أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن الجيش الإسرائيلي عثر خلال عملياته في خان يونس على وثيقة وقع عليها القيادي في “حماس” يحيى السنوار، وفيها أن “حزب الله” سيشارك في مشروع التحرير العظيم، على أن تجرّ العملية في الجنوب عملية أخرى في الشمال لتحرير الجليل”، وفق ما كتبت الصحيفة التي أشارت إلى أن التعهد جاء قبل فترة من السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبحسب المتخصص في الشؤون السياسية يوسي يهوشاع الذي نقل تفاصيل الرسالة، فإن امتناع نصرالله عن دخول المعركة فوراً يعود لقرار إيراني بالإبقاء على “حزب الله” كقوة رد في حال حدوث هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت الصحيفة إن الجيش، في إطار عملياته الحربية في خان يونس واستيلائه على كثير من المواد والوثائق التي تركها مقاتلو “حماس” في الأماكن التي هربوا منها، أو حصوله عليها بعد مواجهات قتل خلالها عناصر الحركة، وضع يده على وثائق جديدة تؤكد فرضية زعيم “حماس”، وبموجبها لن يقف المحور الشيعي (إيران – حزب الله) جانباً، وقد كتب السنوار وثيقة لرجاله في الحركة قبل السابع من أكتوبر مفادها بأننا “تلقينا تعهداً بأن يشارك المحور في مشروع التحرير العظيم بسبب طبيعة العلاقة التي نعمل عليها”.
عملية “احتلال الجليل”
في وثائق أخرى حصل عليها الجيش ونقلتها الصحيفة جاء أن السنوار كرر التعهد الذي تلقاه من “حزب الله”، وبموجبه فإن العملية في الجنوب ستجرّ عملية موازية في الشمال تدرب عليها “حزب الله” تحت عنوان “احتلال الجليل”، وفق يهوشاع.
وترى الصحيفة أن “آيات الله في طهران وحسن نصرالله في بيروت خيبا أمل السنوار. صحيح أن حزب الله دفع بـ15 فوجاً، كتائب صغيرة من قوات الرضوان على طول الحدود، من رأس الناقورة في الغرب وحتى مزارع شبعا في الشرق، وكان في حال تأهب لاجتياح في مدى زمني فوري، لكنه أيضاً لم يعرف الموعد الدقيق لعملية حماس، وحتى بعدها لم يصدر الأمر بالسرعة التي أرادها السنوار”.
وفي تحليلها، ترى الصحيفة أن “الفجوة بين وعي السنوار في الوثيقة مقابل ما حصل في الواقع يثير السؤال، لماذا امتنع حزب الله عن عملية كانت ستثقل على إسرائيل التي تعرضت لضربة لم يفُق منها الجمهور بعد؟ لكن إلى جانب المفاجأة من اختيار حماس للموعد، فإن أحد الاحتمالات هو أن يكون الحزب أراد أن يفحص نجاح العملية، وإلى أن استوعب أبعادها كان الجيش الإسرائيلي قد انتظم في الشمال بشكل منع تنفيذاً فاعلاً في خطط احتلال بلدات في الجليل”.
وقال يهوشاع، “بعد أن ضاقت الحال على حزب الله، وبالتأكيد بعد تهديدات الرئيس الأميركي جو بايدن، فتح الحزب النار على استحكامات في مزارع شبعا ويكتفي حتى اليوم بمحاولة استنزاف الجيش الإسرائيلي. وبين هذا وذاك انتزع إنجازاً أيضاً هو إخلاء بلدات خط التماس وتحويل أكثر من 100 ألف إسرائيلي وإسرائيلية إلى لاجئين في البلاد”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي علق على وثيقة السنوار بالقول إن رغبة “حماس” الأساسية كانت الدخول فوراً، لكن إيران ألجمتها لأنها تعرف أن إسرائيل كانت سترد بقوة عظيمة، فالقدرات العالية والخطرة لـ”حزب الله” لم تبنَ في طهران بكلفة مليار دولار في السنة لتشكل قوة لـ”حماس”، بل لاستخدامها كرد حاد في حال حصول هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
يشار إلى أنه خلال الأيام الأخيرة شن الجيش الإسرائيلي هجمات قوية في النبطية وصيدا وكفركلا (جنوب) وغيرها. وفي المقابل أطلق “حزب الله” مسيّرتين من نوع حديث لم تتمكن منظومات الجيش الإسرائيلي من الكشف عنهما وسقطتا في مناطق سكنية، وقبل ذلك سقطت مسيّرة في طبريا من دون إمكان اعتراضها.
وكان وزير الأمن يوآف غالانت توجه إلى قاعدة لسلاح الجو في الشمال، واطلع منها على تقارير حول قدرات المنظومات الدفاعية التي يستخدمها الجيش مقابل المسيّرات التي يطلقها “حزب الله” على إسرائيل.
وبعد جولة له في المكان، قال أمام قوات قاعدة سلاح الجو إن إسرائيل ستواصل قصف لبنان وسوريا، فـ”في كل يوم ينتصر الجيش وينهزم حزب الله”، مضيفاً “نخوض حرباً في الجنوب لكن عيوننا محدقة خلفنا نحو الشمال، المعادلات التي اعتقد حزب الله بأنه أنشأها انهارت عندما قرر سلاح الجو والجيش الإسرائيلي الهجوم على دمشق وبيروت وصيدا والنبطية وكل مكان”.
بدائل في الحرب
من جهتها، حذرت وزارة الصحة الإسرائيلية من تقرير تلقته في شأن أخطار انقطاع الكهرباء عن الإسرائيليين في الشمال إذا اندلعت حرب مع “حزب الله”، وبحسب الوزارة فإن 60 في المئة من الإسرائيليين سيبقون من دون تيار.
وجاءت هذه المعطيات في اجتماع عقد بمشاركة رؤساء السلطات المحلية في الشمال لبحث سبل التعامل مع التصعيد المتواصل التي تشهده المنطقة.
وبحسب التوقعات فقد يستمر انقطاع الكهرباء لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، وتعد هيئة الطوارئ والوزارات المختلفة مجموعة من البدائل للتعامل مع هذا السيناريو، من بينها تحديد أولويات المرضى وملاجئ الإقامة والإخلاء والمعلومات التي ستساعد السكان.
وكشفت وزارة الصحة عن أنها تستعد للتعامل مع 35 ألفاً من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الخضوع لتنفس اصطناعي أو الاستعانة بأجهزة دعم تنفسي.
المصدر: اندبندنت عربية
من مسلمات العمل العسكري والأمني هو الحفاظ على الوثائق، فهل يعقل أن تترك المقاومة وثائق لتحصل عليها قوات الإحتلال الصهيوني وتنشرها؟ مضمونها قد يكون صحيح ، ولكن قادة المقاومة الوطنية الفلسطينية أكدوا أكثر من مرة بأن قرار طوفان الأقصى وترتيبه فلسطيني كاملاً وبالداخل حصراً ، وخذلان حلف المقاولة والمماتعة طبيعي ضمن تكوينهم وعقيدتهم .