واشنطن تعتمد استراتيجية تصعيد جديدة لمواجهة إيران

نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إستراتيجيّة مشتركة جديدة لمواجهة إيران بدأت بالظهور، وإنها تتّجه إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة وصولاً إلى الانتخابات الأميركية.

وشدد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على أن واشنطن ملتزمة بتقديم المساعدة الأمنية لدول الخليج العربية بوجه القدرة الصاروخية المتنامية لإيران. وقال إن واشنطن تعمل في “أكثر من اتجاه واحد” مع شركائها العرب لمواجهة التهديد الصاروخي المتنامي لطهران.

وأشار بومبيو إلى أن طرق الدعم الأميركي تشمل تمديد رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران، والذي سينتهي في 18 تشرين الأول/أكتوبر. وأكد بومبيو أن هناك طريقة أخرى تتمثل بتزويد الدول العربية في المنطقة بالأسلحة، مضيفا “نعمل مع شركائنا من دول الخليج -ليس فقط للحصول على مساعدتهم للجهود الأميركية لتمديد حظر الأسلحة هذا، والذي هو مهم للغاية لهم- لكننا أيضا قدمنا قدراً كبيراً من المساعدة، جميع أنواع المبيعات الأميركية للأسلحة، جميعها علنية”. كما أشار الوزير إلى إجراءات غير علنية تم اتخاذها لمواجهة القوة العسكرية الإيرانية.

وكشفت “نيويورك تايمز” تفاصيل جديدة عن الهجمات على مفاعل “نطنز”، التي رجّحت أن تأثيرها أكبر بكثير من الانطباع الأولي عن الهجوم. وبحسب الصحيفة فإنّ القنبلة شديدة القوّة ربّما وضعت قرب خطّ للغاز داخل المنشأة، لكنّ الصحيفة لم تستبعد فرضيّة وقوع هجوم سيبراني أدّى إلى تفجيرات في خطّ الغاز.

وشبّه خبراء هجوم نطنز، لناحية التأثير والتخطيط، بعملية القرصنة التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشأة النووية ذاتها عام 2009، ويعتقد بأنها “أعادت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء”، بحسب الصحيفة، عبر تدمير قرابة 1000 جهاز طرد مركزي.

وألمحت الصحيفة إلى تنسيق أميركي-إسرائيلي مشترك، ضمن “الاستراتيجيّة المشتركة الجديدة” لمواجهة إيران، وأشارت إلى العلاقة الوطيدة بين بومبيو، الذي كان في السابق رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزيّة (سي آي إيه) ورئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين.

وتتضمّن هذه الإستراتيجيّة الهجوميّة سلسلة من الضربات السريّة بهدف إبعاد الضباط الأكثر قوّة في الحرس الثوري (في إشارة إلى اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني) وإعاقة المنشآت النوويّة الإيرانيّة. واستشهدت الصحيفة بتصريحات للمبعوث الأميركي الخاصّ إلى إيران، براين هوك، الشّهر الماضي، قال فيها: “رأينا تاريخياً أن الخجل والضعف يستدعيان مزيداً من العدوانيّة الإيرانيّة”.

ورّجحت الصحيفة أن يكون التصعيد المقبل عبر مجابهة 4 ناقلات نفط إيرانيّة متّجهة إلى فنزويلا، تعهدّت الولايات المتحدة بألا تمكّنها من إنزال حمولتها، التي اعتبرتها خرقًا لعقوباتها. لكنّ محلّلين يحّذون من أن النهج الأميركي الجديد محفوف بالمخاطر على المدى البعيد، منها الدفع بالبرنامج النووي الإيراني إلى أن يكون أكثر سريّة وبالتالي أكثر صعوبة في اكتشافه. لكن على المدى القريب، يراهن المسؤولون الأميركيّون والإسرائيليّون على أن الردود الإيرانيّة ستكون محدودة أكثر، مثلما حدث بعد اغتيال سليماني في كانون الثاني/يناير.

وقالت الصحيفة إن “ردّ إيران الضعيف” حينها قد يكون دافعاً لمزيد من العمليّات ضدّها. ويرى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون ومحلّلون أمنيون دوليون أن إيران ربما تعتقد أن الرئيس دونالد ترامب قد يخسر الانتخابات المقبلة، وأنّ غريمه الديموقراطي، جو بايدن، سيعمل على إعادة إحياء شكل من أشكال الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.

وعلى الرغم من ذلك، بحسب الصحيفة، يتوقّع مسؤولون غربيّون أن تنتقم إيران لهجمات “نطنز”، وأعطت فرضيّتين لذلك، هما ردّ ضد القوات الأميركية وحلفائها في العراق؛ أو على شكل هجمات سيبرانيّة، مثل التي استهدفت مؤسسات مالية أميركية وسدّ في ضواحي نيويورك أو كازينو لاس فيغاس، ومؤخراً، منظومة مائيّة إسرائيلية.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى