قبل أكثر من عقد… || المالكي وانذاره || المشرق العربي (بعد ربيعه) أمام خيار: الاستبداد أو الدمار

أحمد العربي

لم تعد معالم ما يراد للمشرق العربي خافية. بعد ترك الشعب السوري وحيداً وممنوعاً من الدعم العسكري الذي يسرع معركة إسقاط الاستبداد  و يدخلنا في مرحلة الدولة الديمقراطية

اصبح واضحاً ان الربيع العربي بدأ يصل للعراق الذي خرج نظرياً من الاحتلال الأمريكي ولكنه واقعياً مازال (ضمن دستور وقوانين ومحاصصة ومقدمة تقسيم وتفتيت وضعها الامريكان قبل الرحيل). العراق الوطن الذي قسّم لأقاليم تأخذ باعتبارها التنوع الإثني والطائفي ودخلت في لعبة المحاصصة التي أدت الى استبداد الأغلبية المذهبية الشيعية في بغداد والاثنية الكردية في الشمال . معطية المبرر الواقعي لأغلبية الشعب العراقي ان يفكر بربيعه  بعدما وجد إنه خرج من استبداد صدام حسين، وبعده من الاستعمار الامريكي ليجد نفسه أمام استبداد جديد وتقسيم السلطة والثروة وتأبيد حالة طائفية ومجتمعية تؤدي للتقسيم وكان رد الشارع العراقي قبل ربيعة الجديد أعمال عنف ذات طابع عنفي انتقامي وتدميري

جاء الربيع العراقي محاولة للخروج وبإرادة شعبية من مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي المحملة بتقسيم العراق وثورة شعبية على قواعده واعادة العراق الى الطور الوطني وتساوي المواطنين المدني والديمقراطي الحقيقي من اقصاه لاقصاه .وما دعم المالكي للاستبداد في سوريا ( منتميا إلى وهم ارتباط طائفي شيعي علوي) الا هروب للأمام من ربيع العراق الحتمي وما قاله المالكي هو نداء استغاثة اخير من الغرب وأمريكا ولمن يخاف الربيع العربي من أن المشرق العربي الديمقراطي لن يريحهم وخاصة أنه يحيط (باسرائيل) من كل الجهات

اما عن لبنان فنحن نعلم أنه ضحية نظام محاصصة طائفية أيضا تؤبد التفتيت السياسي والاجتماعي وتجعل العملية السياسية مجرد تبادل المواقع والمنافع لأصحاب النفوذ السياسي من كل طائفة وضحيته الشعب اللبناني ويزيد عليه مصادرة حزب الله  لحق الدولة بالسلاح واستخدامه تحت دعوى مواجهة (اسرائيل) والذي عنا ان يكون حزب الله هو الفاعل الأساسي والوحيد في السياسة اللبنانية داخليا وخارجيا وجاء الربيع السوري ليرفع الغطاء عنه وليكون مجموعات مسلحة تتحرك بمنطق طائفي وتخدم نظام استبدادي . لقد عرى الربيع السوري حزب الله وافقده مبرر وجوده السياسي واقعيا (وانه ضد اسرائيل). لذلك بدء الربيع اللبناني بالتشكل واوله تضامن مع الربيع السوري من الشعب اللبناني على كل المستويات . لذلك تباكى المالكي على لبنان ليقول للغرب أن قواعد الاشتباك تتغير وكونوا حريصين على مصالحكم و على (اسرائيل)؟

.اما الأردن فله ربيعه القادم ايضا فهناك نظام ملكي يجعل الملك وما يمت له بصلة فوق الدولة والمجتمع وتعود هذه العلاقة اللا عادلة مع الشعب إلى بداية تأسيس المملكة في أوائل القرن الماضي عدا عن التعامل التابع مع الغرب والعلاقة مع (اسرائيل ) التي تضر بالمصلحة الوطنية الاردنية والتفاوت الاجتماعي وجعل الاردن عالة على المعونات الغربية.. كل ذلك  جعله على خطى الربيع العربي وجعل المالكي يصرخ بالغرب (انتبهوا لمصالحكم وساعدونا نحن المستبدون على وأد ربيع المشرق العربي). وصلت الرساله.

الربيع العربي والسوري وفي مشرقنا حتمية يفرضها حق شعبنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية نصل لما نريد لانه حقنا ولانا ندفع الثمن الاغلى دماءنا

خرجنا ولن نعود وسننتصر وصراخ المالكي وكل المستبدين وداعميهم سيذهب مع الريح ويبقى شعبنا وإرادته (إرادة الله على الارض)؟

٢٨/٢/٢٠١٣

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الربيع العربي زحف من تونس الخضراء حتى وصل الى دمشق الفيحاء وانتقل الى بلاد الرافدين “العراق” وعلى الأبواب الأردن ولبنان، ولكن القوى المضادة للربيع العربي وللديمقراطية كانت بالمرصاد من خلال الخطة “ب” بشيطنتها لوأدها، قراءة دقيقة وموضوعية لمرحلى الربيع العربي بالمشرق العربي العراق ولبنان والاردن .

زر الذهاب إلى الأعلى