باختصار.. سورية الآن في حقبة الحكم الإيراني، فبشار سقط عملياً حين خرجت أول مظاهرة في سوريا وبدا جلياً للخارج بشكل خاص أن هكذا تركيبة لم تعد تصلح لحكم البلاد، والناس لن تقبل به بعد الآن، والقوى الكبرى وخاصة الغرب يدرك بما يملكه من أجهزة استخبارات أن خروج مظاهرات في دولة ديكتاتورية، يختلف عن تلك التي تحدث في دوله، فهي خروج للموت.
قبل أن تدخل إيران إلى سوريا أدرك بشار أن الغرب مقتنع أنه لم يعد مقبولا في الحكم، وخشية أن يبحثوا عن شخصية عسكرية أخرى، قام بشار في العام 2012 بتفجير خلية الأزمة وقتل وزير الدفاع ونائبه آصف شوكت وضباط كبار آخرين.
وقد يكون تفجير خلية الأزمة بمشاركة إيرانية خاصة أن حزب الله دفع بميليشياته إلى سوريا لحماية بشار الأسد، إذ أشارت بعض التقارير إلى أنه كان في حالة شبه انهيار، وأن قاسم سليماني أقنعه بعدم تقديم استقالته.
الغرب يريد زعيما ليس في سوريا فقط بل في جميع دول العالم الثالث، يستطيع ضبط المجتمع والإمساك به، بغض النظر عن الوسيلة، ويحقق بنفس الوقت مصالحه، وينفذ ما يطلب منه حتى لو بقي يشتم الغرب ليل نهار..
حالة هكذا زعيم باتت غير موجودة في سوريا بنظر الغرب بعد خروج المظاهرات، ولا توجد شخصية بإمكانها أن تكون بديلا جامعا، وإيران بالتفاهم مع روسيا عرضت أن تكون هذا البديل، وهذا يفسر لماذا غض الغرب النظر عن دخول الروس والإيرانيين وميليشياتهم إلى سوريا خلال السنوات الماضية.
الروس دخلوا مقابل إقامة قواعد عسكرية لهم، وإيران حلت مكان النظام برضى القوى الكبرى، وهي الآن تقول لبشار: لا تصدق ما نقوله في الإعلام عنك ولا تصدق نفسك أنك رئيس.
بشار بات زعيماً محلياً في المناطق التي تتبع له، ذو صلاحيات تنفيذية فقط وبمثابة رئيس بلدية يتبع إيران ومهامه محصورة فقط بقضايا إدارية دون أن يتدخل بسياسة البلاد الخارجية، وإيران باتت الحاكم الفعلي للبلاد وموجودة بمفاصل النظام واستخباراته وهياكله، ويترسخ احتلالها أكثر في هذه الفترة ” الحرب على غزة” إذ برزت فيها كقوة إقليمية لها أذرع وبإمكانها تلبية مصالح القوى الكبرى..
المصدر: صفحة فؤاد عزام
هل بات بشار زعيماً محلياً بمناطق نفوذه ذو صلاحيات تنفيذية فقط وبمثابة رئيس بلدية يتبع إيران ومهامه محصورة فقط بقضايا إدارية ؟ لأنه سقط كرئيس من أول مظاهرة بآذار 2011، وجلب المحتلين الروسي والايراني لحمايته من شعبه وقدم لهم الوطن و ثروات مقابل ذلك .