رحّلت رئاسة الهجرة التركية عشرات السوريين بشكل قسري نحو الشمال السوري، بعد إجبارهم على التوقيع على أوراق العودة الطوعية، وذلك رغم حيازتهم لبطاقة الحماية المؤقتة “الكملك”.
وقال الناشط في مجال حقوق اللاجئين السوريين في تركيا طه الغازي إن رئاسة الهجرة التركية رحّلت 130 لاجئاً سورياً عقب احتجازهم في مخيم قرب مركز ترحيل في ولاية كلس الحدودية مع سوريا، جنوب تركيا، وذلك لفترات تتراوح بين 3 و6 أشهر.
وأوضح الغازي ل”المدن”، أن واقعة الترحيل بدأت عقب محاولة قسم من المحتجزين الهروب من المخيم نتيجة الظروف والمعاملة السيئة التي يلاقونها داخله من قبل السلطات التركية، قبل أن يتم القبض على الهاربين من جديد.
وأضاف أن هروب المحتجزين قوبل بردة فعل سيئة من قبل إدارته من الأتراك، حيث قاموا بتجميع الشباب والرجال في ساحة المخيم والاعتداء على بعضهم جسدياً، قبل أن يتم إجبارهم على التوقيع على أوراق العودة الطوعية ثم ترحيلهم إلى الجانب السوري عبر معبر باب السلامة، شمال مدينة أعزاز.
وأكد الغازي أن معظم من تمّ ترحيلهم هم من حملة بطاقة الحماية المؤقتة “الكملك”، كما أن بعضهم لديه عائلة كاملة من زوجة وأطفال في ولايات تركية مختلفة، ما يعني أن هذه العائلات بقيت في الولايات من دون معيل داخل تركيا.
وتواصلت “المدن” مع أحد المرحّلين في مدينة أعزاز، حيث أكد وقوع حادثة الترحيل بحقه إلى جانب عشرات الشباب والرجال الآخرين ممن تنطبق عليهم القوانين التركية بخصوص اللجوء والحماية المؤقتة.
وقال الشاب إن معظم من في المخيم تم توقيفهم من أجل مخالفات بسيطة لا تستحق احتجازهم لتلك الفترة الطويلة ثم ترحيلهم بهذه الطريقة، موضحاً أن احتجازه كان قبل 4 أشهر، كما أدى ترحيله إلى تفريقه عن زوجته وأطفاله الأربعة في ولاية غازي عينتاب.
وحول ما حصل لهم عقب واقعة هروب المحتجزين، أوضح الشاب أنها حصلت الجمعة، وكان السبب الرئيسي وراءها هو الضغط والمعاملة السيئة التي لاقوها من قبل الاتراك في المخيم، مشيراً إلى عدد من حاولوا الهروب هم 40 شخصاً، لكن العقاب طاول جميع من كانوا في المخيم.
وقال إن عدداً كبيراً من قوات الأمن والشرطة وحرس الحدود استنفروا للقبض على الهاربين، قبل أن يقتحموا المخيم بعد القبض عليهم، ومن ثم، جمعوا من كان في المخيم في ساحته، وذلك لمدة تجاوزت 30 ساعة، تحت أشعة الشمس الحارقة في النهار، والبرد والهواء في الليل.
وعقب ذلك، بدأت الشرطة بسحب بعض الشباب والرجال وضربهم أمام الجميع ضرباً مبرحاً وخصوصاً أولئك الذين حاولوا الهروب، قبل أن تأتي حافلات لتحميلهم ونقلهم إلى معبر باب السلامة، وإجبارهم على توقيع أوراق العودة الطوعية تحت الترهيب والضرب، من دون أن يعرفوا فحوى تلك الأوراق حينها.
وأوضح أن أحد العناصر، قام بتصوير جميع من جرى ترحيلهم بواسطة كاميرا الهاتف المحمول، حيث تم تلقينهم من قبل شخص آخر عربي للقول إنهم ذاهبون إلى سوريا بشكل طوعي ولم يقم أحد بإجبارهم على ذلك.
المصدر: المدن