افتتح أحمد العودة قائد فصيل “قوات شباب السنة” التابع للمعارضة سابقاً، ومسؤول اللواء الثامن في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا حالياً، معسكراً تدريبياً يهدف إلى استقطاب العسكريين المنشقين عن النظام في درعا، بعد تصريح سابق للعودة دعا فيه إلى تشكيل جيش موحد يجمع مقاتلي المحافظة جنوب سوريا.
الخطوة لاقت رفضاً شعبياً حيث يرفض المجتمع الحوراني توسع الفيلق الخامس الذي رغم كل ما يتفرد به في درعا، إلا أنه يظل بالنهاية قوة تابعة للروس، حلفاء النظام وإحدى قوى الاحتلال حسب المزاج الشعبي في درعا وريفها.
كما أن إعلان أحمد العودة النية تشكيل جيش موحد في درعا خلال مجلس عزاء ضحايا الفيلق الخامس الذين سقطوا بانفجار في بصرى الشام مؤخراً، وافتتاحه معسكراً لاستقطاب العسكريين المنشقين عن النظام مؤخراً، لاقى انتقادات من قبل اللجان المركزية الممثلة للمعارضة المدنية ووجهاء محافظة درعا.
وقال عضو اللجان المركزية المحامي عدنان مسالمة ل”المدن”، إن اللجان المركزية لا علم لها بموضوع جيش العودة، وعند استيضاحهم عن هذه الدعوة، زَعم العودة أن الكلام كان “عفوياً كتطمين وشكر لأهالي درعا” بعد الغضب من التفجير الذي استهدف أبناءهم في بصرى الشام.
وأضاف المسالمة أن العودة أكد عدم وجود ترتيبات أو أهداف أو نية مسبقة تهدف إلى بناء مثل هذا الجسم، “لأن طرح تشكيل جيش أو غيره في الوقت الحالي يحتاج إلى دراسة مستفيضة ومشاورات وتنسيق عالي المستوى بين كافة الأطراف المعنية”. وأشار إلى أن العودة أكد للجنة المفاوضات أنه يعمل معهم على “إكمال مشروعهم الهادف لتوحيد الجنوب والذي بدأوا العمل فيه منذ فترة”.
مشروع جديد ل”توحيد الجنوب”
ومقابل التقليل من أهمية “جيش العودة الموحد” كما بات يطلق عليه أهالي حوران، كشف المسالمة عن وجود مشروع توحد في الجنوب يستهدف إنشاء مرجعية لأبناء المنطقة تمثلهم بشكل عام وتقوم بالتفاوض بإسمهم حول مختلف الملفات، مثل قضية المعتقلين والخدمة الالزامية. وأشار إلى أن المشروع “سينبثق عنه تشكيل مجلس استشاري وقوة تنفيذية أو قيادة من مجموع القوى الرئيسية الموجودة بالجنوب، وأن المشاورات جارية على قدم وساق للخروج بتصور كامل وواضح لمخرجات هذا المشروع”.
وأضاف أن اللجنة المركزية في مدينة درعا واللجنة المركزية في المنطق الغربية ومنطقة جاسم والجيدور ومنطقة بصرى الشام كقوى رئيسية، ستتوحد وينبثق عنها لجنة واحدة تتكلم باسم الجنوب سيعلن عنها في الأيام القادمة، أما عن وجود جيش موحد أو جيش الجنوب أو أي جيش له مهام محددة، فلم يتم الاتفاق عليه ولا يوجد مثل هذا المشروع في الوقت الحالي.
جسم عسكري لحماية المنشقين
وعلمت “المدن” أن اللجان المركزية تسعى لانشاء قوة مستقلة تهدف إلى تجميع العسكريين المنشقين عن النظام من أبناء محافظة درعا بهدف حمايتهم وقطع الطريق على محاولات استقطابهم إلى الفيلق الخامس أو الفرقة الرابعة أو “حزب الله” اللبناني.
معلومات أكدها المحامي عدنان المسالمة الذي أشار إلى أن هذا المسعى يتم بحثه منذ أسابيع وليس مرتبطاً بالحديث الذي أطلقه أحمد العودة خلال عزاء ضحايا التفجير، بل إن العودة شدد خلال الاجتماعات التي تم فيها بحث المشروع على عدم تبعية المستهدفين به للفيلق الخامس، بل حمايتهم من الاعتقال والمحاكمة من قبل قوات النظام.
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي باسل الغزاوي ل”المدن”، أن تصريحات أحمد العودة عن تشكيل جيش موحد في الجنوب جاءت بعد تصريح “خالد المحاميد”، التي كانت في السياق نفسه، حيث تم عقد اجتماع برعاية العودة للتنسيق حول إنشاء معسكرات لتعزيز مشاركة اللواء الثامن ضمن الفيلق الخامس.
وعن تفاصيل الاجتماع ذكر الغزاوي أن العودة دعا لاجتماع حضره العديد من اللجان العسكرية والعناصر المنشقين عن النظام والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في محافظة درعا، كما انضم اليه عدد من القيادات السابقة في الجيش الحر كان من بينهم أبو شريف المحاميد” من درعا البلد وشادي السرحان ممثلاً عن أبو مرشد البردان من طفس، وبعض العسكريين من قرفا ومحجة وغيرها من المناطق، وكانت الدعوة للالتحاق بالفيلق بدون مستحقات مالية، بحيث يقتصر العمل على حفظ النظام في درعا.
وأضاف الغزاوي أن المعسكرات كانت ورقة أحمد العودة للضغط على الروس حتى يتمكن من الحصول على ملاك لواء مستقل، أي ما يقارب 3000 إلى 5000 مقاتل، لأنه إلى الآن لم يتم الاعتراف به كلواء مستقل ضمن مرتبات الفيلق الخامس، ولم تمنح البطاقة الليزرية الخاصة بمقاتلي الفيلق لعناصر اللواء الثامن.
وأشار الناشط الإعلامي إلى أن الفرق بين عناصر اللواء السابقين والمنتمين إليه بعد المعسكرات الأخيرة، هو الراتب الذي يبلغ 200 دولار أميركي للعناصر السابقين، حيث بلغت الكتلة المالية للواء 220 ألف دولار، بينما العناصر الملتحقين مؤخراً لا يحصلون على المال في الوقت الحالي، مقابل ضمان عدم مشاركتهم في أي قتال خارج درعا.
يذكر أن أحمد العودة كان أول من وقع اتفاقية المصالحة مع النظام برعاية روسية، في حزيران/ يونيو 2018، بينما تعتبر هذه المعسكرات التدريبية هي الأولى من نوعها منذ توقيع الاتفاقية، وقد تم افتتاحها بعد أن زار العودة الأردن مرات عديدة مؤخراً، بالتنسيق مع الروس، لحضور اجتماعات عسكرية.
المصدر: المدن