حول الحدود العراقية – الكويتية

أكدت الأمانة العامة للتحالف الوطني لعشائر العراق أنه ” بين الفينة والأخرى تظهر علينا تصريحات لمسؤولين عراقيين في الحكومة المركزية والمحلية حول الموقف من تثبيت بعض نقاط الحدود مع الكويت ويظهر فيها إنبطاحهم وتورطهم في التفريط بمصالح البلاد والتنازل عن جزء استراتيجي من أراضيه للجانب الكويتي في صفقات فساد مشبوهة يتخللها بيعا للضمائر والمواقف ، وأمام هذا الانهزام غير المسبوق لهؤلاء المسؤولين تمادت الحكومة الكويتية في أطماعها وسعت للتمدد في عمق أراضينا بعد أن وجدت من يحقق أطماعها في الجانب العراقي .
إن الأمانة العامة للتحالف الوطني لعشائر العراق إذ تدين بشدة سياسة الحكومة الكويتية الرعناء تجاه العراق وهي تحاول تصدير { أزماتها ومشاكلها الداخلية إلى الخارج } ، فإنها بهذه السياسة المتهورة تحاول من جديد ان تخلق بؤر لجر هذه المنطقة الحساسة إلى التوتر وتفجير الصراع مما يهدد الأمن والسلم العالمي .
لقد حاول الشعب العراقي في العقدين الماضيين أن يغض النظر عن أخطاء الحكومات الكويتية المتعاقبة ويصفح ويتجاوز عن الكثير من إساءاتها من أجل رأب الصدع العربي وتذليل الخلافات العربية ، لكن حكومات هذه المشيخة أخذت تتمادى أكثر في التجاوزات ، مرة على الأراضي البرية العراقية ، وأخرى سحب النفط بطريقة مائلة من حقولنا المحاذية لحدود الكويت الجديدة ، وأخرى بناء ميناء معرقل ومؤذي للعراق ، وأخرى دعم المجاميع الإرهابية الظلامية المسلحة لتفجر وتقتل المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب العراقي ، ومرة اخرى تشجع وتدعم أطرافاً إنفصالية في شمال وجنوب البلاد في سابقة خطيرة تهدد الوحدة الوطنية مستغلة ضعف الحكومة المركزية والصراعات التي خلفتها أجندات الإحتلال بعد عام 2003 .
إن العراق بلدا عظيماً يمتلك دون سواه العمق التاريخي للبشرية جمعاء ، وموقعه الإستراتيجي ميزه أن يكون الدولة الأولى الفعالة لخلق التوازن وصمام الأمان في الشرق الأوسط ، مما يؤثر بشكل مباشر على السياسة الدولية جمعاء .
إننا نذكر أن المرحلة المظلمة التي يمر بها العراق لن تثنيه عن الرد والدفاع عن حدوده البرية والبحرية .
إن الأمانة العامة للتحالف الوطني لعشائر العراق ترى أن الشعب العراقي ليس لديه مشكلة مع الشعب الكويتي ، لكنها ترى أن الحكومة الكويتية تعيش أحلام اليقظة في هذه المرحلة وهو ما جعلها تتمادى أكثر في استفزاز العراقيين ، وهنا نذكر للتاريخ [ لقد كان الحكام الكويتيين السابقين اكثر حنكة عندما حذرناهم من إتمام صفقة إعطاء المؤتمر العراقي برئاسة الجلبي قرضا قيمته 500 مليون دولار عام 1993 على حساب النفط العراقي يسدد بعد استلامهم السلطة ، وحذرناهم أن عملهم هذا يدفعنا لإستحضار كل الخيارات المتاحة للشعب العراقي بما فيها «المعارضة الوطنية العراقية» ومنها العمل على إلغاء جميع الاتفاقيات بين الطرفين وعدم الإعتراف بهم كدولة مستقلة ، وعلى أثرها إستجابت حكومة الكويت والغت الصفقة ] ونأمل ان تحذو هذه الحكومة حذو من سبقتها .
إن الأمانة العامة للتحالف الوطني لعشائر العراق تذكر من جديد ، أن رئيس الوحدة الإدارية لمحافظة البصرة لا يمثل إرادة شعبنا ، بل إن الإرادة العراقية الحقيقية متجذرة في الجينات وقد انعكست على سياسات الحكومات الملكية العراقية السابقة وما بعدها في حكومات الجمهورية ولغاية هذه المرحلة وهي تنظر إلى الكويت أنها خلقت كوسادة فاصلة بين المملكة العربية السعودية والدولة العراقية ، ومستقبلا لن تكون اكثر من إمارة مونتي كارلو في الجمهورية الفرنسية مهما طال الزمن وهذا لمصلحة استقرارها وبقائها كإمارة إن أرادت البقاء .
إن العالم متغير ومبني على مصالح مشتركة ، وقد كان على الكويت ان تبتعد عن السياسة العدوانية وروح الانتقام وزرع الأحقاد في نفوس الشعبين التي تنتهجها وتستفيد من الفرص التي أتيحت لها لبناء علاقة إيجابية استراتيجية بعيدة المدى مع العراق تخدم استقرارها والمصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين .  (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون) صدق الله العظيم “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى