هل هي نهاية الصحف؟ (1 – 2)

تيم دي ليسلي*      ترجمة: علاء الدين أبو زينة

في العام 1987، كانت 11 صحيفة يومية بريطانية تبيع نحو 15 مليون نسخة مطبوعة كل يوم. والآن، في العام 2023، هناك عشر صحف يومية وطنية في بريطانيا، يقدر إجمالي مبيعاتها بـ4 ملايين، أو 5 ملايين نسخة، إذا حسبتَ نسخ المترو، وهي مجانية.

*   *   *

بدأ كل هذا عندما كنت في السابعة من عمري. كنتُ قد وقعت للتو في حب كرة القدم، ومثل كل أفضل علاقات الحب، واجهت هذه العلاقة عقبات.

لم يكن والداي من مشجعي كرة القدم. في المنزل، بالقرب من محطة بادينغتون في لندن، كنا قد اجتمعنا للتو حول التلفاز الأبيض والأسود لرؤية رجل يمشي على سطح القمر، لكنني كنت أكثر حماسة لمشاهدة رجل يركض على الوحل؛ جعلني سحر جورج بست (1) من مشجعي نادي “مانشستر يونايتد”.

في العام 1969، كانت مباريات كرة القدم تُلعب في الساعة الثالثة عصرًا أيام السبت، بالإضافة إلى بضع أمسيات كروية في منتصف الأسبوع. وكانت مباراة واحدة فقط للأندية الإنجليزية تُبث على الشاشة على الهواء مباشرة طوال الموسم، (نهائي الكأس). ولم يكن يُسمح لي بالبقاء مستيقظًا لمشاهدة مباريات المساء المتأخر. وحتى “مباراة اليوم”، التي تُلعب ليلة السبت، كان توقيتها يتجاوز وقت نومي كثيرًا. وكتبتُ رسالة غاضبة إلى هيئة الإذاعة البريطانية الـ”بي بي سي” أطلب منهم فيها إعادة بث المباراة في الصباح. وأجابوا بـ”لا” مهذبة، وإنما حازمة. وترك ذلك “المباراة الكبيرة” The Big Match فقط لتُعرض على قناة “آي تي في”، التي أضاءت عصر أيام الأحد الرمادية. وفي المساحات الواسعة لبقية الأسبوع، لم يكن لدينا سوى مكان واحد نذهب إليه: الصحف.

هنا افتدى والداي نفسيهما. كانا مشتركين في صحيفتي “تايمز” و”ديلي ميل” – وكلتاهما كانتا، في تلك الأيام البعيدة، بصفحات ذات قطع كبير. كانا يقرآنهما على الإفطار، ولكن قبل ذلك كنت آخذهما أولًا لنفسي. كنت أستيقظ في السادسة، وأهبط متعجلًا إلى الطابق السفلي في الظلام، وأجلس على ممسحة الأرجل عند الباب وأستمتع بهذه الرياضة الروحية.

كانت تقارير مباريات منتصف الأسبوع ذات جاذبية خاصة. كان يُسمح لي بالاستماع إلى التعليق على النصف الأول منها في المذياع، منطويًا في سريري، لكنني لم أكن أعرف النتيجة النهائية حتى أصل إلى ممسحة الأرجل عند الباب في صباح اليوم التالي. وكنت أندهش بشدة من أن الصحف يمكن أن تكتب قصة المباراة بأكملها وتطبعها وتسلّمها في الوقت الذي استيقظت فيه.

هكذا نشأت عادة استمرت نصف قرن. وعندما ذهبتُ إلى المدرسة الداخلية عندما كنتُ في الثامنة من عمري، لفّتني سعادة غامرة عندما اكتشفت أنه يسمح لك بطلب صحيفة خاصة بك. واخترت “الديلي إكسبرس” قبل أن أتحول إلى “الميل”. وكانت الصحيفة تُطبع بالأبيض والأسود، لكنها كانت في أيام دراستي الداخلية تلك دفقة من الألوان –حدَثاً، مثل استلام رسالة من المنزل.

كان حلمي هو أن ألعب لمنتخب إنجلترا، ولكن سرعان ما أصبح واضحًا عندما بلغتُ العاشرة أن هذا الحلم كان يقطع شأوًا بعيدًا. كنت في حاجة إلى حلم “ب”. آها، فكرت، يمكنُ أن أكون كاتبًا عن كرة قدم وأظل أذهب إلى المباريات الكبيرة.

مع مرور الوقت، تضاءل حماسي لكرة القدم وخفَت، وأحيانًا طغت عليه لعبة الكريكيت أو الموسيقا أو الحياة. وتبين أن أعظم حب لي على الإطلاق هو الصحافة. لم يكن قد تم اختراع برامج التدريب الداخلي بعد، لذلك بدأت العمل مع المجلات ككاتب حُرّ في سن 16 عامًا. وواصلت الكتابة في الجامعة، بشكل أساسي لمجلة “سماش هِتس”، وانضممت إلى “الاتحاد الوطني للصحفيين”، وهو ما كان في ذلك الوقت خطوة أساسية على الطريق إلى “شارع فليت”(2).

عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمري، كانت صحيفة “الديلي تلغراف”، التي أصبحت مؤسسة يديرها المسنّون في عهد بيل ديدِس، قد أعادت تجديد شبابها على يد ماكس هاستينغز. كان يوظف أي شخص طالما كان عمره أقل من 25 عامًا وعرض علي وظيفة كمراسل شبل في “بيتربورو”، عمود النميمة اللطيف في صحيفة “التلغراف”. وما أزال أكتب للصحف منذ ذلك الحين.

عندما انتقلتُ إلى غرفة التحرير، أعطاني طاقم “بيتربورو” رسماً كاريكاتوريًا مؤطرًا يصور رئيسنا في العمل. كان يقول: “الآن بعد أن رحل تيم، يمكننا إلغاء الصحف”. حتى بين مدمني الصحف الورقية الآخرين، كنت أنا مدمنًا مميزًا ومشهورًا. لقد نبعت كتابتي دائمًا من قراءتي، بينما يتحول كل هذا اللب إلى سماد. أصبح أخي تشارلي وشقيقتنا روزي صحفيين أيضًا، وكانت الشقة التي تشاركناها عبارة عن غابة من المطبوعات. كانت تلك الصفحات المحبَّرة هي المكان الذي تعلمت فيه اللغة واكتسبت منه حيل المهنة. كان الانكباب عليها متعة في حد ذاته وطقوسًا تجعلُ اليوم يمضي. قال الفيلسوف جورج فيلهلم فريدريش هيغل: “جريدة الصباح هي صلاة الصباح الواقعية”. أعطِنا في هذا اليوم قراءتنا اليومية.

هذه الصلاة كان يتلوها نصف السكان: في العام 1987، كانت 11 صحيفة يومية بريطانية تبيع نحو 15 مليون نسخة كل يوم. وبالنظر إلى أن متوسط كل نسخة يزيد قليلاً عن قارئَين، كان عدد الأشخاص الذين يقرؤون صحيفة أكبر من الذين شاهدوا في أي وقت السلسلة الدرامية التلفزيونية الاجتماعية الأكثر شيوعًا (“إيستإندرز”(3)، التي وصل عدد مشاهديها إلى 30 مليونًا في العام 1986). والآن، في العام 2023، توجد عشر صحف يومية وطنية في بريطانيا، ويقدر إجمالي مبيعاتها بـ4 ملايين، أو 5 ملايين نسخة، إذا حسبتَ نسخ المترو، وهي مجانية. وهذا مجرد تقدير لأن العديد من الصحف، بما في ذلك “التلغراف”، و”التايمز” و”الغارديان” و”ذا صن”، لم تعد تنشر أرقام مبيعاتها. ومعظم الأخريات في حالة سقوط حر: في أرقام “إيه بي سي” لشهر كانون الثاني (يناير)، انخفضت مبيعات أكثر من نصف الصحف المحلية بنسبة 18 في المائة على أساس سنوي. وحتى صحيفة “ديلي ميل” القوية انزلقت نُسخها إلى أقل من 800.000. (إفصاح كامل: هذه الأيام أكتب لصحيفة “ميل أون صنداي” عن الموسيقا، ولـ”الغارديان” عن الرياضة. في الأولى للطباعة أولاً، وفي الأخرى للموقع الإلكتروني أولاً. ولدي أيضًا منصة للاشتراكات إلكترونية تُسمى “يونايتد رايتنغ”.

