“قسد” تشنّ حملة اعتقالات ودهم واسعة شرقي دير الزور

جلال بكور وعدنان الإمام

شنّت مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حملة اعتقالات ودهم واسعة في ريف دير الزور الشرقي في قرى وبلدات شهدت احتجاجات ضدها، تزامناً مع تثبيت نقاطها العسكرية في القرى والبلدات القريبة من ضفاف نهر الفرات الشمالية، في شرقي المحافظة وغربيها.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن “قسد” بدأت، مساء أمس الأحد، حملة دهم واعتقالات في قرى وبلدات بريف دير الزور الشرقي، منها الباغوز، والبصيرة، والجيعة، والحصان، ومحيميدة، مضيفة أن من بين المعتقلين موظفون مدنيون كانوا يعملون في المجلس المدني التابع لـ”قسد”. وذكرت المصادر أن جل المعتقلين تهمتهم المشاركة في مظاهرات ضد المليشيات.

كما أكدت المصادر أن “قسد” اعتقلت 10 مدنيين على الأقل في بلدة الحصان، شمالي دير الزور، مشيرة إلى أن مدرعات ومصفحات شاركت في عملية اقتحام البلدة.

وأفادت المصادر أيضاً بأن مجهولين هاجموا مجموعة من “قسد” بالأسلحة الرشاشة وقذائف “آر بي جي” على طريق بلدة هجين، شرقي دير الزور، ما أدى لوقوع إصابات، ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم.

وفي هذا الشأن، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن التابعة لـ”قسد” اعتقلت 15 شخصاً في قرية الجيعة، غربي دير الزور، من بينهم رئيس اتحاد الفلاحين في المجلس المدني التابع لـ”قسد”، مؤكداً أن مدنياً أصيب بجروح جراء إطلاق نار أصابه خلال مداهمة القرية.

وجاء ذلك تزامناً مع استمرار المليشيا في إعادة تثبيت مقرات لها في القرى والبلدات القريبة من ضفة الفرات، وخاصة تلك التي شهدت اشتباكات خلال الأسبوع الماضي بين المليشيا ومسلحين من العشائر العربية.

من جانبها، أفادت شبكة “الخابور” المحلية بأن اجتماعاً عُقد، أمس الأحد، في حقل العمر، شرقي دير الزور، بين “قسد” ووجهاء محليين بإشراف التحالف الدولي، مضيفة أن الوجهاء هم أعضاء في المجلس المدني التابع للمليشيا. وشدد التحالف على ضرورة تلبية احتياجات المنطقة، والتركيز على التنمية والخدمات.

وشهدت مناطق سيطرة “قسد” في ريف دير الزور، الأسبوع الماضي، اشتباكات بين مسلحين من عشائر عربية و”قسد” أدت إلى وقوع خسائر بشرية، وجاءت تلك الاشتباكات بعد اعتقال “قسد” قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها.

وسيطرت “قسد” مجدداً على المواقع التي فقدتها خلال الاشتباكات، وتقوم حالياً بتعزيز تلك المواقع، خاصة في ناحية الباغوز، والشحيل، والحوايج، في ظل تسيير التحالف الدولي ضد “داعش” بقيادة واشنطن دوريات في المنطقة انطلاقاً من قاعدتي العمر وكونيكو.

وأمس الأحد، قال شيخ قبيلة العقيدات إبراهيم الهفل في بيان صوتي إنهم “مستمرون بالقتال حتى النصر”، وذلك بعيد حديث لقائد “قسد” مظلوم عبدي يبدي فيه استعداده للحوار وجهاً لوجه مع الهفل.

خسائر بشرية لمليشيات النظام في درعا ودير الزور

في سياق آخر، قُتل عنصر من مليشيات تابعة للنظام السوري اليوم، نتيجة إطلاق النار عليه بشكل مباشر بحجة عدم توقفه على حاجز لقوات الأخير في ريف درعا، جنوبي البلاد.

وقال الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد”، إن حاجزاً لقوات النظام السوري على الطريق الواصل بين بلدتي الشيخ سعد وعدوان في ريف درعا الغربي، قتل شخصاً رمياً بالرصاص عند مروره على الحاجز، لافتاً إلى أن القوات زعمت أنها أطلقت النار على الشخص لعدم امتثاله لأمر التوقف.

وذكر الناشط أن القتيل هو عنصر من مليشيات النظام المحلية المتمركزة في مفرزة أمن النظام في بلدة تسيل، وانضم إليها في اتفاق التسوية في صيف عام 2018، لافتاً إلى أن حالة توتر سُجلت بين قوات النظام والمسلحين بعد سحب الأخيرة جثة المقتول وعدم تسليمها لذويه.

من جانبه، قال “تجمع أحرار حوران” إن مجموعة مسلحة محلية حاصرت مبنى البلدية في تسيل، مطالبة النظام بتسليم الجثة، ومهددة بالتصعيد في حال أبقى على احتجازها.

يذكر أن درعا الخاضعة للنظام السوري والمليشيات المحلية التابعة له تشهد بشكل متكرر حوادث إطلاق نار من حواجز النظام السوري، أدت إلى مقتل وجرح مدنيين.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية إن مجهولين قتلوا عناصر من مليشيا “قاطرجي”، مساء أمس الأحد، في ريف دير الزور الجنوبي الغربي.

وقال موقع “فرات بوست” المحلي إن الهجوم وقع قبيل منتصف الليلة الماضية، واستهدف النقطة السادسة في حقل الخراطة النفطي، جنوب غرب دير الزور، وأدى إلى مقتل ثلاثة عناصر.

ومليشيا “قاطرجي” تتبع لرجل الأعمال المنخرط في النظام السوري حسام أحمد قاطرجي، المتحدر من الرقة والمقيم في حلب، وله شركات في مجالات مختلفة، منها الدراسات الأمنية وتجارة النفط. وتعنى المليشيا بشكل رئيسي بحماية قوافل النفط التابعة لشركة قاطرجي، والتي تتنقل بين مناطق سيطرة النظام و”قسد”.

وكانت نقاط للنظام قد تعرضت سابقاً لهجمات من مجهولين يُرجح أنهم من خلايا “داعش” في ريف دير الزور المتاخم لريف الرقة الغربي، حيث عمدت قوات النظام هناك إلى تعزيز وجودها خاصة في حقول الخراطة والرصافة.

وجاء الهجوم الأخير بعيد هجوم من مجهولين على رعاة أغنام في منطقة الشولا، جنوب غربي دير الزور، وأدى الهجوم إلى مقتل ثمانية أشخاص، سبعة منهم يعملون في رعي الأغنام، والثامن من مليشيات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري.

وتأتي تلك الهجمات على الرغم من تنفيذ النظام السوري بدعم روسي عمليات تمشيط واسعة ومتكررة في البادية بحثاً عن خلايا تنظيم “داعش”، في حين يتهم ناشطون مليشيات النظام السوري المدعومة من إيران بالوقوف وراء بعض تلك الهجمات.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى