قطعت إيران شوطاً إضافياً في طريق سيطرتها الكاملة على مدينة البوكمال بريف دير الزور، على الرغم من تواصل الغارات الاسرائيلية التي تستهدف مواقع القوات التابعة لها في المدينة الحدودية مع العراق، والتي كان آخرها السبت.
جاء ذلك بعد ساعات من الكشف عن زيارة قام بها قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآاني إلى المدينة قبل أيام، حيث كشفت مصادر محلية عن طرد القوات الايرانية مجموعات من جيش النظام والميليشيا الرديفة لها من البوكمال، وافتتاح مركز تطوع جديد تابع لإيران فيها.
وذكر موقع “دير الزور 24” أن الحرس الثوري أجبر “الفرقة 11” في قوات النظام على إزالة حواجزها من مدخل البوكمال، السبت، كما منع ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني المدعومة من روسيا من إقامة مقرات وحواجز لها في المدينة أيضاً.
وفي السياق قال موقع “فرات بوست” المحلي السوري إن “إيران افتتحت مركز تجنيد جديد لها في البوكمال، مخصص للمنتسبين الجدد إلى الفصائل المدعومة من قبلها في المنطقة، وهم من السكان المحليين الذين أتيحت لهم العودة إلى منازلهم”.
وتتسابق كل من روسيا وإيران على استقطاب الشبان من سكان المنطقة للتطوع في صفوف الميليشيات التابعة لكل منهما، في إطار الصراع المتنامي على النفوذ بين حليفي النظام، حيث يتيح الانتساب إلى هذه الميليشيات لابناء المنطقة تجنب الالتحاق بالخدمة الإلزامية في جيش النظام والتوجه للقتال ضد فصائل المعارضة خارج المنطقة، التي تعتبر ساحة نفوذ إيراني تحاول روسيا ايجاد موطئ قدم لها فيها.
وليل السبت/الأحد أيضاً تجددت الغارات الجوية على مواقع قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في البوكمال، ما أدى الى سقوط ضحايا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “6 عناصر قتلوا في هذه الغارات التي استهدفت محطة رادار في قرية العباس بريف المدينة، بينهم 4 من الجنسية السورية”.
وتجددت فجر الأحد، الغارات التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها إسرائيلية، واستهدفت مواقع للإيرانيين في بادية السيال بريف مدينة البوكمال شرقي دير الزور، الأمر الذي أدى الى مقتل 9 عناصر على الأقل بينهم من جنسيات غير سورية.
بينما نقل موقع صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلي عن مصادر مطلعة أن “غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في البوكمال السورية مساء السبت، بعد ساعات فقط من وصول قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، إلى الموقع”.
وتأتي هذه الغارات بعد أيام من مقتل عناصر تابعة لجيش النظام بغارات استهدفت جنوب سوريا وشرقها الثلاثاء، وهو القصف الذي يعتقد أنه تزامن مع زيارة اسماعيل قآاني التي تم الكشف عنها يوم السبت.
وشملت غارات الثلاثاء أربعة مواقع في مناطق متفرقة من سوريا، ثلاثة منها تابعة للقوات الإيرانية، وواحد لجيش النظام. وكشفت مصادر في المعارضة ل”المدن”، أن تلك الغارات التي يعتقد أيضاً أنها اسرائيلية، ركزت على استهداف قواعد ومستودعات صواريخ إيرانية الصنع.
فإلى جانب محطة الرادار التي تم نصبها حديثاً من قبل جيش النظام قرب بلدة صلخد بريف السويداء جنوب سوريا، استهدفت الغارات مراكز صواريخ إيرانية من طراز “فجر-3″ و”فجر 45 ” كانت مخزنة في معمل البصل قرب مدينة السلمية بريف حماة الشرقي.
صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية قالت إن إسرائيل تقف وراء الهجمات التي استهدفت مواقع في سوريا، الأسبوع الماضي، لتوجه رسالتين إلى النظام السوري وإيران.
وقالت الصحيفة إن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت أربعة مواقع، تحمل رسالة إلى النظام السوري، مفادها “طالما أنك تحمي الإيرانيين، فستستمر في دفع ثمن باهظ، على الرغم من أن إسرائيل ليس لديها مصلحة في مواجهة مباشرة النظام السوري في الوقت الراهن”.
وأضافت أن الرسالة التي حملتها الضربات لإيران، لتأكيد أن إسرائيل “لن تسمح لإيران بالتحصن في سوريا، وسترغمه على الدفع بالمال والدم، وستعطل مشروع الصواريخ الإيرانية قدر الإمكان”.
المصدر: المدن