من المقاطعة إلى القطيعة

بسام شلبي

حسب مصادر متعددة لم يتسن لي التأكد من صحتها أن شركة ماكدونالد الأم اعترفت بشكل رسمي بهبوط مبيعاتها بشكل كبير في منطقة الشرق الاوسط والادنى مما تسبب بهبوط سهم تداولها بنسبة ٤ بالمائة وهذه خسارة كبيرة تقارب ١٥ مليار دولار.

وإذا صحت هذه الانباء فإن ذلك يعني ان سلاح المقاطعة قد فاق كل التوقعات وتجاوز كل الترهات والاتهامات التي كانت ترميه لتثني عزيمته من مثل السؤال: “هل مقاطعتك لوجبة ب خمس دولارات سوف تؤثر على هذا العملاق العابر للقارات؟!”

لكن الإجابة فيما يبدو هي عكس ما يتمناه المرجفون

وأن أكبر سد في العالم يمكن أن ينهار من ثقب صغير يخترقه..

ولكن ليكون سلاح المقاطعة فاعلا ومؤثرا اطرح بعض النقاط للمناقشة:

*كي يكون سلاح المقاطعة فعلا يجب التركيز على الاهداف المهمة وعدم التشتيت باستهداف قوائم كبيرة من الشركات و المنتجات تضيع الفعالية فلكل سلاح مدى و قدرة نارية محددة لا يجب تجاوزها كي لا نخرب السلاح دون تحقيق الأهداف.

*الاعلام و الاعلان مهم جدا في مثل هذه الحملات و لكن من الافضل ليكون فعلا ان يستند الى دراسات او احصاءات. وان يكون واقعيا قدر الامكان والابتعاد عن النبرات الخطابية المبالغ فيها والاجندات الايديولوجية..

* الاستخدام الفعال لوسائل التواصل الاجتماعي يتطلب المعرفة بوسائلها و امكانيتها. ولا يمكن تجاوز استمالة او اقناع مؤثريها البارزين حتى لو كانوا على خلاف في مسائل اخرى خارج هذا السياق.

*النقطة الاهم في سلاح المقاطعة هي الاستدامة لأنه لا يحدث تأثير دون مدى زمني طويل يحتاج لأشهر إن لم نقل لسنوات بالأخص اذا كان مستهدفا لشركات او كيانات عملاقة تستطيع التحمل لمدى طويل.

* النقطة الاخيرة والاهم في رأيي هو البعد الثقافي الحامل لهذا السلاح.. فالقناعة بأن مثل هذه الشركات مثل ماكدونالد وستاربوكس وكنتاكي… ليست مشاريع تجارية فقط بل هي أدوات فرض الهيمنة للثقافة الغربية عموما والامريكية خصوصا على العالم.. كداعم للهيمنة الاقتصادية والسياسية التي تتحكم بمصائرنا ورسم مستقبلنا وفقا لمخططاتهم ومصالحهم.. هي من تعطي المقاطعة اساسها الراسخ وجذورها العميقة كي لا تكون مجرد موجة وتمر.. بل لتكون بناء حصينا يتراكم ويتصاعد ليتحول من المقاطعة إلى القطيعة النهائية مع المشروع الامريكي الذي هيمن على العالم قرابة القرن.. الذي هو أسوأ قرن بالنسبة لأمتنا وشعوبها ودولها.. قرن من الذل آن له أن ينتهي.

المصدر: صفحة بسام شلبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ان سلاح المقاطعة قد فاق كل التوقعات وتجاوز كل الترهات والاتهامات التي كانت ترميه لتثني عزيمته لأن أكبر سد في العالم يمكن أن ينهار من ثقب صغير يخترقه، والسؤال: “هل مقاطعتك لوجبة ب خمس دولارات سوف تؤثر على هذا العملاق العابر للقارات؟! أدى مقاطعة ماكدونالد أدى لخسارتها 15 مليار دولار .

زر الذهاب إلى الأعلى