بسرعة فائقة أمسكت جهاز التحكم بالتلفاز وأغلقته بلا تردد ..!! رغم أن أحبائي الصغار مجتمعين حوله وحواسهم مشدودة على الشاشة يتابعون باهتمام وترقب كل كلمة ، لكن كان لابد أن أغلق التلفاز فبرنامج الحوار الذي شدهم و يتابعونه باهتمام مليء بالسب والقذف ، وينتهي دائما بالصراخ واللكمات بين المتحورين .
كل إنسان من موقعه يرتقي بلغته الحوارية لتحقيق غايته فالأم والأب مع أبنائهم ، والمعلم والمعلمة مع طلابهم ، والموظف مع مراجعيه ،والبائع و العامل مع زبائنه ، أما ما يعرض على الشاشات فهو خليط غير متجانس من السخف والبذاءة والانحطاط ، والهدف هو الربح المادي وعمل” فرقعة إعلامية “و “الغاية تبرر الوسيلة”.
“المضحك المبكي ” بالأمر أن أغلب وسائل الإعلام والإعلاميين أنفسهم قد وقعوا عشرات المرات على “مواثيق وعهود” ل”حرية الكلمة “و”احترام العمل الإعلامي ” و دعم “الرأي والرأي الآخر”، لكن ما أن يجدوا فرصة مناسبة حتى يتحولوا إلى “وحوش مفترسة” أمام شاشات التلفاز ، ونجد منهم تصرفات مخجلة .
مذيع يريد أن يحرج ممثلة مشهورة بالفضائح التي تفعلها كل يوم فيسألها عن سر “مؤخرتها”..!! ومذيعة أخرى للأسف أعرفها حق المعرفة وبيني وبينها “خبز وملح” ، أجدها تسأل نائب برلماني عن زوجته “الثانية ” التي تزوجها بالسر دون علم زوجته “الأولى “، وكأن كشف هذا السر “الخطير” سوف يحل مشاكل الأمة “العربية والإسلامية” ..!!
الحل بالنسبة لي هو “اللجوء للقضاء” ، لأنه بكل بساطة “من أمن العقاب أساء الادب ” ، وهؤلاء تجاوزوا كل الخطوط الحمراء ويجب ردعهم ، لأن بقاءهم على الشاشات سوف يجعل أسلوبهم الحواري الضحل ينتشر بين صفوف شرائح المجتمع وهذا ما لا أريده ولا أتمناه .
للأسف أصبح ما يعرض على بعض شاشات التلفزيون خليط غير متجانس من السخف والبذاءة والانحطاط ، بهدف الربح المادي وعمل” فرقعة إعلامية “ضمن “الغاية تبرر الوسيلة”، بالرغم بأن أغلبهم وقعوا على “مواثيق وعهود” لـ ”حرية الكلمة “و ”احترام العمل الإعلامي ” و دعم “الرأي والرأي الآخر” ولكن “من أمن العقاب أساء الادب ” لذلك لابد من منعهم ولو بالقضاء .