الجيش يتأهب لصد “المسيرات” و”الكابينت” في حالة انعقاد دائم ولجان حكومية لتأمين الملاجئ.
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “الكابينت الحربي” وقادة الأجهزة الأمنية إلى اجتماع طارئ توقع أمنيون أن يبقى منعقداً بعد دخول تل أبيب إلى وضع حرب، كما عقد اجتماعاً خاصاً مع المديرين العامين بالوزارات لتلقي تعليمات في كيفية التصرف.
أربكت التقارير المتواردة حول توقيت الرد الإيراني على قصف القنصلية لدى دمشق أجندة الإسرائيليين وسلم أولوياتهم، إذ أدخلوا المناطق كافة في حالة طوارئ حربية، فيما دخل السكان في حالة ذعر في أعقاب التقارير التي تتحدث عن إمكانية توجيه ضربة إيرانية تشمل أكثر من طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ الموجهة نحو أهداف عسكرية داخل إسرائيل.
ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “الكابينت الحربي” وقادة الأجهزة الأمنية إلى اجتماع طارئ توقع أمنيون أن يبقى منعقداً بعد دخول إسرائيل إلى وضع حرب، كما عقد اجتماعاً خاصاً مع المديرين العامين بالوزارات لتلقي تعليمات في كيفية التصرف.
الذعر الإسرائيلي يأتي بعد تخوف أمنيين من عدم القدرة على الدفاع أمام جميع الصواريخ والطائرات المسيرة المتوقع أن تستخدمها إيران، وإصدار الجبهة الداخلية تعليمات للسكان بالبقاء قرب أماكن آمنة ودعوة السلطات المحلية إلى اتخاذ جميع الاحتياطات وتحضير الملاجئ، في وقت أفاد فيه تقرير لمراقب الدولة بعد شهرين من حرب غزة بأن معظم الملاجئ غير صالحة للاستخدام.
ذعر داخلي
وزاد الذعر بين السكان في أعقاب ما نشرته السفارة الأميركية من تعليمات لدبلوماسييها ومواطنيها في إسرائيل بعدم مغادرة مناطق البلدات الكبرى تل أبيب في المركز وبئر السبع في الجنوب والقدس فيما تصاعدت التهديدات الإسرائيلية بالرد القوي على إيران إذا ما جاءت الضربة مباشرة.
لكن في المقابل أكدت الرسائل التي بعثت بها طهران عدم نيتها خوض حرب إقليمية، وأن التوقعات ستكون توجيه ضربة قوية محدودة ورادعة لا تؤدي إلى اتساع الحرب.
ووضعت إسرائيل أمامها مختلف السيناريوهات دون أن يخفي سياسيون وعسكريون خشيتهم من عدم صدقية إيران بأنها ستركز ضرباتها ضد قواعد عسكرية ومواقع استراتيجية.
وقال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين إن السيناريوهات المتوقعة متعددة، ومنها من يصل نحو الجنوب، وإذا كانت مباشرة من إيران فستصل من جهة سوريا. وأضاف “صحيح أن ما تلقيناه من رسائل بأن طهران ستوجه ضربة قوية ورادعة وموجهة نحو أهداف عسكرية وليست مدنية، وفي المحصلة لن تأخذ المنطقة برمتها إلى حرب خطرة لا يريدها أحد، ولكن من جهتنا غير مضطرين لتصديق أقوالها، ولذلك فإن الاستعدادات والاحتياطات في ذروتها”.
هذه الضربة، بحسب يدلين، جاءت بعد أن غيرت إيران قواعد اللعب مع إسرائيل في أعقاب استهداف قنصليتها في دمشق، وهي عملية لم تكن محسوبة جيداً وتجاوزت خطة قتالنا تجاه سوريا منذ سنوات وفق “المعركة بين الحروب” التي يفترض أن تركز على منع تعزيز القدرات العسكرية لـ”حزب الله” ووكلاء إيران في سوريا.
أما رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ففي حين انضم إلى قيادة إسرائيل بتوجيه التهديدات لإيران، أكد أن تل أبيب لا تتعامل باستهتار مع التهديدات الإيرانية، مضيفاً “نحن على قناعة بأنهم يريدون الانتقام ورد شعور الإهانة والضائقة التي تعيشها إيران بعد مقتل قياديي الحرس الثوري الإيراني إلى جانب فشل وكلائها، وعلى مدار الأشهر الستة الأخيرة، في مهمتهم المركزية التي تلقوها من طهران بمنعنا من تدمير (حماس) في غزة”.
دعم راسخ
واعتبر هنغبي وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب بالدعم والتنسيق بمثابة رسالة واضحة لإيران مفادها “لا ترتكبي أي خطأ مع إسرائيل لأن ذلك سيعود بدفع ثمن باهظ وغير متوقع”.
وبحث وزير الدفاع يوآف غالانت اليوم الجمعة مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي مايكل إريك كوريلا جهوزية الرد على الضربة الإيرانية والتنسيق بين الطرفين، وخلال اللقاء هدد قائلاً، “يعتقد أعداؤنا أنهم سيفرقون بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن على عكس ذلك فإنهم يجعلوننا أكثر ترابطاً، ويعززون العلاقة والتنسيق والتواصل، أنا مقتنع أن العالم يدرك جيداً من هي إيران، وهي الجسم الإرهابي نفسه الذي يقود الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتمول (حماس) و(حزب الله) وقوات أخرى وتهدد الآن إسرائيل”.
وأضاف غالانت، “نحن جاهزون دفاعياً على الأرض وفي الجو بالتعاون الوثيق مع جيراننا وأصدقائنا من أجل منع إلحاق الضرر بإسرائيل، وسنعرف كيفية الرد على ذلك”.
من جهته أعلن الناطق بلسان الجيش، دانييل هجري أن إسرائيل على أهبة الاستعداد في حالتي الهجوم والدفاع تحسباً لمواجهة أي تطورات في المنطقة، قائلاً “إيران تمول وتسلح وكلاءها في لبنان وغزة وسوريا والعراق واليمن وتحضرهم لمهاجمتنا، سنكون قادرين على الرد، وفي الوقت نفسه الجيش يواصل الحرب في غزة ومستعد للمضي قدماً”.
صواريخ باليستية و”كروز”
بحسب إسرائيل تملك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية من مختلف الأنواع والنطاقات تتجاوز 12 ألف صاروخ، بعضها يعمل بالوقود الصلب، وبعضها بالوقود السائل، مما يعني أنه يمكن إطلاق بعضها بسرعة نسبياً، بينما يستغرق البعض الآخر وقتاً للتحضير والمكان.
وبعض هذه الصواريخ، بحسب إسرائيل، تحتاج إلى ما بين ست وثماني ساعات حتى تصل إلى إسرائيل، ومنها صواريخ “كروز” و”فاتح 313″، وهو صاروخ باليستي قصير المدي ويعمل بالوقود الصلب، إلى جانب أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة، بينها طائرة “شاهد 136” بمدى نحو 2000 كيلومتر وتحمل كمية كبيرة من الذخيرة.
أضرار في الشمال
يشار إلى أن الأضرار التي ألحقت المنطقة الشمالية خلال ستة أشهر جسيمة وستتطلب فترة طويلة من أجل إعادة إعمارها. وبحسب تقرير إسرائيلي فقد أطلق “حزب الله” أكثر من 3000 صاروخ وقذيفة مدفعية على أهداف إسرائيلية ونحو 240 قذيفة برؤوس متفجرة ثقيلة تزن بين 100 و500 كيلوغرام، وأحدثت أضراراً كبيرة ودمرت مقار عسكرية. وبين هذه الصواريخ ما لا يقل عن 700 صاروخ مضاد للدروع بعضها متطورة ودقيقة، وقد أصابت قواعد استراتيجية بينها وحدة المراقبة الجوية في “ميرون”، ومواقع للجيش إلى جانب إصابة مستوطنات وبلدات الشمال.
أما بالنسبة للطائرات المسيرة فقد أطلق “حزب الله” ما لا يقل عن 33 مسيرة تحمل متفجرات ونفذ 55 محاولة قنص وسبع محاولات تسلل، واعترفت إسرائيل بإلحاق دمار كبير في المطلة وكريات شمونة وبقية البلدات وقتل 22 إسرائيلياً بينهم 14 جندياً.
المصدر: اندبندنت عربية