يصادف اليوم الأربعاء الذكرى الحادية عشرة لمجزرة التريمسة بريف حماة، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 200 شخص على يد قوات النظام السوري والجماعات الطائفية المسلحة الموالية له، وهو ما اعتبر أفظع مذبحة تقع في حينه منذ بدء الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد، في مارس/ آذار 2011.
وفي تقرير صدر اليوم، نقلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان شهادات لأهالي قرية التريمسة أنه “في حوالي الساعة الرابعة من فجر يوم الخميس، الموافق 12 يوليو/تموز 2012، تم تطويق القرية من جميع الجهات بقوة عسكرية حضرت من مدينة محردة المجاورة تبعتها تعزيزات ضخمة أخرى قدمت من مطار حماة العسكري.
وقدّر الأهالي مجموع القوة التي حاصرت القرية من كل جهاتها بـ200 الية عسكرية بين دبابة ومدرعة ودبابات الشيلكا المضادة للطيران وشاحنات زيل عسكرية وسيارات رباعية الدفع ترافقهم قوة من جنود المشاة ترتدي الزي الرسمي لقوات النظام قدموا بشاحنات الزيل العسكرية، التي قدر الشهود عددها بـ25 شاحنة ممتلئة بالجنود، رافقهم عدد من عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة يرتدون الزي المدني قدموا بحافلات بيضاء اللون وسيارات بيك أب.
ووفق الشهادات، فقد طوقت القوة العسكرية القرية من جميع الجهات، وبدأت بقصف القرية دون سابق إنذار بالدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة ومدافع الهاون لمدة 4 ساعات بشكل متواصل، بمشاركة مروحيات عسكرية، إضافة لطائرة استطلاع كنت تقوم بأعمال المراقبة.
ويضيف التقرير أنه عند بدء القصف، حاول الأهالي الخروج من القرية إلى القرى المجاورة، إلا أن تطويق القرى وقصفها من جميع الجهات، حال دون تمكنهم من الخروج منها وقُتل بعضهم على أيدي قوات النظام أثناء محاولتهم الهروب، بينهم رجل مسن يدعى يوسف العبيد وُجد مقتولا بالرصاص على أطراف القرية في منطقة تسمى أراضي السميرة شمالي القرية.
ووفق شهادة “أبو أسعد”، فإن الشيخ وحيد عبد السلام قطاش (في الأربعينيات من العمر)، ويعمل إماماً لأحد مساجد قرية التريمسة وابنه طه قطاش (17) عاماً، وهما من قرية كفرهود المجاورة، حاولا الخروج من القرية متجهين إلى قريتهما الأصلية حين تم توقيفهما من قبل قوات النظام المتمركزة شرقي القرية على طريق قرية كفرهود وجرى قتلهما رمياً بالرصاص، ومن ثم ربطت جثة الأب بآلية عسكرية وسحلت جثته قبل أن توضع في منزل المدعو أبو مصعب الحسنو ويتم إضرام النار في المنزل من قبل قوات النظام.
وتقع قرية التريمسة في ريف حماة ويبلغ عدد سكانها 6 آلاف نسمة.
وقال الناشط محمد الشمالي لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام لاحقت أهالي القرية بمساعدة “الشبيحة” الذين وفدوا من القرى الطائفية المجاورة، وعمدوا إلى إطلاق النار على كل من يحاول الفرار عبر الحقول القريبة، وجرى تكبيل أيدي بعض الأشخاص وإعدامهم بسرعة، إضافة إلى إحراق جثث بعض الضحايا.
وأضاف أن قوات النظام والشبيحة اعتلوا أسطح المنازل والأماكن المرتفعة، وشرعوا في إطلاق النار بشكل عشوائي على الجميع، ومن تمكنوا من اعتقاله، قاموا بطعنه بالسكاكين.
ووفق تقرير للجنة السورية لحقوق الإنسان، فإن عمليات القتل كانت مشابهة للمذبحة التي حدثت في الحولة بريف حمص قبل ذلك بشهرين، حيث تقع كلتا القريتين بالقرب من سلسلة من القرى الطائفية الموالية للنظام.
وتشير شهادات أوردتها اللجنة إلى قتل الطبيب مصطفى الناجي الذي كان كل ذنبه أنه يعالج أبناء القرية بالمجان، وأكّدوا أن قوات النظام ذبحوه في عيادته قبل أن يحرقوا أطفاله وأطفالاً آخرين بالقرية.
وعقب المجزرة، أظهرت لقطات فيديو من بقي حيا من أطفال القرية وهم يتظاهرون بالشوارع حاملين بأيديهم بقايا الصواريخ والقذائف التي ألقيت على قريتهم، وآخرون يحملون بقايا من ملابس الضحايا، وذلك على مرأى المراقبين الدوليين، الذين لم يسمح لهم بدخول القرية إلا بعد 13 ساعة من وقوع المجزرة.
المصدر: العربي الجديد