عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة، يوم الخميس 22 شباط/ فبراير 2024، في مدينة إسطنبول التركية، جلسة تشاورية، بحضور مجموعة من الباحثين والأكاديميين السوريين، وبرئاسة سمير سعيفان، مدير مركز حرمون؛ لمناقشة مسودة تقرير السيناريوهات المستقبلية المتوقعة للصراع في سورية، الذي أعدّه المركز بناءً على نتائج جلسات حوارية سابقة متعلقة بالموضوع.
في بداية الجلسة، استعرض سمير سعيفان السيناريوهات المحتملة للصراع، والوضع الإقليمي والدولي المحيط بالصراع في سورية، وأدوار اللاعبين السوريين الرئيسيين: (أميركا، روسيا، تركيا، إيران)، وموقف إسرائيل، ودول الخليج، ودول الجوار، والآثار المتوقعة على السوريين.
تناول الحضور النقاشات التي تجري في واشنطن حاليًا، حول فرضيات الحل السياسي، والبديل عن النظام السوري، والعوامل التي ثبّتت الوضع في سورية على ما هو عليه منذ عام 2018 حتى الآن، وتداعيات الحرب على غزّة على المدى البعيد، وضرورة إعادة النظر بمفهوم الأمن الإسرائيلي، وانعكاسات ذلك على سيناريوهات الحل في سورية.
شهدت الجلسة نقاشات معمقة من قبل الحضور، حول مسوّدة التقرير، حيث تناولوا بالتحليل، من جوانب مختلفة، احتمالات تحقّق أي من السيناريوهات الأربعة المطروحة للنقاش، وفرضيات تحققها، ضمن فترات زمنية متفاوتة، كما ناقشوا إمكانية إعادة صياغة جميع السيناريوهات، والخروج بسيناريو جديد.
تضمنت مسوّدة التقرير أربعة سيناريوهات:
السيناريو الأول: سيناريو الجمود
ويفترض استمرار الأوضاع القائمة حاليًا في سورية، من دون تغيير يُذكر في خرائط مناطق السيطرة الأربعة، ودون تغيير يذكر في القوى المسيطرة على كل منطقة، حيث تبقى القوات والميليشيات الأجنبية موجودة في سورية، ومنها القوات الأميركية، إلى أجل يمتد سنوات عدة ربّما يصل إلى عشر سنوات أو أكثر، وتبقى سورية مقسّمة إلى أربع مناطق سيطرة، تسيطر على كلٍّ منها قوى الأمر الواقع القائمة حاليًا دون تغيير يذكر.
السيناريو الثاني: الانسحاب الأميركي من شرق الفرات
يقوم هذا السيناريو على فرضيّة انسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات، وقيام تركيا بإبرام اتفاق مع النظام، برعاية وضغط من روسيا، تقايض به انسحاب قواتها من شمال سورية، مقابل اتفاق لحلّ سياسي وفق القرار 2254، من دون اشتراط رحيل الأسد، يتضمن إحداث دستور جديد ومشاركة ثلاثية في السلطة: نظام ومعارضة ومجتمع.
السيناريو الثالث: المبادرة التركية العربية
تطرح تركيا مبادرة مشتركة، مع كلٍّ من قطر والسعودية والإمارات ومصر، وتتقدم بحلّ يقوم على مبدأ الخطوة مقابل خطوة، ببرنامج محدد، من حيث محتوى كلّ خطوة ومداها الزمني وتاريخ تنفيذها، وتعمل على تسويقه مع الأميركان والأوروبيين والروس والإيرانيين. ويُبنى الحلّ على إعلان جنيف والقرار 2254، ووضع دستور جديد يقوم على إنشاء نظام مختلط برلماني-رئاسي، يوزّع السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء، وتشكيل سلطة مختلطة من النظام والمعارضة وأطراف مجتمعية، من دون وضع فيتو على مشاركة الأسد في السلطة، ويوضع للحل برنامج زمني تنفيذي مدته ثلاث سنوات، ولا يتضمّن انسحاب أميركا من شرق الفرات، بل يكون الانسحاب الأميركي خطوةً من ضمن برنامج تنفيذ السيناريو، كما يكون الانسحاب الروسي جزءًا من خطوات السيناريو، مع احتفاظ روسيا بقاعدتها البحرية في طرطوس وبمصالحها في سورية، ويكون انسحاب القوات التركية ضمن اتفاق يطوّر اتفاق أضنة 1998 بين سورية وتركيا، مع وضع ترتيبات خاصة لمناطق سيطرتها كنوع من الإدارة المحلية.
السيناريو الرابع: “الأمل السوري”
ويكون بتحقّق توافق روسي أميركي تركي، مع قبول إيراني، على إجراء انتقال سياسي في سورية، يقوم على صيغة إعلان جنيف1 والقرار 2254، يُنتج نظامًا سياسيًا جديدًا بديلًا، يقوم على شراكة في السلطة بين أطراف من النظام، وأطراف من المعارضة، وأطراف من المجتمع السوري، ويتولى المبعوث الأممي، بمساعدة فريق استشاري أممي وسوري، صياغة الحلّ مع برنامج تنفيذي زمني خلال 3 سنوات.
المصدر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة
السيناريوهات المستقبلية المتوقعة للصراع في سورية وفق الوضع الإقليمي والدولي المحيط بسورية، وأدوار اللاعبين الرئيسيين (أميركا، روسيا، تركيا، إيران)، وموقف إسرائيل، ودول الخليج، ودول الجوار، والآثار المتوقعة على السوريين ، قراءة للسيناريوهات الأربعة ، ولكن أعتبر السيناريو الأول: سيناريو الجمود هو الذي سيسود خلال المرحلة الحالية .