شكّكت مصادر بالمعارضة السورية في صحة ما ورد بـ”وثائق مسربة” جرى تداولها خلال اليومين الماضيين، تفيد بأن روسيا خفّضت دعم القوات والمليشيات التي تتبع لها في سورية بنسبة 50 بالمائة.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن معظم ما ذكر ضمن الوثائق “معلومات مغلوطة”، ولا يوجد أي تطبيق فعلي لما ورد فيها على الأرض.
وأفادت إحدى الوثائق التي تداولتها وسائل إعلام عربية وسورية، بأنه وبأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتخذ قرار حول اختصار “الفيلق الخامس” والمجموعات الشعبية التابعة له التي يتم تأمينها على حساب الاتحاد الروسي إلى نسبة 50 في المائة اعتباراً من 1 يوليو/تموز 2023 العام الفائت.
وبحسب الوثيقة، فإن مليشيا “الفيلق الخامس” خفضت رواتب المتطوعين فيها من 200 دولار أميركي قبل يوليو/تموز 2023 إلى 100 دولار بعد ذلك، بالإضافة لتخلي “لواء القدس” الفلسطيني عن الدعم الروسي ليعود إلى الدعم والولاء الإيراني.
إلا أن مصادر المعارضة السورية، قالت في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “جميع المعلومات المذكورة ضمن الوثيقة الروسية لم يُلمس أي شيء منها على الأرض حتى اللحظة”، مؤكدة أن “بعض المعلومات التي ذُكرت ضمن الوثيقة مغلوطة؛ مثل خفض الرواتب إلى 100 دولار (قرابة مليون ونصف مليون ليرة سورية)”. وأشارت المصادر إلى أن هذا الراتب كان منذ بدء التطوع ضمن المليشيات المدعومة من روسيا ولم تجر زيادته “أبداً”.
ولفتت المصادر إلى أن “مليشيا لواء القدس لم تتلق أي دعم من الروس منذ قرابة 4 سنوات، وجميع ارتباطات المليشيا إما مع الإيرانيين أو النظام”، مضيفة: “إذا كانت هذه الوثائق والقرارات صحيحة، إلا أنه لم يتم ملاحظة أي شيء فعلي على الأرض”.
ونوهت المصادر بأنه في حال تطبيق القرارات الواردة “فسوف يتم ذلك ضمن البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام والروس والإيرانييون، لوجود انتشار كبير لمجموعات الفيلق الخامس هناك”، موضحة في الوقت ذاته أن “محاور القتال على جبهات أرياف حلب وإدلب وحماة لم تشهد أي تقليل في أعداد القوات والمليشيات المدعومة من روسيا مطلقاً”.
وكانت المليشيات المدعومة من روسيا، قد أعلنت في أواخر عام 2023، عن فتح باب التطوع براتب قدره قرابة الـ100 دولار، بعقد مدته ستة أشهر قابلة للتمديد، في معظم المحافظات السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري، وذلك من أجل زيادة عدد نقاط الحراسة في البادية السورية، تحسباً لزيادة نشاط تنظيم “داعش”، وفي مسعى لحماية المنشآت والقوافل النفطية.
المصدر: العربي الجديد
بين إنخفاض قيمة الليرة السورية وبالتالي رواتب الميليشيات الموالية للمحتل الروسي وبين تخفيض الرواتب بالأساس الدولار، لا يختلف النتيجة، لأن هذه الميليشيات كلواء القدس و “الفيلق الخامس” والمجموعات الشعبية التابعة له، أصبحت قوات مرتزقة لا ترتبط بالوطن إلا وفق أجندة الممول.