الصحافة نفسها، على الرغم من كل نوعية الصحافة الرديئة التي تحصل عليها، ما تزال حية تُرزق. ربما تكون كمية الأخبار أكبر من أي وقت مضى، الآن بعد أن أصبحت “أبل” Apple مجمِّعًا لها وتصل إلى عدد من الناس أكثر مما يفعل موقع “بي بي سي” الإخباري. لكن الصحف، على الرغم ذلك، تنزلق من بين أصابعنا. “ذا ميرور”، التي كانت تبيع 5 ملايين نسخة يوميًا في منتصف الستينيات، انخفضت مبيعاتها إلى 277.550، بعد أن خسرت 17 مشتريًا من كل 18 كانوا يشترونها في ذلك الوقت. الاشتراك في صحيفة هو أن تكون جزءًا من نوع مهددة بالانقراض.

ما أزال أقرأ صحيفتين في اليوم، وثلاث في أيام الأحد. كل صباح، مثل منزِّه كلاب من دون كلب، أتوجه إلى آخر بائع جرائد في زاويتي من شمال لندن وأتحدث معه عن كرة القدم. التقطُ “الغارديان” (من أجل الكتابة) و”التايمز” (من أجل الرياضة، التي تغيرت منذ زمن ريس موغ). أقرؤهما على الإفطار وأستمتع بهما كما في فعلت دائمًا في كل وقت. وحتى من دون خصم المشترك الخاص بي، تحتفظ الصحف الورقية بقيمة كبيرة مقارنة بفنجان قهوة، أو نصف لتر من الحليب، أو حتى كتاب.

في الخريف الماضي بدأت تدريس الصحافة في “غولدسميث”، جامعة لندن. في صباحات أيام الخميس، أدرِّس فصلًا في كتابة القصة الإخبارية مع خمسة طلاب جامعيين في السنة الثالثة في مساق التاريخ والصحافة. وهم لامعون وملتزمون، ولا يأتون أبدًا بصحيفة تحت أذرعهم، ولا حتى صحيفة المترو (المجانية). وبمجرد أن اقترحت بلطف أنه قد يكون من الجيد شراء جريدة نهاية الأسبوع وقراءتها، بدا أحد الطلاب، الموهوب بما يكفي ليظهر في الصحف الوطنية مُسبقًا، مرتابًا. وسأل: “أين يمكن حتى أن نشتريها”؟

يعمل الطلاب على صناعة قصة إخبارية من 4.000 كلمة تشكل جزءًا من امتحاناتهم النهائية. ويتم تشجيعهم على إيجاد خبراء مستقلين لإجراء مقابلات معهم. وبنفس الطريقة، أتحدث في هذا المقال إلى ثلاثة خبراء: مراسل إعلامي، وأكاديمي، ومحلل.

ويل تروفيل هو محرر مشارك في “برس غازيت”، الذي كان ذات يوم مجلة تجارية أسبوعية، وأصبح الآن موقعًا إلكترونيًا حيويًا تملكه نفس المجموعة التي تملك مجلة “نيو ستيتسمان”.

 وتروفل رجل صبياني، ودود، لكنه حازم. وإذن، ويل، هل الصحافة المطبوعة محكوم عليها بالنهاية”؟ يقول: “بالنسبة للصحف، أعتقد أنها كذلك. أنا في مكتب يغطي الإعلام، ونحن حتى لا ننتبه كثيرًا لأرقام توزيع المطبوعات. إنها في حالة تدهور نهائي الآن، أو على الأقل تدهور سريع. لدى الصحف قصص أفضل لترويها حول كيفية أدائها على الإنترنت أو مع تطبيقاتها”.

