مشروع رؤية سياسية للثورة السورية12

أحمد العربي

 مقترح: برنامج سياسي للثورة السورية

اولا ً. الثورة السورية ثورة ضد الاستبداد. وإسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية .في سوريا..

ثانيا ً. اسقاط النظام يعني بالضبط. إسقاط بنية السلطة كاملة. وخاصة الأمن والجيش  والتعامل معهما وفق مبدأ المحاسبة القانونية . و معالجة وضع من لم يتورط بالدم السوري . بدمجه في بنية الجيش الوطني الجديد أو غير ذلك . وتعالج مشاكلهم كحقوق بطرق قانونية . و كذلك معالجة تبعات تغول السلطة على الدولة والشعب السوري اقتصاديا. واسترداد الحقوق كاملة وعبر القانون..

ثالثا ً. الثورة السورية في هذه المرحلة. تعتمد على توحيد الجهود السياسية والعسكرية. ولكل أبناء الشعب السوري لإسقاط النظام وافساح المجال للشعب حتى يحدد بطريقة ديمقراطية معالم دولته المستقبلية..

رابعا ً. التعامل مع تعدد المجموعات المسلحة الثائرة على قاعدة التوحيد كفاعلية وخطط ومهام. ان لم نتمكن من التوحيد كبنية جيش واحد بقيادة واحدة. وان يكون التزامهم مطلقا باجندة الثورة السورية (اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية) وان يتم وضع ميثاق شرف بينهم يحيّد بموجبه المدنيين. وأن لا يوجه السلاح الا على النظام. وان تحل المشاكل البينية بالتفاهم ووفق مصلحة الثورة. وان من يتجاوز التوافقات يُضبط من المجموع ولو بالقوة. وان الحد الادنى الذي لا يمكن تجاوزه مع الكل هو: اسقاط النظام ومحاسبته وترك مستقبل سوريا للشعب السوري هو الذي يقرره..

رابعا ً. الاتفاق على اننا في مرحلة تحرر وطني من الاستبداد. وان ذلك يعني ان نتعامل مع السياسيين والثوار على الأرض. باحترام المرجعيات العقائدية والفكرية لكل الأطراف. من موقع الاحترام والتساوي بالمواطنة. ويتم مناقشتها بما تطرحه كرؤى  وبرامج سياسية وتطرح بطريقة ديمقراطية. وتحتكم للديمقراطية في مسار الثورة والدولة السورية القادمة…

خامسا ً. للثورة حق استعمال كل الوسائل السياسية والعسكرية المؤدية لإسقاط النظام. وخاصة بعد أن أوغل النظام في القتل والتدمير وتشريد الشعب. وان مسار الحل السلمي (ان حصل) جنيف وغيره. محكوم بنفس القاعدة:  اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية. وان العمل العسكري كان اضطرارا لمواجهة عنف النظام ووحشيته..

سادسا ً. العمل على خلق الاتفاق الاستراتيجي والتكتيكي لمسار الثورة السورية سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي والعسكري والمدني بكل مجالاته… كل ذلك دون إقصاء او تهميش لأي طرف ومن خلال الاستفادة من كل الامكانيات…

سابعا ً. حل مشكلة تعدد الولاءات (السياسيين والعسكر) الحاصل من خلال تعدد مصادر التمويل. وتعدد اجندات المانحين. او من خلال انتمائهم لمجموعات خاصة عسكرية او سياسية واعتبار مرجعية ذلك كله لاجندة الثورة وهدفها المرحلي المركزي بإسقاط النظام ومحاسبته والاستراتيجي ببناء الدولة الديمقراطية في سوريا. وأن نعمل على توحيد الدعم وتوزيعه بشكل عادل ووفق مصلحة الثورة. وان لم نحقق وحدة الدعم يجب أن نحقق وحدة التوزيع وعدله..

ثامنا ً. اللقاء مع كل فعاليات الثورة في الائتلاف وخارجه وفي الأركان وخارجه ومع المجموعات المسلحة على الأرض. والتصرف وفق قاعدة بتوحدنا نصرنا وان العكس ايضا صحيح…

تاسعا ً. التوافق على ان كل قضايا الدولة السورية القادمة قابلة للنقاش شعبيا ديمقراطيا. وأن الضابط الوحيد هو وحدة الأرض والشعب السوري والخيار الديمقراطي لسوريا المستقبل.. وتأجيل كل القضايا الخلافية للدولة القادمة وخيارات الناس. ومنها موضوع الأكراد وحقوقهم في الدولة ووحدتها الوطنية كذلك الجيش والأمن والمرأة ..الخ.. وكل ما يهم الوطن كفرد أو مكونات ضمن البنية الوطنية السورية..

عاشرا ً. التعامل مع كل الاطراف الدولية والاقليمية (الداعمة للثورة). وفق هذه الرؤية الاستراتيجية.
(مصلحة الشعب و مرجعيته الديمقراطية ووحدة الدولة السورية ). وأن لا ترتهن سلفا لأي موقف يلزم به الشعب السوري، والشعب السوري وحده المخول عبر مؤسساته الديمقراطية المنتخبة البت بقضاياهم  جميعها…

احدى عشر . الاتفاق على مرجعية القانون الدولي. ومواثيق حقوق الإنسان. والتعامل وفق الطرق السلمية مع جميع الأطراف في البنية الوطنية السورية كذلك بحل المشاكل معها وبينها  والتعامل على أرضية الندية مع كل الأطراف دوليا وإقليميا. ووفق مصلحة الدولة السورية العليا…

اثنى عشر . الإقرار بالحق الوطني في الجولان المحتل والمثبت بالقرارات الدولية وان هذا الحق لا يسقط بالتقادم ولا يوجد أي طرف له حق التصرف بها… ومن حيث المبدأ نفضل الحل السلمي لاسترجاع أرضنا. وغير ذلك يقرره الشعب السوري في دولته الديمقراطية القادمة ووفق الطرق الديمقراطية أيضا…

ثالث عشر . عدم تمرير أي محاولة لإنتاج النظام الاستبدادي بوجوه جديدة فسوريا بثورتها خرجت وبشكل مطلق من الاستبداد. ولن يرتهن الشعب ابدا مجددا لعصبة او فئه أو أقلية أو مصالح خارجية أو تبعية ما ولأي طرف مهما كان…

أربعة عشر . عدم القبول بالمطلق بأي حل لمشكلة الاستبداد في سوريا. من خلال منطق محاصصات اثنية او دينية او طائفية. وان هذه ليست ديمقراطية بل استبداد المحاصصة الذي نعرف نتائجه الكارثية فيما حصل في لبنان عبر عقود سابقة منذ استقلاله عن الفرنسيين، وما يحصل في العراق الان : من خلال تثبيت البنى (الما قبل وطنيه). وتحويلها لمحاصصة سياسية على حساب الشعب العراقي. ويعطي مبررا للتدخل من الآخرين إقليميا ودوليا. تحت دعاوى مختلفة: حماية الأقليات وحقوق الانسان وغيرها من الادعاءات. وتصبح السيادة الوطنية معرضة للاختراق من كل الأطراف…
سوريا دولة وطنية ديمقراطية كل الناس فيها متساوين بالحقوق والواجبات وفق دستور توافقي ينجزه الشعب السوري وكلنا مواطنين أحرار تحت سلطة القانون…

خامس عشر . الاتفاق على آلية التعامل مع سوريا بعد اسقاط النظام من خلال بناء مجلس ثورة انتقالي. من الائتلاف والقوى السياسية المعارضة الأخرى ومن الثوار على الأرض والناشطين الميدانيين. ومن الحكومة المنتخبة التي يجب أن تباشر دورها في المناطق المحررة. وعلى كل المستويات. وان تكون ممثلة عادلة لكل مناشط الثورة السورية المنتصرة.

.وان تكون مهامها محددة وهي :

  1. إعداد دستور توافقي من مجلس منتخب شعبيا وفيه خبراء من كل الاختصاصات. وأن يحظى بقبول وطني فهو صورة سوريا المستقبل وسلمها الأهلي. وطريقة تعايش مكوناتها وصورة عن ضوابط بناء حياتها الأفضل.

2.العمل بعد ذلك على تدوين قانون جديد لسوريا المستقبل .محكوم بالدستور ويعبر عن الصالح الاجتماعي…

  1. العمل على خلق برنامج متابعة للمرحلة الانتقالية. وشروط تحقيق العدالة الانتقالية. وكل تبعات الثورة من إعادة إعمار وعودة المهجرين وتعويضات ومحاكمات للمسيئين للشعب السوري…
  2. العمل لخلق هيئة مصالحة وطنية تعالج الصدوع والمآسي التي أصابت الوطن والمواطنين وتضمد جراح الاستبداد المديد…
  3. الاتفاق على أن يكون نظامنا القادم جمهوري نيابي السلطة التنفيذية بيد الأغلبية النيابية. والرئاسة رمزية. ونغادر مطلقا مرحلة الحكم الفردي وعبادة الحاكم…
  4. استدعاء كل الطاقات الفكرية والتخصصية  وفتح ورشة عمل ودراسة كل مجالات الحياة الاقتصادية والمعيشية لبلورة صورة دقيقة عن الواقع وطرح أساليب المعالجة والآليات المناسبة وجدولتها بالزمن والبدء بالتنفيذ وفق خطط محددة..

7.إعادة تشكيل جيش وأمن وطني من الثوار والشعب وبعض عناصر الجيش السابق. ممن لم يتورطوا بالدم السوري والمنشقين وأصحاب الكفاءات. وحل مشكلة الجيش والأمن السابق. بالمحاسبة أو التسريح مع المعاش او تبديل موقع العمل وذلك حسب الحالة ووفق مبدأ العدل والحفاظ على الحقوق الشخصية والوطنية..

8.إعادة تشكيل المناخ السياسي. بآلية ديمقراطية مع الحق لكل أصحاب العقائد على انها خلفية فكرية لأي تشكيل وطني ديمقراطي سوري.

  1. إعادة تفعيل مناخ المجتمع الأهلي والمدني والتكافل الاجتماعي…

10 .إعادة تفعيل دور الدولة في المرافق العامة الأساسية. وتفعيل القطاع الخاص. وخلق ورشة إعادة إعمار سوريا كلها. ووضع البلد على طريق الإنتاجية. وتفعيل كل مجالات العمل الاقتصادي السوري. وخاصة مجال الزراعة المظلوم…

.والمطالب تطول وتطال سوريا المستقبل..

محققة لأهدافنا من ثورتنا: الحرية والكرامة والعدالة والتقدم والدولة الديمقراطية والحياة الأفضل…

29.9.2013…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في الحلقة الثانية عشر من “مشروع رؤية سياسية للثورة السورية” طرح دقيق لأهداف الثورة السورية وأسبابها ومعطياتها والرؤية المستقبلية بعد إسقاط النظام بتشكيل وبناء “مجلس ثورة انتقالي” محددا التشكيل والبرنامج التنفيذي ، مع ملاحظة إنه أعطى دور فعال للائتلاف ومخرجاته الذي أُسقطت من خلال مسيرته ، لذلك يتطلب إعادة نظر بذلك. .

زر الذهاب إلى الأعلى