عبارة هنية “حماس وجدت لتبقى” تحتاج في هذا الوقت العصيب الى توضيح، أو تنصيص، بأن يضاف إليها: “حماس كحركة مقاومة وجهاد وجدت لتبقى”، وأرجح أن هنية قصد ذلك، ومشروعية حماس في الوجود السياسي المبرر، والمكانة الاجتماعية، نابعة من هذه القضية المركزية “المقاومة، الجهاد”، وبدون هذه القضية تصبح شأنها شأن الآخرين، تلمع ثم تنطفئ، تؤدي دورا متسقا مع الظروف المحيطة ثم تطوى.
وبقاء حماس بالمفهوم المشار إليه يصبح هو الوجه الآخر لبقاء القضية الفلسطينية، ولبقاء الشعب الفلسطيني.
المسألة هنا ليست حزبية، ليست قضية “إخوان مسلمون”، هذا فيه تقليل لشأن ما حدث ويحدث في غزة، وللآثار العميقة والشاملة لعملية “طوفان الأقصى” على القضية الفلسطينية، وفي المحيطين العربي والدولي. القضية أن المقاومة تمثيل لروح القضية، ولروحية الشعب، وللاتساق مع سنن وقوانين حركات التحرر والاستقلال.
لا أستغرب ما ورد من معلومات، ولا شك أن ما يخططون له أخطر من ذلك، وأبعد أثرا إن قدروا، وكل ذلك مبني على فكرة ومصطلح “اليوم التالي”، ظنا منهم أن اليوم التالي، يعني اليوم الذي يلي هزيمة المقاومة ووقف القتال، وهذا لن يكون بإذن وعونه وقدره.
المقاومة الوطنية للتحرر من الإحتلال ومن سلطة أمر الواقع والأنظمة الإستبدادية حق مشروع، ووجود المقاومة الوطنية الفلسطينية حق وجدت لتستمر وليس له علاقة بالإيديولوجيا التي يتبناها الفصيل، لأن المبدأ المقاومة وهي تبدأ من الكلمة حتى الكلاشينكوف .