أحبط شبان محافظة السويداء جنوبي سورية محاولة من جانب النظام السوري للوقيعة بين محافظتي السويداء ودرعا المتجاورتين، فيما التقى الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين، وفداً كبيراً من أبناء عشائر الجنوب السوري، وأكد لهم على وحدة الصف والمصير المشترك للسوريين.
وجرى، السبت، الإفراج عن شابين من آل المقداد، ينحدران من مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، كانا قد خُطفا منذ ثلاثة أيام عند سوق الغنم الملاصق لمدينة السويداء، حيث تبين ضلوع عصابة مدعومة من الأجهزة الأمنية في عملية الخطف، لزرع الفتنة بين أهالي السويداء وأهالي درعا.
وقال مصدر من فصائل محافظة السويداء لـ”العربي الجديد”، إن عصابة “مزهر” وراء تلك العملية بدفع مباشر من أجهزة النظام السوري، حيث جاءت تلك الواقعة في الذكرى السنوية لمعركة القريا الثانية التي تصادف يوم 29 سبتمبر/ أيلول، والتي جرت في أراضي بلدة القريا، بين مجموعات من أبناء المحافظة وعناصر الفيلق الثامن المتمركز في مدينة بصرى الشام المجاورة لبلدة القريا، وراح ضحيتها عدد كبير من المدنيين.
ورأى المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن “اللعب على تخريب الحراك الشعبي من جانب النظام وأدواته مستمر ولن يتوقف”، مؤكداً أن شبان السويداء “يراقبون من كثب تحركات العصابات، وكان لهم الدور الحاسم في كشف خيوط عملية الخطف، وتحرير المخطوفين”.
من ناحية أخرى؛ حملت مظاهرة مساء أمس السبت التي جرت في حي المقوس بمدينة السويداء، أبعادا ورسائل متعددة بشأن وحدة الصف بين مكونات المحافظة، على الرغم من التهديدات التي سبقت هذه المظاهرة لمنع عشائر الجنوب من الانخراط في الحراك بشكل فعلي.
كما استقبل الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين، وفداً كبيراً من أبناء عشائر الجنوب السوري، ركز اللقاء على وحدة الصف والمصير المشترك للسوريين، وقال: “كلنا أبناء عشائر يعربيو المنبت، ولن يستطيع أحد التفريق بيننا”، مشيراً إلى أن هذه البلاد “لأهلها، وأهلها نحن الذين ننشد عيشة الكرامة، وقد صبرنا كثيراً، لكن عندما وصل الضيم إلى كرامتنا كان يجب علينا الوقوف لكرامتنا”.
استقبل الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين وفداً كبيراً من أبناء عشائر الجنوب السوري، ركز في اللقاء على وحدة الصف والمصير المشترك للسوريين
ووجه الهجري حديثه للشباب قائلاً: “هذا الحراك الشبابي السلمي أنتم أبناؤنا من بدأتم به، ولم يكن دورنا إلا بالتوافق وحماية هذا الحراك. ونحن اليوم في مرحلة “حك المعادن”، ومن لن يكون واقفاً مع الإرادة الشعبية فهو حتما يقف مع الشيطان”.
ووجه الهجري رسالة لعموم السوريين قال فيها: “اليوم الفرصة مواتية لكل سوري وطني شريف للوقوف إلى جانب الإرادة الشعبية التي هي من إرادة الله. وليس محظوظاً من يقف اليوم ضد إرادة الشعب. ولنا الشرف أن نكون وأبناء العشائر كما كان آباؤنا وأجدادنا يمثلون المعنى الحقيقي للأسرة السورية الوطنية، التي لم ولن تنجح أي جهة بمحاولات شرخها”.
ومضى قائلاً:” سنظل جميعنا الحارس الأمين لحراكنا السلمي حتى تحقيق مطالب الشعب السوري دون انتقاص” وختم بالقول: “نحن جزء لا يتجزأ من سورية، ولن نسمح لمحاولات التقسيم التي نشعر بها والناجمة عن ضعف إدارة البلاد، أن تمر”.
وصول أصغر متظاهرة إلى ساحة الكرامة
إلى ذلك، شهد اليوم الثالث والأربعون من مظاهرات السويداء، وصول أصغر متظاهرة إلى ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، المولودة روز أبو رسلان، بعد ولادتها بساعة ونصف، في رسالة من والدها للعالم لتحقيق السلام في سورية، وعودة المهجرين واللاجئين، لبناء سورية خالية من الاستبداد والاحتلالات.
وقال والد الطفلة مدحت أبو رسلان لـ”العربي الجديد” إنه “شقيق الشهيد شادي أبو رسلان الذي قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري”، ولديه شقيقان آخران لاجئان في بقاع الأرض، ويتمنى أن يعودا ليعيشا فرحته بأبنائه، وخاصة ابنته روز التي عمدت في ساحة الكرامة.
المصدر: العربي الجديد