شيّعت دمشق اليوم الإثنين الكاتب والروائي السوري خالد خليفة، في جنازة رتيبة وهادئة اقتصرت على أصدقاء الراحل وأقربائه ومحبّيه، وتغافلتها مختلف وسائل إعلام النظام السوري ومنصات مؤسساته الثقافية والفنية، مقارِبة بذلك جنازة المخرج الراحل حاتم علي، بسبب موقفهما الأخلاقي الذي حتّم عليهما الوقوف إلى جانب عذابات السوريين.
وكان الموت قد غيّب خالد خليفة أول أمس السبت في دمشق التي لم يقدر على مغادرتها، عن عمر ناهز الـ59 عاماً، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
وبمشاركة مودّعين لم يتجاوز عددهم المئتي شخص، شُيّع جسد خليفة إلى مثواه الأخير في مقبرة “التغالبة” بحيّ الشيخ محيي الدين الدمشقي العريق، بعد صلاة الجنازة في مسجد “لالا مصطفى باشا” القريب من المقبرة ومن منزل الراحل بشارع “بغداد”؛ في جوّ مشحون بالحزن والدموع. إلا أن التحدّي كان حاضراً من خلال بالتصفيق؛ تماماً كما حدث في تشييع حاتم علي الذي تخللته “العراضة الشامية”.
وعلى الرغم من تلك الأعداد القليلة، وذلك التجاهل الكامل من الإعلام “الرسمي”، إلا أن اللحظات الأخيرة من وداع الروائي المعروف بمناهضته المعلنة لنظام الأسد وبأعماله الروائية التي تصدرت ترشيحات العديد من الجوائز الأدبية؛ لم تخلُ من مشاركة كتّاب وفنانين ومثقفين سوريين جمعتهم بخالد صداقة متينة، ولهم أسماؤهم المعروفة في الشارع السوري، أمثال الفنانين: بسام كوسا وعبد الهادي صباغ وفراس إبراهيم وعدنان أبو الشامات، بالإضافة إلى الكاتبة سلوى زكزك والروائي خليل صويلح، وغيرهم.
من هو خالد خليفة؟
روائي وسينارست سوري من مواليد حلب 1964، تُرجمت أعماله إلى الكثير من اللغات، إذ كتب “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” (2013) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، وهي روايته الرابعة بعد “حارس الخديعة” (1993)، “دفاتر القرباط” (2000)، و”مديح الكراهية” (2006) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة كذلك.
له أيضاً عدد من المسلسلات التلفزيونيّة منها “سيرة آل الجلالي” (1999)، “هدوء نسبي” (2009)، و”المفتاح” (2011).
الموقف الإنساني والسياسي
وقف الروائي السوري خالد خليفة إلى جانب الثورة السورية منذ لحظة انطلاقها، معتبرا أنها خيار لا بديل عنه لمواجهة الظلم، وإثر مواقف هذه تعرض للضرب حتى كسرت يده إثر اعتداء أجهزة أمن النظام السوري عليه، خلال مشاركته في تشييع الموسيقي السوري ربيع غزي في 26 من أيار 2012.
وبقي مصرا على البقاء في سوريا طالما أمكنه ذلك، ويقول خليفة في لقاء سابق بثه موقع أمل برلين: “عشنا 60 عاما في ظل نظام دكتاتوري وبالتالي تغريني الكتابة عن هذه الحياة نحن لم نبدأ الكتابة أصلا لتكفيك الحياة في ظل نظام ديكتاتوري”، وتابع حول بقائه في سوريا: “أنا من أصحاب الأرض ولن أفرط بأرضي”.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا