لا يبدو أن أصحاب القرار في العالم، والأنظمة (الديمقراطية / الإنسانية) والدول (المتحضرة) التي تدعي التمسك بحقوق الإنسان، والدفاع عن العدالة والمساواة، بصدد التحرك جديًا لإيقاف ما يحدث في قطاع غزة، من مجازر مروعة ويومية، يندى لها جبين الإنسانية، مع استمرار حرب الإبادة، بحق شعب محاصر، ومدنيين عُزَّل، حيث ما يزال (نتنياهو) ينتقم من أهل غزة، لتغطية حجم فشله العسكري على الأرض، وكذلك السياسي، بعدما فقد العلاقة الديبلوماسية مع كثير من الدول الغربية، والإقليمية المساندة لإسرائيل، نتيجة استمراره في هذا العدوان البربري على غزة .
مناظر مروعة على الشاشات يوميًا، ودماء في كل مكان، وقطاع منكوب، بكل معنى الكلمة، وكأن زلزالًا كبيرًا ضرب هذه المنطقة، أو قنبلة ذرية تم إلقاءها على هذا المكان، بل لعله أشد من ذلك بكثير؛ أي حقد هذا، وأي قماءة، وأي إجرام، وأية مواقف رخيصة منحازة للقتلة الصهاينة، وأي ظلم يعيشه أهل غزة، منذ 8 أشهر وحتى الآن، وأي خنوع عربي رسمي، وصمت مطبق وكبير على إبادة شعب بكامله.
تراود التفكير السياسي أسئلة عديدة، ففي ظل حالة السكوت الأبدي على كل هذه المظالم، وضياع الأمة. هل نحن بخير فعلًا؟ متى تستفيق هذه الأمة من ثباتها العميق؟ ألم يحن الوقت بعد؟ لعل الأحداث الراهنة والتحديات والمخاطر الجسيمة التي تحيط بنا، تكون بمثابة إنذار على أن هويتنا العربية باتت مهددة، من تلك المشاريع الفارسية تارة، والصهيونية تارة أخرى، ثم ما هو مشروعنا العربي الآني الحقيقي المخلص بعد كل هذا العثار الكبير.
شلال الدماء لا ينتهي، والعجر العربي والدولي سيد الموقف، والجبن المسيطر في اتخاذ قرار قوي، يلجم إسرائيل عن كل جرائمها، مازال ينتج حالة من العجز والخذلان المرير، ويستمر قصف البيوت ومخيمات النازحين في رفح ووسط غزة، و جنوبها، والمزيد من الحصار الطبي والغذائي، في تحدٍ ووقاحة إسرائيلية من نتنياهو وحكومته، لكل العالم والأمم المتحدة، بل وكل الغرب، بأنه محمي من الدولة العظمى الحليفة، التي تدافع عن دولة الكيان اللقيط، بكافة السبل والإمكانات، غير مكترثة بأي دعوات أو مطالبات بوقف إطلاق النار، أو أي شيء، مع مواصلة الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي، لإبقائه سرطانًا خبيثًا في قلب الأمة العربية والاسلامية.
من يصدق أن أميركا كانت عازمة على إيجاد حلول، أو أنها فعلًا بصدد إيقاف الحرب على غزة، أو إنقاذ المدنيين المحاصرين، حتى لو بدا مقترح (جو بايدن) الإسعافي يريد التهدئة، لكن من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية العنصرية، لا تريد حلًا، وهي عازمة على الاستمرار في عمليتها العسكرية، وبمشاركة استخباراتية وعسكرية أميركية، كما جرى في مخيم النصيرات، وعملية استعادة الرهائن الأربعة.
إذا ما لزوم هذا المقترح الخبيث، إذا كان الأميركان والإسرائيليين، يخططون وينفذون عمليات القتل معًا، ويصرون على الاستمرار في خرق كل الاتفاقات، وارتكاب المزيد من المجازر. هل مازلنا نصدق حقًا أن واشنطن تريد وقف الحرب؟ أو محاسبة إسرائيل؟ ألم يقل (جو بايدن) سابقًا ” إذا لم تكن إسرائيل لأوجدناها في الشرق الأوسط ” وها هي اليوم تدافع بكل قوتها وتحارب ضد محكمة العدل الدولية، وكل قوانين العدل وحقوق البشر، كرمى لعيون (نتنياهو) وهي مستعدة كذلك لتكريس كل جهدها وجيشها وعتادها وأسلحتها، في خدمة إسرائيل الحليف الاستراتيجي والأهم لواشنطن، والطفل المدلل، والمنفذ لسياسات الدولة المهيمنة على العالم، المصدرة للأزمات والحروب على امتداد الدول المعولمة.
المصدر: السوري اليوم
إن ما يجري بفلسطين.غزة هو تخاذل وتآمر ممنهج لأنظمة عالمية، قيادات النظام العالمي “أصحاب القرار” بالعالم، وأنظمة تدعي الدفاع عن
(الديمقراطية / الإنسانية) وبإنها دول (متحضرة) وحماية بحقوق الإنسان، والدفاع عن العدالة والمساواة، إن ما جرى ويجري بمخيم “نصيرات” جريمة وإرهاب دولة منظمى، ألم يحن الوقت لإيقافها ؟.