إذا أردت النظر إلى جميع الشعوب والدول المتطورة ومقارنتها بالنقيض ، تجد أن لدى الدولة المتقدمة قادة محنكين يمتلكون خططاً إدارية ناجحة ومحكمة ، تخلق إستقرارا سياسياً وإقتصاديا قوياً ، وسياسة نقدية ثابتة ، تبني قوة عسكرية ذات عقيدة وهيبة ونفوذا داخليا ودولياً ، ومجتمعاً متعلماً موحداً يسوده الولاء الوطني والنظام وفرض القانون ، ومحصن من الأمراض الاجتماعية والصحية الفتاكة ، حتى وإن كانت تلك الدولة لا تمتلك ثروات ، « فالعقل البشري اكبر الثروات » ، أما إذا كانت عكس ذلك ورغم أن لديها ثروات هائلة لكنها تفتقر إلى القيادة الحكيمة فتكون دولة ضعيفة ومفككة ومحط أطماع الدول القوية ودول الجوار ، يجتاحها الإرهاب ويسيطر على مجتمعها عصابات الجريمة المنظمة ونهب الثروات الوطنية وضعف تنفيذ القانون وسيادة الجهل والتخلف وتردي التعليم وانتشار الأمراض الاجتماعية والصحية ، وضعف الولاء الوطني وبروز النزعات الانفصالية والتقسيم .
إن أي قيادة تملك خططاً ادارية تستطيع بناء دولة قوية ناجحة ومجتمعاً متحضراً يشار له بالبنان ، وعكس ذلك يؤدي إلى الفشل وخراب الاوطان ، وهذا ما هو حاصل في العراق .
﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ 43 سورة العنكبوت