أكّد نشطاء في منظمات سورية مواجهة عدة عراقيل أمام كسر الحصار عن النازحين في مخيم الركبان في جنوب شرقي سورية، والحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية، في ظل الاعتماد على المواد الغذائية المهربة من مناطق سيطرة النظام السوري، والعيش تحت رحمة المليشيات.
وأوضح النشطاء أنه رغم جهود المنظمة السورية للطوارئ، بعد إدخالها مؤخراً مواد غذائية إلى المخيم، لا تزال حاجة السكان إلى المساعدات ملحة وضرورية، حيث يعيش آلاف النازحين ظروفاً مأساوية قرب الحدود مع الأردن.
وفي السياق، قال حمود العبد الله، الإعلامي ضمن مخيم الركبان، لـ”العربي الجديد”: “يعاني المخيم حصاراً من قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، ومعلوم أن آخر قافلة مساعدات إنسانية دخلت إلى الركبان عام 2019″، وأضاف: “قدمت المنظمة السورية للطوارئ في وقت سابق حصصاً غذائية للعوائل النازحة، الحصة الواحدة تكفي العائلة لأسبوع فقط، وتم تقديمها مرتين خلال ثلاث أشهر”، وتابع: “يقدم الفرن المدعوم من قوات التحالف و”جيش سورية الحرة” الخبز للمخيم والمنطقة بأسعار رمزية حالياً، وجرى أيضاً دعم القطاع التعليمي من المنظمة السورية ومنظمة غلوبال جستس بكتب وتجهيز مدرسة جديدة”.
من جهته، تحدث أحمد كنداوي، منسق الشؤون الإنسانية في المنظمة السورية للطوارئ، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، عن وجود عراقيل أمام عملية دخول الأطباء إلى المخيم، رغم حاجة السكان إلى جميع أنواع المساعدات، حيث إنهم يعيشون محاصرين من مليشيات النظام وإيران وروسيا في الصحراء.
وأضاف: “يفتقر المخيم إلى جميع المقومات الصالحة للحياة، وإلى المواد الأساسية من ماء وغذاء ورعاية صحية وطبابة وتعليم ووقود للتدفئة”، وتابع: “تمكّنا من كسر الحصار في الصيف الماضي، وأدخلنا بعض المساعدات إلى قطاع التعليم مثل الألواح والكتب ودفع بعض الرواتب، وأدخلنا سللاً غذائية، ونعمل حالياً على إدخال أطباء إلى المخيم، حيث إنه لا يوجد أي طبيب من أي اختصاص”.
وبيّن كنداوي أنه “جرى تأجيل عملية إدخال أطباء عدة مرات لأسباب تقنية، والآن نسعى لإدخال 6 أطباء من اختصاصات متنوعة، إذ لا يمكن تصور أهمية الأطباء في المخيم والحاجة إلى دخولهم، ولا يوجد بديل أبداً، إما الموت البطيء وإما المخاطرة بالذهاب إلى مناطق النظام والهلاك في المعتقلات”، وتابع: “الآن هناك خطر بالمنع من دخول المساعدات والأطباء، نحن في حاجة ماسة إلى رفع الصوت من أجل الإبقاء على شريان الحياة لأهالي المخيم”.
في المقابل، أوضح النازح المقيم في مخيم الركبان، خالد الحمصي، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، أنّ المساعدات الإنسانية مهمة للغاية بالنسبة للنازحين، مبيناً أن دخول الأطباء إلى المخيم مهم لوجود عدد كبير من المرضى ممن يحتاجون إلى العلاج.
ويضم المخيم المنشأ ضمن منطقة الـ55 في ريف محافظة حمص الشرقي قرب قاعدة التنف نحو 1700 عائلة في الوقت الحالي، وبدأت قوات النظام السوري وروسيا تطبيق حصار مشدد على المخيم منذ عام 2019، الأمر الذي أجبر عدداً كبيراً من العوائل على مغادرته، وتراجع عدد السكان فيه من 60 ألف شخص إلى ما دون 12 ألفاً مؤخراً.
المصدر: العربي الجديد
متى كان نظام طاغية الشام يسهل وصول المواد الغذائية والمساعدات وكذلك الطبية للمناطق الواقعة خارج سيطرته، ومخيم الركبان خارج سيطرته تحتوي على أكثر من 1700 عائلة، الى متى سيستمر هذا الوضع ؟.