أسأله عما إذا كان ما يزال يشتري صحيفة مطبوعة هو نفسه. “في عطلة نهاية الأسبوع، “التايمز” و”صنداي تايمز” -ولكن ليس بقدر ما كنتُ أفعل قبل عشر سنوات”. من المؤكد أن الصحف اليومية ما تزال تحط بضجيج في مكتب “برس غازيت”؟ يجيب: “لا. خلال الأسبوع، أستخدم خدمات مثل “برس ريدر” لتصفح الصحف رقميًا، ثم أذهب إلى المواقع الإلكترونية للصحف لقراءة الأخبار بعمق. أقرأ تطبيقيّ “الفايننشال تايمز” و”التايمز”. إنهما جيدان حقًا. “التايمز” جيدة بشكل خاص لأنها تبدو مثل صحيفة”. ثمة لمحة من السخرية الواخزة هناك.

يقول تروفيل: “عمري 32 عامًا ولا أعتقد أن أي صديق من سني يشتري الصحف خلال الأسبوع. البعض يفعلون في عطلة نهاية الأسبوع. قراءة صحيفة على الشاشة ليست خبرة ممتعة. وهناك نوع من “البريستيج” في الحصول على نسخة مطبوعة. من الجدير بالملاحظة أن صحيفة “الإندبندنت” (التي خرجت من الطباعة في العام 2016) تنتج صفحة أولى لوسائل التواصل الاجتماعي. الصفحات الأولى في الصحف شيء من اللطيف النظر إليه، أليس كذلك؟ إنها وثيقة تاريخية. تساءلتُ، عندما توفيت الملكة، عما إذا كان يمكن اعتبار الحدَث آخر مرة يكون فيها للصحف المطبوعة تأثير”.

للحصول على وجهة نظر الأكاديمية، أستشير البروفيسور راسموس كليس نيلسن، وهو دنماركي يبلغ من العمر 42 عامًا ويدير “معهد رويترز لدراسة الصحافة” في أكسفورد. يظهر على شاشة حاسوبي بشعر مسرّح بأناقة ورؤى صافية. وإذن، راسموس، هل الصحف محكوم عليها بالنهاية؟ يقول: “أعتقد أولاً وقبل كل شيء أن عليك فصلها إلى شيئين -الصحيفة كمؤسسة إخبارية، والجريدة كإصدار مطبوع. من غير اللائق للغة الإنجليزية أن كلمة newspaper تغطي كليهما، حيث يوجد عادة في اللغات الأخرى مصطلحان مختلفان”.

ويتابع: “ماتت الصحيفة المطبوعة منذ فترة طويلة بالنسبة للكثير من الناس. ما تزال الصحيفة المطبوعة مهمة إلى حد ما لأقلية من السكان الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وهي تعني شيئًا للذين أعمارهم كبيرة بما يكفي ليكونوا قد ترعرعوا معها، أي الذين تزيد أعمارهم على 45 عامًا. لكنهم يظلون أقلية، حتى بين هذه المجموعة الأكبر سنًا. إنها وسيلة متخصصة تخدم جيدًا جمهورًا صغيرًا ومتقلصًا”. آآآخ.

“الأشخاص الأصغر سنًا يتفاعلون مع الأخبار الرقمية، لكن الطريقة التي يستخدمونها بها مختلفة تمامًا. الجلوس مع مصدر واحد للأخبار لمدة 30 دقيقة هو أمر نادر للغاية. يستخدم معظم الناس مجموعة متنوعة من المصادر -هواتفهم، والمذياع، والإحاطات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني. لقد تغير المجتمع وهناك الآن عدد أقل من الرجال الذين ليست لديهم مسؤوليات أخرى في المنزل”. آآآخ مرة أخرى.

