كان العامل الإسرائيلي والمصالح الغربية بعيدة المدى (تدمير سوريا واعادتها للخلف مئة سنة وخلق أرضية حقيقية للصراعات الطائفية والعرقية والمجتمعية…..وذلك لتأخير سوريا عن الإقلاع الديمقراطي الذي سيجعلها تستخدم امكانياتها وتقدمها وبناء مستقبلها القائم على قاعدة الحرية والعدالة وتحركها لاستعادة حقوقها في الجولان والتعامل الندي مع العالم على قاعدة مصلحة الشعب السوري ….) لذلك تركت سوريا لوحشية النظام لكي يدمرها ويقتل شعبها من خلال نصيحه قاتلة بالعنف المجرب و بوتيرة مدروسة سيتم القضاء على الثورة , ويغطي هذا بأن ما يحدث إرهاب وتدخل خارجي وضرب محور المقاومة…. وأن يغطى هذا خارجيا بموقف روسي يمنع قرار من مجلس الأمن .
وتم التعامل الغربي مع الوضع السوري لفظيا واعلاميا دون أي فاعلية على الأرض لمصلحة الثورة السورية باستثناء الضخ الإعلامي لاستمرار حراك الثورة بأن لاتنتهي ولا تنتصر
أخذ النظام بالنصيحة ومارس العنف المتدرج والمدروس وأعاد بذلك الشعب السوري الى حقيقة القمع والظلم الواقع عليه فجعل الشعب كل الشعب شريكا بشكل متدرج في ثورة الكرامة والحرية والعدالة بشكل سلمي اولا ثم مسلحا , وكان كل ايغال في العنف من النظام يقابله جذرية أكثر في التحرك لاسقاطه من الشعب .
لم يكن هناك وهم عند أي طرف أن النظام سينتصر على الشعب السوري حتى روسيا التي لعبت سياسيا في الحالة السورية بمنطق المكسب المباشر من خلال استدراج الدولار السوري ثمن سلاح وعتاد ومواقف سياسية وعلى المدى البعيد ستلعب على أنها رقم لا يمكن إلغاؤه في المعادلة الدولية.
مايحكم الموقف الغربي والأمريكي خصوصا هو عدم حرصه على النظام السوري طالما أنه عاجز عن حماية نفسه فالغرب لا يأبه بالساقطين وأنه لا يقبل بوجود حالة فوضى وخروج عن السيطرة بجوار (إسرائيل) وضد مصالح أمريكا والغرب عموما وقد يكون صومال جديد في سوريا . هنا وعند هذا المنعطف حيث يضيّق الشعب السوري بثورته الخناق على النظام تقوم محاولة لاهثة لإلقاء طوق النجاة له من روسيا على أن تكون جزءا من سوريا المستقبل .
النظام والغرب لعب على وتر الطائفية والجماعات الارهابية المسلحة كما يدعون هم و روسيا لأجل إطالة أمد الصراع لتدمير سوريا ولمصلحة (إسرائيل) كما ذكرنا .
المهم الان بالنسبة للثورة السورية وضوح الرؤية وتحديد المسار وأن لا ننحرف لأي صراع جانبي إن الطائفية من صناعة النظام ونحن كل الشعب السوري ضحيته ونعرف أن المستبد لا يعرف إلا ذاته ومصالحه ولو ضحى بالشعب كله وحتى بالطائفة التي يدعي أنه يحميها ,
هو يحتمي بها ومن بعض المنتفعين فهو يضحي بدمهم و أولادهم , بأمانهم , بمستقبل السلم الأهلي .
نعلم ان النظام وعبر عشرات السنين استثمر ضمن الجيش والأمن ومفاصل الدولة بخط نازل من رأس هرم الدولة إلى العائلة والعصبة والطائفة العلوية و الانتهازيين لتكتمل صورة الاستبداد التي تنفع المستبد وحده وتضر ما عداه ليس من مصلحة الطائفة العلوية زج ابنائها في جيش يحمي المستبد كجيش المماليك . وليس من مصلحة الطائفة أن تستفيد قلّة ويرزح الشعب كله ومعه أغلب الطائفة في الفقر والفساد…..
المستبد وعندما تنفض من حوله كل ضحايا ادعائه وانه يحميهم سينهار كبيت من ملح امام ماء الحرية المطلوبة .
لاخوف على الشعب من التفتت فقد خرج من اجل الحرية ولا تارات طائفية لديه همه اسقاط الاستبداد والانصراف لإعادة البناء وصناعة المستقبل في ديمقراطية حقيقية.
وأخيرا إن كل ما يحصل من روسيا وبسكوت غربي محاولة إطالة عمر نظام ميت.
وقد علمتنا هذه الثورة أنه ليس لنا إلا نحن , وهم حريصون على استمرار هدر الدم للشعب السوري والدمار لسوريا وإدخالها في دوامة حرب أهلية لن تحصل ان شاء الله . يخافون من الكيماوي ان يصيبهم ولا مانع ان يفنى الشعب السوري بغير ذلك.
لقد استوعبنا الدرس.
٢٨ . ١٢ . ٢٠١٢م