تعزيزات أميركية وإيرانية في سورية

محمد أمين

عزز التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قواته في أقصى الشرق السوري، بالتزامن مع تعزيز مماثل من جانب الإيرانيين، ولكن في أقصى الجنوب السوري، وذلك في سياق التناكف العسكري بين الطرفين المرتبط بالحرب على قطاع غزة.

وبحسب شبكات إخبارية محلية، دفع التحالف الدولي، أمس الخميس، بتعزيزات عسكرية إلى قاعدة حقل العمر في ريف دير الزور الشرقي في شرق سورية بُعيد وصولها من شمال العراق، مشيرة إلى أن رتل تعزيزات عسكرياً وصل إلى قاعدة التحالف الدولي في الحقل، آتياً من الحسكة، أقصى الشمال الشرقي في سورية، ورافقته مجموعة مدرعات على الأرض وطيران مروحي.

انفجارات في قاعدة بمنطقة رميلان

وسُمع مساء الأربعاء دوي انفجارات في محيط قاعدة خراب الجير في منطقة رميلان بريف الحسكة الشرقي يرجح أنها ناجمة عن استهداف للقاعدة بالصواريخ من جهة مجهولة على الحدود السورية العراقية. وتبعد القاعدة حوالي 13 كيلومتراً عن معبر اليعربية على الحدود السورية العراقية، وتقع في مطار أبو حجر الذي كان يستخدم سابقاً للأعمال الزراعية قبيل تمركز قوات التحالف فيه وبات يسمى “قاعدة خراب الجير” نسبة لقرية خراب الجير القريبة منها. وتقع هذه القاعدة على بُعد أمتار من طريق رميلان ـ اليعربية، وقرابة 4 كيلومترات من الطريق الدولي “ام 4” الذي يخترق سورية من أقصاها الغربي إلى أقصاها الشمالي الشرقي.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة مسيّرة مجهولة هاجمت القاعدة، وردت القاعدة بإطلاق مجموعة من الصواريخ. وكانت محطة “إن بي سي نيوز” قد نقلت عن القيادة المركزية الأميركية أن 25 عسكرياً أميركياً أصيبوا في سلسلة من الهجمات استخدمت فيها طائرات من دون طيار على القواعد الأميركية في العراق وسورية بين 17 و24 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

وكانت قواعد أميركية عدة في سورية قد تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية لسلسلة هجمات بطائرات مسيّرة يُعتقد أن مليشيات تابعة للجانب الإيراني تقف وراءها. ولم يلجأ التحالف الدولي إلى التصعيد ضد هذه المليشيات، خصوصاً أن الهجمات لم تؤد إلى مقتل عسكريين. ومن الواضح أن الجانب الأميركي لا يدفع باتجاه توسيع دائرة المواجهة في الشرق الأوسط مع الإيرانيين أو مع وكلائهم في سورية والعراق.

وينحصر الوجود العسكري الأميركي في سورية في القسم الشرقي من منطقة شرقي نهر الفرات حول حقول النفط والغاز أو بالقرب منها في ريفي دير الزور والحسكة، إضافة إلى قاعدة التنف في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني والتي تعرضت هي الأخرى لأكثر من هجوم بطيران مسيّر منذ بدء العدوان على غزة.

حراك للمليشيات الإيرانية جنوبي سورية

وفي موازاة ما يجري في شرقي سورية، يشهد جنوب البلاد حراكاً عسكرياً من جانب المليشيات الإيرانية التي كما يبدو تعزز حضورها العسكري في محافظتي درعا والقنيطرة، غير بعيد عن الحدود السورية مع الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل. وفي هذا الصدد، أفاد “تجمع أحرار حوران” المختص بنقل أخبار الجنوب السوري، الأربعاء، بأن مليشيات تابعة لإيران و”حزب الله” اللبناني اتخذت من تل الجابية العسكري، غربي مدينة نوى، مقراً لتجمع عسكري كبير لها.

وبحسب التجمع، تضم التعزيزات التي توجد داخل مقر تل الجابية العسكري التابع لقوات النظام، صواريخ يتم إطلاقها من سيارات دفع رباعي، وطائرات مسيّرة انتحارية وطائرات مسيّرة قتالية، وصواريخ من نوعية متطورة. وذكر التجمع أنه توجد في التل المذكور طائرات استطلاع يتم إطلاقها بشكل يومي بغرض استطلاع المناطق الحدودية مع الجولان.

ويبعد تل الجابية نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع الجولان، ويتبع للواء 61 في قوات النظام السوري وتحيط به عدة ثكنات عسكرية وعدة كتائب. كما أكد التجمع وصول تعزيزات لمليشيات إيرانية إلى تل الجموع المقابل لتل الجابية في ريف بلدة نوى الغربي، ويعد من المواقع العسكرية ذات الأهمية الكبيرة، كونه يطل على الحدود الإسرائيلية السورية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف، الثلاثاء الماضي، اللواء 12 التابع لقوات النظام بالقرب من بلدة ازرع بريف درعا، رداً على قصف من داخل الأراضي السورية بصواريخ كاتيوشا يُعتقد ان المليشيات الإيرانية أطلقتها. وبحسب مصادر محلية، تجري عمليات إطلاق الصواريخ من قبل المليشيات من مناطق زراعية، مشيرة إلى أن أغلبها يسقط داخل الأراضي السورية أو في مناطق مفتوحة في الجولان السوري المحتل.

ويعتقد اللواء المنشق عن قوات النظام محمد الحاج علي، في حديث مع “العربي الجديد”، أن إيران “ليست جادة في دخول الحرب ضد إسرائيل انطلاقاً من جنوب سورية”، مضيفاً: “تكتفي بمشاغلة إسرائيل من خلال أذرعها على الأرض السورية لا أكثر”.

من جهته، بيّن المحلل العسكري في مركز “جسور” للدراسات رشيد حوراني، في حديث مع “العربي الجديد”، أنه “في جنوب سورية هناك مجموعة من التلال التي تتميز بمواقعها الاستراتيجية التي تتيح للمتحكم بها نصب عربات ومحطات الرصد والتنصت”، وتابع أنه “بعد اتفاقات التسوية التي جرت بين فصائل المعارضة السورية والنظام في منتصف عام 2018، أدركت إيران أهمية هذه التلال وعملت على استثمارها لصالح مليشياتها”، وأشار إلى أن “هناك بنية عسكرية تحتية في هذه التلال، إذ تنتشر فيها وحدات تابعة لقوات النظام”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. التحالف الدولي بقيادة أمريكا يحشد قواته ويعززها باقصى الشرق وكذلك أذرع ملالي طهران ، هل هي تحضيرات لمواجهة ؟ أم رسائل تحذيرية أمريكية لهذه الأذرع بعدم التمدد ؟ لقد أصبحت الجغرافية السورية ساحة للصراعات وتبادل الرسائل بين قوى الاحتلال الخمسة .

زر الذهاب إلى الأعلى