هل يقرأ نيلسن صحيفة مطبوعة هو نفسه؟ “لم أشتر نسخة مطبوعة منذ ما قبل الوباء”.

أما الرجل الحكيم الثالث فهو دوغلاس مكابي، الرئيس التنفيذي ومدير النشر في “إندرز أناليسيس”، وهي شركة استشارية لأبحاث الإعلام. وهو اسكتلندي بليغ يبلغ من العمر 55 عامًا، أمضى 15 عامًا في فحص ودراسة الصحافة. يقول: “عندما بدأتُ، كان هناك الكثير من الأشخاص مثلي. محللون للبنوك والصحف -لكنّ هذا سيكون سخيفًا الآن”.

إذن، دوغلاس، هل الصحف محكوم عليها بالنهاية؟ يقول “نعم ولا. بطبيعة الحال، الصحف المطبوعة كظاهرة على مستوى صناعي أوشكت على الانتهاء. أما طول هذا المَدرج النهائي فهو محل الجدال الحقيقي الوحيد، وعلى الناشرين أن يفعلوا ما في وسعهم ليجعلوا المَدرج أطول.

“من ناحية أخرى، لن تختفي فكرة ووجود الصحيفة تمامًا، بل وربما لن تفعل على الإطلاق. ربما تكون “اسطوانة الفينيل” (اسطوانة التسجيلات الموسيقية) هي التشبيه الواضح. في مرحلة ما في المستقبل، سنرى الصحف والمجلات المطبوعة كمنتجات باهظة الثمن، غير ملائمة وغير عملية، ومصممة بشكل جميل، يتم الاحتفاظ بها باعتزاز وتؤدي وظيفة معينة بشكل أفضل من أي تجلٍّ آخر لمحتواها.

“سوف يتعلق هذا العمل بالتصميم، والتصفح، والصدفة الحسنة: 45 دقيقة على طاولة المطبخ أو على الأريكة، حيث القهوة في اليد. وسيكون مثل هذا المنتج تعبيرًا أنيقًا عن رؤية ومعالجة رئيس تحرير (وربما مالك) -وهي تجربة صعبة جدًا على أداة مصممة لزلق شريط التحريك عبر هاتف ذكي لإعادة إنشائها.

يجادل مكابي بأنه في العامين 2030 و2040، سوف تقدم العديد من العلامات التجارية الإخبارية الناجحة بعضًا من إصدارات هذا المنتج كمكافأت، ليس فقط لأنه من مخلفات عصر الطباعة، ولكن لأنه حلٌّ مع جمهور مخلص متعدد الأجيال. ولكن، قد يكون وضع القراء أيديهم على هذا المنتج هو الجزء الأصعب. “لن يكون الطلب هو العائق، وإنما تكلفة التوريد. مع انخفاض المبيعات، ستبدأ تكلفة توزيع الوحدة في الانفجار، ولا تمتلك شركات النشر أي مهارات تذكر في البيع بالتجزئة. ليس لديها خفة الحركة، لأنها لم تضطر أبدًا إلى التفكير في هذا طوال 200 عام. كل هذه الأشياء كان يتولاها مقاول خارجي.

عندما أذكر الفجوة بين الأجيال ونفور الجيل الذي ولد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي من دفع النقود مقابل الأخبار، يختلف مكابي معي. “عندما لا يشتري الشباب الأخبار على الإنترنت، فذلك بسبب مرحلة حياتهم، وليس لأنهم لن يدفعوا مقابل الأشياء على الإنترنت- لم يشتر جيلي الصحف عندما كنا صغارًا. يتفهم هذا الجيل الحالي الحاجة إلى الدفع مقابل الحصول على محتوى عالي الجودة عبر الإنترنت أكثر من جيلي، وليس أقل”.

