عرضت المملكة العربية السعودية على إيران تعزيز التعاون معها والاستثمار في اقتصادها المنهك بالعقوبات إن منعت الأخيرة حلفاءها الإقليميين من تحويل الحرب بين إسرائيل و”حماس” إلى صراع أوسع، وفقاً لوكالة “بلومبرغ”.
وأفاد مسؤولون عرب وغربيون مطلعون بأن الاقتراح قُدّم مباشرة ومن خلال وسائل متعددة منذ هجوم “حماس” على إسرائيل الشهر الماضي والحرب التي تلت ذلك في غزة، مشيرين إلى أن إمكانية وجود تعاون أعمق ظهرت في اللقاء بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال قمة في الرياض هذا الشهر لمناقشة الحرب. وكان رئيسي من بين القادة الأوائل الذين تحدث معهم بن سلمان بعد هجوم “حماس”.
وإلى جانب التواصل التصالحي، تتبع المملكة العربية السعودية مساراً آخر. وقالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، إن واشنطن تعمل مع السعودية وحلفائها العرب الآخرين لمنع طهران من استخدام الصراع كسلاح لتعزيز دور “محور المقاومة”، الذي يضم جماعات مسلحة بدءاً من لبنان والأراضي الفلسطينية وصولاً إلى العراق وسوريا واليمن.
ولم يتمكن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية والمتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن من الرد على الفور على طلب للتعليق.
وفي حين لم يتضح مدى جدية طهران في التعامل مع مبادرات الرياض، فقد تم حتى اليوم تجنب نشوب حرب إقليمية. ولا يزال السعوديون وحلفاؤهم العرب يخشون احتمال حدوث مثل هذه النتيجة إن مضت إسرائيل في حملتها العسكرية للقضاء على “حماس”، التي تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئنافها بعد انتهاء الهدنة التي أدت إلى إطلاق سراح رهائن.
وأدى هجوم “حماس” إلى مقتل 1200 إسرائيلي. في المقابل، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية والهجوم البري على غزة إلى مقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في المنطقة التي تديرها “حماس”. وتسبب الصراع الحالي في ما تقول الأمم المتحدة إنها “كارثة إنسانية”.
“محور المقاومة”
ويقدم النهج المزدوج الذي تتبعه المملكة العربية السعودية لمحة نادرة عن استراتيجيتها حيال إيران بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية في آذار (مارس) عقب انقطاع استمر سبع سنوات. وتتنافس الدولتان منذ فترة طويلة على قيادة الشرق الأوسط.
دفع شبح الصراع الإقليمي الرياض إلى بذل قصارى جهدها لتكون إيران راعياً مشاركاً للبيان الصادر في ختام القمة الإسلامية العربية. وندد المشاركون بإسرائيل بشدة، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما وضعوا خطوات لحل طويل الأمد.
وينصب تركيز ولي العهد على وقف التصعيد مع إيران، وفقاً لمصدر من الجانب السعودي لديه معرفة مباشرة بالاتصالات الرفيعة المستوى. وقال المصدر إن بن سلمان ومساعديه عبروا في اجتماعاتهم مع المسؤولين الإيرانيين عن مخاوف السعودية بشأن دعم إيران للجماعات المسلحة في العالم العربي بينما تحدثوا عن فوائد التعاون.
“التطور” السعودي
قالت إلهام فخرو من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة “إكستر”: “بدلاً من اتباع نهج عسكري، أصبحت الاستراتيجية السعودية اليوم تعتمد على الدبلوماسية”.
لكن المملكة تسعى أيضاً إلى تحقيق أهداف أخرى مثل المساعدة في إنشاء دولة للفلسطينيين إلى جانب إسرائيل، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإقامة علاقة دفاعية أوثق مع الولايات المتحدة. أما إيران، فتدعو إلى القضاء على إسرائيل وإنهاء الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، كما أنها تعارض حل الدولتين والتطبيع.
ونشأ الانفراج في آذار في المقام الأول عن رغبة ولي العهد في تقليل التهديدات التي تهدد خطة التحول الاقتصادي المحلي التي تقدر بتريليونات الدولارات، المعروفة باسم “رؤية 2030”. وتستثمر المملكة مليارات الدولارات في الخارج كجزء من هذه الحملة.
“أداة أيديولوجية”
وقال ريناد منصور من “مركز تشاتام هاوس للأبحاث”، إن ما يعقّد مهمة المملكة العربية السعودية هو حقيقة أن القضية الفلسطينية أصبحت “أداة أيديولوجية” أكثر أهمية لإيران وحلفائها، على خلفية إخفاقاتهم الاقتصادية وتصاعد الغضب الشعبي.
ومنذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، اعترضت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية معظمها. واحتجزت الجماعة سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل وتعهدت بمواصلة مثل هذه الهجمات حتى تنتهي الحرب في غزة.
وأوضح منصور إن حلفاء إيران عليهم شن هجمات على إسرائيل لإظهار التضامن مع “حماس”، لكنهم ربما لن يصلوا إلى حد تجاوز الخط الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، مضيفاً أن إيران مترددة في المخاطرة بتوريط “حزب الله” أو إثارة رد فعل عسكري أميركي شديد.
وتدعم الولايات المتحدة بالكامل مساعي السعودية لإعادة إطلاق مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تهدف إلى إنشاء دولة للفلسطينيين إلى جانب الدولة اليهودية.
المصدر: النهار العربي
هل السعودية تستطيع أن تحقق هذا العرض الذي ذُكِرّ ؟ وما هي مصلحة المملكة بهذا العرض ؟ قراءة غير موفقة لمتابعات حرب غزة ، ومحاولة لتبييض صفحة نظام ملالي طهران زعيم حلف المقاولة والمماتعة على حساب المملكة العربية السعودية ، ملالي طهران خذلت شعبنا في فلسطين/غزة وتركت المقاومة الفلسطينية بمواجهة الكيان الصhيوني وداعميه الغرب بقيادة أمريكا لوحدها إلا من أعمال عسكرية بدون جدوى وخطة مقاومة .