في تشرين الثاني القادم بعد حوالي ستة أشهر، سيخرج جوبايدن من كرسي الرئاسة، ويصبح حاله كمن سبقه من الرؤساء الذين يملؤون أيامهم بكتابة المذكرات أو التنقل بين دول تستضيفهم كنجوم إعلامية سابقة، وبعضهم سيترك حقل السياسة بصورة تامة وينزوي ليكمل بقية حياته في مزرعته بين الأشجار والأبقار.
جوبايدن البالغ من العمر 81 عاما سوف يعاني سريعا من تفاقم أمراض الشيخوخة التي ظهرت عليه منذ تسلمه الرئاسة، وربما لن يتاح له الوقت ليكتب مذكراته، لكن الناس في كل أرجاء العالم سيتذكرونه بكونه الرئيس الذي قدم لإسرائيل أحدث الأسلحة في الترسانة الأمريكية دون أدنى وازع من ضمير لتدمر بها الأبنية وتقتل سكانها تحت الأنقاض من نساء وأطفال وشيوخ، وكان يشاهد كل يوم كيف يقتل الأبرياء في غزة بدم بارد وهو يشرب قهوته الصباحية. وبعد ذلك يوقع على تزويد اسرائيل ب 1800 قنبلة إم كي 84 وزن الواحدة 900 كغ تكفي لقتل جميع البشر ضمن نطاق 300 متر وتحفر في الأرض حفرة عمقها 11 متر أي تكفي لإبادة حي شعبي بكامله أو مجمع سكني من عدة بنايات. وبحساب المساحة التي تدمرها تماما تلك القنبلة وتقضي فيها على كل مخلوق حي وضربها ب 1800 (عدد القنابل) يتبين أن تلك القنابل فقط يمكن أن تزيل 35% من كامل مساحة قطاع غزة من الوجود مع البشر والشجر والحجر.
وتلك القنابل ليست سوى أحد بنود صفقة تزويد إسرائيل بالأسلحة التي أقرتها الولايات المتحدة مؤخرا والتي تبلغ عدة مليارات من الدولارات من بينها تزويد اسرائيل ب 25 طائرة حربية 1ف35 اي وهي الأحدث في الترسانة الجوية الأمريكية.
كل ذلك بينما يرتفع الحديث عن خلافات بين الادارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية، وعن استياء أمريكي مزعوم من ايقاع العدد الكبير من الخسائر البشرية في غزة.
سوف يذهب بايدن قريبا إلى منزله ويترك كرسي الرئاسة.
لكن لعنة دماء الأبرياء الذين سقطوا ومازالوا يسقطون في غزة ستلاحقه مادام حيا، ولن يتذكر الناس عنه شيئا بقدر ما سوف يتذكرون مشاركته في جريمة غزة.
المصدر: صفحة معقل زهور عدي