هل يشتري مكابي صحيفة ورقية؟ “أنا أقرأ طبعة نهاية الأسبوع من صحيفة “الفاينانشيال تايمز”. ليس لدي الوقت للنظر في الصحف الورقية خلال الأسبوع. في المكتب، سوف ترى هذا الشيء الغريب، لتذكير أنفسنا بأشياء مثل تصميم الصفحات وحجم الإعلانات. وفي بحثنا ننظر إلى ما هو مفقود في عالم الإنترنت -الصدفة الحسنة”.

‏*تيموثي جون مارش فيليبس دي ليسل‏‏ Timothy John March Phillipps de Lisle: كاتب ومحرر بريطاني وكاتب قصص إخبارية لصحيفة ‏‏”الغارديان” ومنشورات أخرى، مع تركيز على ‏‏رياضة الكريكيت‏‏ ‏‏وموسيقا الروك‏‏. وهو محرر مجلة “‏‏الحياة الذكية”‏‏، وناقد موسيقا الروك في صحيفة “ذا ميل أون صنداي”.

‏‏*نشر هذا المقال تحت عنوان: Is this the end of newspapers?

*   *   *

هوامش المترجم:

(1) جورج بست  George Best‏: كان لاعب كرة قدم إيرلندي لعب لنادي “مانشستر” يونايتد الإنجليزي ومنتخب إيرلندا الشمالية. بدأ حياته الكروية مع فريق “مانشستر يونايتد” عندما كان في السابعة عشرة من عمره في العام 1963، وبعد سنتين فقط ساهم في فوز النادي ببطولة الدوري للمرة الأولى خلال ثماني سنوات، أعقبه فوز آخر في العام 1967. وفي العام 1968 ساعد مانشستر على أن يصبح أول ناد إنجليزي يفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا.

(2) فليت ستريت أو شارع فليت Fleet Street: أحد شوارع مدينة لندن ويقع في حي الصحافة في لندن. في وقت من الأوقات كانت معظم الصحف القومية البريطانية تتخذ مكاتب لها في شارع فليت أو على مقربة منه. وخلال الثمانينيات من القرن الماضي عندما حلت التقنية الجديدة محل طرق الإنتاج القديمة، انتقلت كل الصحف القومية إلى مواقع جديدة خارج منطقة شارع فليت. ولكن ما يزال يطلق على أي صحفي يعمل في الصحف القومية اسم “صحفي شارع فليت”. تتخذ كل الصحف القومية اليومية تقريبا مكاتب رئيسية لها في الطرف الشرقي من لندن، عادة شرقي شارع فليت. ومن هذه الصحف الديلي إكسبريس، والديلي ميل، والديلي ميرور، والديلي تلغراف، والإندبندنت، والمورنينغ ستار، والصن، والتايمز. هناك بعض الصحف مثل الغارديان والديلي ستار تقع مكاتب تحريرها شرقي لندن، ولكنها تطبع خارج لندن.

(3) EastEnders‏‏: ‏‏مسلسل‏‏ تلفزيوني بريطاني من إنتاج ‏‏جوليا سميث‏‏ ‏‏وتوني هولاند،‏‏ تم بثه على ‏‏شاشة محطة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي 1″‏‏ منذ شباط (فبراير) 1985. تدور أحداث المسلسل في حي ‏‏والفورد‏‏ الخيالي في ‏‏الطرف الشرقي من لندن‏‏، ويتعقب قصص السكان المحليين وعائلاتهم أثناء حياتهم اليومية. في غضون ثمانية أشهر من الإطلاق الأصلي للعرض، وصل إلى المركز الأول في تصنيفات ‏‏BARB‏‏ التلفزيونية، وظل باستمرار من بين المسلسلات الأعلى تقييمًا في بريطانيا. تم إدراج أربع حلقات منه ضمن أفضل 10 ‏‏برامج مشاهدة‏‏ على الإطلاق في المملكة المتحدة، بما في ذلك المركز الأول عندما شاهد أكثر من 30 مليونا حلقة يوم عيد الميلاد في العام 1986.‏‏

المصدر: (نيو ستيتسمان)/ الغد الأردنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى