومشاكل سياسية أخرى تعمق حجم الضغط وتجعل من التقارب حتمي و في طور الدرس والتنفيذ من قبل الساسة الأتراك وتسليم جيش النظام السيطرة على الحدود، وهذا يقودنا حقيقة إلى أحداث وتطورات غاية في الخطورة تعرض السوريين أولًا في الشمال لمعاناة جديدة ورعب من إمكانية ارتكاب النظام مجازر أخرى والانتقام من شعب الشمال.
متغيرات قد تفجر كل شيء في ظل رفض قاطع لشعب حر أبا أن يستسلم لواقع عربي دولي تطبيعي مذل، وحاضر ثوري مرير، ومعارضة تترنح من شدة التشرذم والتفكك والمرض الشديد، وأزمة تخلي عن آلام السوريين وتضحياتهم، والتخاذل عن نصرة قضية محقة خرجت من أجل وطن كريم حر بلا آل الأسد وعصاباته، ويبدو أن العالم بات على المحك والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، وسورية أيضًا باتت على شفا صفيح ساخن وصيف ملتهب جدًا سوف يفتح سيناريوهات مؤلمة مالم نقف جبهة واحدة وخندق يجمعنا جميعًا أمام من يريد سرقة أحلامنا وثورتنا وبيع تضحياتنا والدوس على مستقبل أولادنا والانغماس في التطبيع..ومادون تحقيق ذلك نحن في واقع مازال يشدنا رويدًا رويدًا نحو الهاوية .