مصدر في وزارة الداخلية أبلغ “صنداي تايمز” عن مخاوف من تعاون النظام الإيراني مع عصابات إجرامية لتنفيذ عمليات.
ذكرت مصادر خاصة لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أن وزارة الداخلية تعتبر “الحرس الثوري” الإيراني أكبر تهديد للأمن القومي، مشيرة إلى تعامله مع عصابات إجرامية لتنفيذ عمليات ضد معارضي النظام الإيراني.
وذكرت الصحيفة أن وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تعتقد بأن “الحرس الثوري” هو أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني، وجاء في التقرير نقلاً عن مصدر مقرب من برافرمان أن الداخلية البريطانية تخشى أن يكون “الحرس الثوري” الإيراني كثف من أنشطته وأن الجواسيس الإيرانيين يعملون حالياً على استخدام العصابات الإجرامية لمهاجمة معارضي النظام الإيراني الموجودين في المملكة المتحدة.
إحباط 15 مخططاً إيرانياً
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إن “التهديد الإيراني يقلقنا أكثر من أي شيء آخر. وهذه مشكلة كبيرة لأن شهية النظام أصبحت أكثر عدوانية من ذي قبل”.
وفي هذا السياق، وقبل بضعة أشهر، تحديداً في منتصف فبراير (شباط) الماضي، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أنه تم تحديد وإحباط 15 مخططاً إيرانياً لخطف وقتل بريطانيين من ذوي الجنسية المزدوجة، مؤكدة أن التهديدات الأمنية الإيرانية تضاعفت أربع مرات في العامين الماضيين.
ومن ناحية أخرى، لا تقتصر هذه التهديدات الإيرانية على النشطاء السياسيين والمعارضين للنظام فحسب، بل تستهدف الصحافيين الناطقين باللغة الفارسية في الخارج أيضاً، إذ واجهت قناة “إيران إنترناشيونال” الناطقة باللغة الفارسية التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها، تهديدات خطرة، ويفرض الأمن البريطاني حراسة مشددة قرب مقر القناة التي تحولت إلى مصدر أساسي خلال الاحتجاجات السابقة.
وتطرقت “صنداي تايمز” إلى نفوذ “الحرس الثوري” في بريطانيا وكشفت عن تفاصيل بين النظام الإيراني وتنظيم طلابي في منطقة هامرسميث غرب لندن.
وقالت الصحيفة إن “المركز الإسلامي للطلبة” تأسس لترويج عقائد مؤسس النظام الإيراني الخميني، ويستضيف رجال دين متشددين وينتخب أعضاءه تحت إشراف ممثلي مرشد الجمهورية علي خامنئي.
ويدير المركز برامجه في “مركز التوحيد” الواقع في كنيسة هامرسميث ويعود لمركز “التوحيد” الخيري واثنين من المسؤولين المشرفين على هذه المؤسسة التواصل مع “المركز الإسلامي” في لندن.
“جنود الشيطان”
ويقع هذا المركز في مسجد قرب “وايدا ويل” وأغلق في وقت سابق بسبب إشادة القائمين عليه بقاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق.
أحد القائمين على المسجد هاشم موسوي يعد ممثلاً لخامنئي في بريطانيا وكان وصف المشاركين في الاحتجاجات السابقة بأنهم “جنود الشيطان” واعتبر النساء المعارضات للحجاب بأنهن يطلقن “السُم”.
واستضاف ممثلي علي خامنئي للإشراف على انتخابات “المركز الإسلامي للطلبة”، لكنه ذكر خلال هذه الانتخابات أنها مناسبة دينية وليست لها علاقة بالنظام الإيراني.
ونشرت صحيفة “جويش كرونيكل” أنه تمت استضافة اجتماعات عبر الإنترنت شارك فيها كبار قادة “الحرس الثوري” الإيراني بحضور عدد من الطلبة المسلمين في بريطانيا.
سلسلة عقوبات
وذكر التقرير أن ثمانية من قادة “الحرس الثوري” ألقوا كلمات خلال الاجتماع وتضمنت خطاباتهم تصريحات “مناوئة لليهود” وقالوا إنهم يقتربون من “حرب نهاية العالم”.
وتحول الاجتماع الذي بث للآلاف داخل إيران إلى منبر مباشر لـ”الحرس الثوري” للترويج لقيم النظام الإيراني.
وكانت الخارجية البريطانية أقرت سلسلة عقوبات على أفراد ومؤسسات في إيران، وذكر وزير الخارجية جيمز كلورلي أن إعلان “الحرس الثوري” مؤسسة إرهابية يعد أحد الخيارات المطروحة في لندن.
وكانت المملكة المتحدة أقرت 350 عقوبة ضد شخصيات ومؤسسات الدولة في إيران ومعظم هذه العقوبات شملت قضايا متعلقة بحقوق الإنسان وجهاز القضاء في إيران.
المصدر: اندبندنت عربية